الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلف أقليات استراتيجي: الروس والإيرانيون وإسرائيل في سوريا.. حلفاء ولكن!

حلف أقليات استراتيجي: الروس والإيرانيون وإسرائيل في سوريا.. حلفاء ولكن!

11.04.2021
حازم أحمد بعيج


أورينت نت 
السبت 10/4/2021 
لم يكن التدخل الإيراني في سوريا بعيدا عن هوى ومطامع الروس وإن سبقه على أرض الواقع، فتقاعس إيران عن حماية نظام بشار أسد يعني خسارة روسيا لآخر قواعدها على البحر الأبيض المتوسط، وتقاعس الروس عن حماية إيران ونظام أسد في سوريا يعني فناء مشروع ولاية الفقيه الذي قاتلت من أجله أربعين سنة، وعلى أساسه بني استراتيجيا التحالف الروسي الإيراني. 
• حلف الأقليات الاستراتيجي! 
هذه المنفعة والمصلحة الاستراتيجية في سوريا اصطدمت بتشعبات القطب المقابل وبمصالح تركيا من جانب وإسرائيل ومن خلفها التحالف الأنجلو – أمريكي، أو ما يعرف (بالتحالف الصليبي) حسب التعبير الشعبي، لتبدأ مرحلة جديدة من براغماتية العلاقة بين إيران وروسيا بفعل هذه التجاذبات، والتي تتجلى في العمليات الجوية الإسرائيلية التي لا تستهدف ميليشيات إيران بقدر ما تهدف إلى ضرب القدرات الإيرانية التي تساعد إيران على بقاء طويل الأمد في سوريا، حلف الأقليات الذي ترعاه إسرائيل وإيران إقليميا، هو حلف استراتيجي يستحيل معه طلاق الحلفاء، ولكن تظهر تبعات الخلافات داخل الحلف على شكل ضربات جوية تستهدف القدرات الإيرانية غير العسكرية في سوريا، في حين شكل اتفاق التسوية مع فصائل المعارضة في الجنوب السوري ذروة التفاهم بين إيران وإسرائيل. 
• استنتساخ تجربة الجنوب اللبناني في سوريا!  
إن أكبر وجود للقوات والميليشيات الشيعية الإيرانية في سوريا يقتصر على منطقة الجنوب السوري المحاذية لإسرائيل، وهو محاولة استنساخ لما حصل في الجنوب اللبناني منذ عشرين سنة، بحل فصائل المقاومة وسحب السلاح وبسط هيمنة ميليشيا حزب الله على المنطقة، ومن ثم التفاوض على تأمين المنطقة على المدى الطويل، الأمر المشابه الذي طبقته روسيا مع فصائل الثورة في غوطة دمشق لتأمين دمشق، فإسرائيل تتعاقد مع حليف مغاير مذهبيا وعرقيا لهوية الجنوب السوري لتدمير الفصائلية وتفتيت البنى الاجتماعية وترسيخ الانقسامات التي ستبقى حاضرة بعد أي حل في سوريا، فإسرائيل تزرع بذور تشتيت منطقة الجنوب إلى ما بعد عشرين عاما كما حصل في جنوب لبنان، بوساطة حليف على رأس أولوياته البعد المذهبي ممثلا بولاية الفقيه، لتكتمل صورة حلف الأقليات الذي يعادي العرب السنة ظاهرا وباطنا، في محاولة لتمزيق السنية السياسية القادرة على صناعة المشروع الوطني بعيدا عن التفاهمات الدولية. 
• إيران.. درع الوجود الروسي في سوريا 
تغزو الأوساط السورية أحاديث عن خلافات كبرى بين الروس والإيرانيين، وهذا ما لا يصح حقيقة وإن كانت خلافاتهم عنيفة أحيانا، فلنكن على يقين أنه لا يمكن أن تستقر أو تسلم القواعد الروسية لولا جهود إيران وميليشياتها الشيعية في الفصل العسكري بين روسيا وقوات الثورة، هذه النقطة التي تداركتها روسيا مبكرا قبل تدخلها العسكري العلني في سوريا، بدعم وتقوية فصائل إرهابية شيعية لحماية جنودها ونفوذها وقواعدها من الهجمات التي قد تضطرها للانسحاب مبكرا من سوريا، على غرار الحكومة الشيوعية في أفغانستان والصحوات والحشد الشيعي في العراق كنموذج أمريكي، فانسحاب إيران وميليشياتها قبل رسو السفينة السورية كما تشتهي روسيا، سيولد انفجارا تحريريا كبيرا في وجه الوجود الروسي، وبالتأكيد سيخسر الروس خسارة نهائية، وهذا ما لا توده إسرائيل والتحالف الصليبي قريبا. 
لذلك سنشهد تنامي التفاهمات الاستراتيجية داخل حلف الأقليات إلى ذروتها في الأشهر القادمة، ولن يغير هذا النمو من شكل الخلافات والضربات العسكرية والتجاذبات بين جميع القوى التي تحتل الأرض السورية نيابة عن نظام أسد.