الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب والمغول الجدد

حلب والمغول الجدد

22.12.2016
عبد العزيز الكحلوت


الشرق القطرية
الاربعاء 21/12/2016
اعتبر هولاكو الجديد بشارالأسد تهديم حلب على رؤوس أهلها وتدمير مبانيها وإرثها المعماري والتاريخي وتسويتها بالأرض حدثا تاريخيا يؤرخ به شأنه في ذلك شأن ميلاد المسيح عليه السلام أو نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي مقارنة تدل على سفه وجهل قل له نظير .كتائب الإعلام القومجية الضالة المضلة غضت الطرف عن احتلال روسيا وإيران لسوريا وحمّلت مسؤولية ما حدث من جرائم يندى لها جبين الإنسانية على الشعب السوري الذي في رأيها ضلّ الطريق حين رفع عقيرته مطالبا بالحرية والديمقراطية . استدعاء الأسد لإيران وميليشياتها سلب سوريا استقلالها ومكّن للمشروع الصفوي الفارسي الذي لقي رعاية من الولايات المتحدة حين سلمت له العراق وحين أطلقت يده في سوريا كما لقي دعما مباشرا من روسيا حين ألقت بكل ثقلها وراءه . ما حدث في حلب وغيرها من قتل وإبادة ليس له مثيل في التاريخ فلم يحدث أن قتل حاكم شعبه بهذه الوحشية وما فعله المغول في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي من قتل وتشريد لشعوب آسيا الوسطى والشرق الأوسط أقل بكثير مما قتله وشرده مغول العصر الجدد الأسد وحلفاؤه. وسيظل التاريخ يذكر أن مافعله بشار الأسد أسوأ مما فعله ابن العلقمي الذي كما قال ابنُ كثير " كاتبَ التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهّل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال " متوخيا من ذلك " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة " واستدعاء الأسد لإيران وميليشياتها له نفس الهدف والإيرانيون لا ينكرون ذلك بل يعلنونه على رؤوس الأشهاد فقد اعتبر العميد حسين سلاميان نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني استعادة الأحياء الشرقية لمدينة حلب " فتح الفتوحات الإسلامية والخطوة الأولى وأن ذلك هو وعد الله.. وإنه سيتم تحرير البحرين واليمن والموصل قريباً " كما تجول قاسم سليماني في قلعة حلب مفاخرا . ما حدث في سوريا عامة وحلب الشرقية خاصة يجب أن يوحد عالمنا العربي والإسلامي (السني) ويستنهض الهمم فالتدافع سنة كونية إلهية و خسارة حلب لاتعني هزيمة الثورة لأن الشعوب تنتصر دائما ولأن الحق دائما له الغلبة.