الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب.. سيكولوجية الهدن الروسية

حلب.. سيكولوجية الهدن الروسية

26.10.2016
حازم عياد


السبيل
الثلاثاء 25-10-2016
استقطبت الموصل الاهتمام الدولي السياسي والاعلامي، وفقدت معركة حلب بريقها؛ فالحسم في حلب غير متاح، ولا قيمة للتصعيد في ظل انعدام فرص الحسم، فما سر الهدن المعلنة؟
القصف لن يفضي الى مشاورات سياسية او دبلوماسية تمكن الروس من طرح شروطهم، او تمرير مشاريعهم السياسية في المرحلة الحالية؛ لانشغال القوى الاقليمية بمعركة الموصل وانشغال الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية، فهل باتت الهدن الوسيلة الوحيدة لتحريك المياه الراكدة.
التصعيد في حلب لم يعد مجديا من الناحية الميدانية والسياسية؛ ما يدفع روسيا الى محاولة اكتساب بعض المشروعية الانسانية بإعلانها المتكرر عن هدن مؤقتة وممررات انسانية لا تفضي في الحقيقة الى تخفيف معاناة سكان المدينة، وإنما يتخللها عمليات قصف مدمرة تلحق اضرارا كبيرة بالمدنيين؛ ما يجعلها هدنًا بدون جدوى سياسية او انسانية، بل مجرد اعلانات يرى البعض أنها وقت مستقطع لصيانة الطائرات الروسية فقط!!
الهدن باتت بشكلها القائم لا توفر غطاء انسانيا كافيا لإخفاء هول الكارثة والدمار الذي ألحقته "القوات الجوية والفضائية الروسية" في حلب، وتبرز كمحاولة لتغطية حالة العقم السياسي والعسكري لعملية حلب.
روسيا من خلال الاعلان المتكرر عن الهدن غير المكتملة تحاول لفت الانظار الى دورها في سوريا، وجذب اهتمام القوى الاقليمية وعلى رأسها الرياض وانقرة لبحث عن مخارج تخفف من عقم السياسة الروسية المتبعة في سوريا؛ محاولة لا تختلف عن المسار المتبع بالاعلان المتكرر عن تحركات الاساطيل الروسية، والقطع الحرية، منذرة بحملة واسعة على سوريا.
التجاهل الدولي والاقليمي للدور الروسي يزيد موسكو انزعاجا، ويفاقم من ازمتها؛ امر دفع وزير الدفاع الروسي شويغو الى القول إن الحملة العسكرية في سوريا كشفت عن ضعف وعدم فاعلية بعض الاسلحة الروسية، متجاهلًا عقدة الذنب الانسانية؛ تعليق سياسي وعسكري يحمل رسائل لامبالية بالنتائج السياسية والانسانية للحملة العسكرية ما دامت مفيدة في تجريب الاسلحة الروسية.
هل اكتشف الروس انهم غير قادرين على الحسم في حلب؟ وهل باتت الهدن والقصف هي الوسيلة الوحيدة لتمضية الوقت بالنسبة لروسيا في المنطقة ولفت الانظار، ام انها محاولة للبحث عن مخرج سياسي ودبلوماسي في ظل القلق المتزايد من احتمالات تسليح المعارضة السورية؟
الوقت يمضي وموسكو ما زالت في ذات المربع السياسي والعسكري بدون اي افق سياسي؛ فالهدن والقصف وحشد الاساطيل امر بات يستعصي على التحليل السياسي، ويجذب المراقبين نحو البحث عن تحليل سيكولوجي نفسي يفسر السلوك الروسي العبثي والمدمر سياسيا وانسانيا!