الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب .. والمؤامرة !

حلب .. والمؤامرة !

01.12.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 30/11/2016
"شر البلية ما يضحك" فبينما كانت الطائرات الروسية تهاجم مدينة حلب وتقصفها بالصواريخ الفراغية المدمرة وبينما كانت القطعان والشراذم الطائفية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني تطارد سكان الجهة الشرقية من هذه المدينة كالذئاب المسعورة لم يجد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ما يفعله إلاّ أنْ أطلق تصريحاً "مدوياًّ" ناشد فيه روسيا وإيران بـ"إستخدام نفوذهما" لإلزام نظام بشار الأسد بوقف لإطلاق النار وهذا ما فعله أيضاً الناطق بإسم الخارجية الأميركية .
كان المفترض أن يكون هناك تدخل دوليٌّ مبكر، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أيضا، لفرض وقف إطلاق النار في هذه المدينة الباسلة التي صمدت في وجوه الطغاة لنحو أربع سنوات وأكثر وكان المفترض بدل هذا الإستجداء البائس أن يطلق الأميركيون والبريطانيون تحذيراً يرافقه التلويح الفعلي بالقوة أمّا أنْ لا تجد "القوى العظمى" ومعها المجتمع الدولي بأسره سوى "التَّذلل" للروس والإيرانيين فإن هذا هو الطامة الكبرى وإنه لن يفهمه القتلة والطغاة إلاّ أنه تشجيع لهم على الإستمرار في تدمير هذه المدينة التاريخية وذبح أطفالها بالغازات السامة والقنابل والصواريخ الفراغية المدمرة وتشتيت أهلها في أربع رياح الأرض .
إنَّ ما جرى في حلب قبل يومين وقبل ذلك بكثير كان "مؤامرة" واضحة وضوح الشمس فالكل سمع مطالبات الذين من المفترض أنهم "أصدقاء"!! بإنسحاب المقاتلين من حلب الشرقية بحجة أنهم ينتمون لتنظيم إرهابي هو جبهة النصرة وذلك مع أنه ثبت وبالأدلة القاطعة أنه لا وجود لهذا التنظيم في هذه المدينة كلها ثم وأن الكل رأى كيف تم إشغال الجيش الحر، بعد سحبه من مواقعه القتالية، بمواجهة إرهابيي "داعش" على الحدود التركية– السورية وكلَّ هذا في حين أن يكون هناك تعزيز للمدافعين عن "الشهباء" منذ أن بدأ التحشيد العدواني لإجتياح جهتها الشرقية .
وهنا فإنه لا بد من التساؤل: هل صحيح يا ترى أن الولايات المتحدة ومعها بريطانيا لا تملك ما تفعله إزاء هذا الذي جرى ولا يزال يجري في حلب إلا الإستجداء والطلب من روسيا وإيران إستخدام نفوذهما لإلزام نظام بشار الأسد بوقف لإطلاق النار وكـ":المستجير من الرمضاء بالنار" و"أنت الخصم والحكم" وكأن المشكلة منذ البدايات وحتى الآن ليست في هذا النظام الذي أصيب بالإنهيار من اللحظات الأولى وإنما في الروس والإيرانيين الذين يسعون لإيجاد مواطىء أقدام لهم في هذه المنطقة التي لم يسعف الرئيس الأميركي (الراحل) باراك أوباما إداركه عندما وصفها بأنها لم تعد منطقة مصالح حيوية أميركية!!.
لقد أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أيام قليلة وكرر كلامه الجنرال محمد باقري أنَّ بلاده تريد قواعد بحرية على شواطئ بعض دول المنطقة ولقد قال غيره أنه لن يكون للمسلمين إلا دولة واحدة وهكذا فإن هذا التصعيد في اليمن الذي ترافق مع إجتياح المنطقة الشرقية من حلب يؤكد كل ما قيل عن أن إيران تسعى ليس على المدى البعيد بل على المدى القريب للهيمنة على كل دول شرقي البحر الأبيض المتوسط العربية بعدما هيمنت فعلياًّ حتى الآن على العراق وسوريا و"لبنان" وبينما هي تحاول الآن إستكمال هيمنتها على اليمن الذي كان ذات يوم سعيد.
ولذلك فإنه يجب على كل من يعنيهم ويهمهم هذا الأمر أن يدركوا أن حلب هي آخر قلاع التصدي للهيمنة الإيرانية الزاحفة وأن سقوط حلب في أيدي الإيرانيين سيتبعه سقوط قلاع عربية كثيرة وهنا فإنه "علينا" ألاّ نركن لأصدقائنا الأميركيين والبريطانيين .. والفرنسيين أيضاً فعلاقات الدول وبخاصة الدول الكبرى مصالح وهناك مثل يستخدم في بلاد الشام يقول:"إنْ هبْ هواك ذري على ذقن صاحبك".. والخوف كل الخوف أن يذري الأصدقاء على ذقوننا!!.