اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حين ترى .. تقول : ياليتَ بيني وبينك ، بُعدَ المشرقَين
حين ترى .. تقول : ياليتَ بيني وبينك ، بُعدَ المشرقَين
04.12.2017
عبدالله عيسى السلامة
1) حين ترى صانع القرار في بلدك ، المسؤول عن البلاد والعباد في وطنك .. تاجراً من النوع الرخيص ، يتاجر بالكلمات والشعارات ، ويناور، ويكذب ، ويغشّ ، ويخدع، ويمارس أنواعاً من البطولة الزائفة ، على أبناء شعبه ، ويخاف من صفير طائر، يحلّق ، بالقرب من قصره .. ويسمسر بدماء الأبرياء ، من أبناء الدول المجاورة ، ليبني لنفسه أمجاداً مزيّفة ، ويصنع بطولات وهمية ؛ بينما أرض بلاده محتلّة من قبل عدوّه ، ولا يجرؤ ، حتى على التفكير في استردادها ، مع أن أباه الذي ورّثه الكرسي ، هو الذي سلّمها للعدوّ .. حين ترى أمامك حاكماً من هذا الطراز، يتربّع على كرسي الحكم في بلادك ، ويَعدّ البلاد ، مزرعة له ، وأبناءها ، عبيداً له ..لا تملك إلاّ أن تقلّب كفّيك ، وتقول بألم وحنق ومرارة : يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين !
2) وحين ترى شريكاً لك في المصير، وأخاً في المبدأ ، ورفيقاً في الدرب ، وهو مواطن في دولة غير دولتك ، يمجّد هذا الحاكم ، ويبارك مجازره ضدّ شعبه ، وجبنه تجاه عدوّه ، لمجرد رفعه الشعارات الخادعة ..! تهزّ رأسك في أسف وحزن ، وتقول في حسرة : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ..!
3) وحين ترى شريكاً لك ، في المعاناة والألم ، والقرار والهدف والحلم .. يَستمرئ أكل لحمك ، ويتلذّذ بنهش سمعتك وكرامتك ، تحوقل وتقول : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين !
4) وحين ترى إنساناً يعَدّ بطانة لك ، وتعَدّ بطانة له ، وتشترك معه في صنع الرأي والقرار والموقف .. ينسى العدو المشترك ، والخصم المشترك ، ويجرّب مواهبه في التذاكي والتداهي عليك ، قبل غيرك ..! تبلع جرعة من المرارة التي في حلقك ، وتقول: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ..!
5) وحين ترى مخلوقاً فرِضتْ عليك صحبته ، أو عشرته ، وهو من النوع الذي قال عنه الشاعر : أقولُ له زيد ، فيَحسَب خالداً ويقرؤها عَمرواً ، ويكتبها بَكرا
لابدّ أن تحِسّ بعِظَم البلاء ، وتقول : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ..!
6) وحين ترى شخصاً بينك وبينه صلة ما ، يسقِط نفسه خُلقياً ، في سبيل إسقاط أحد خصومه سياسياً ، في معركة سياسية عابرة هزيلة .. ستجد نفسك مضطراً ، لأن تقول بينك وبين نفسك- إذا منعك الحرج والإشفاق، من أن تقول لهذا الساقط البائس، علناً-: ياليت بيني وبينك بعد المشرقين !