الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب تحترق والعالم يتفرج!!

حلب تحترق والعالم يتفرج!!

20.12.2016
أنيسة الشريف مكي


اليوم السعودية
الاثنين 19/12/2016
وا عروبتاه.. وا إسلاماه.. حلب تحترق والعالم يتفرج كما فُعل في البوسنة ورواندا انهيار كامل للإنسانية، وموت للضمائر العالمية، وانتهاك للمواثيق الدولية، والقيم والمبادئ. عاصفة حزم جديدة لا بد وأن تبدأ الآن الآن وليس غدًا. فوا أسفاه، الضمائر الإنسانية العالمية في سباتها العميق، والدب الروسي، والميليشيات الإيرانية تسرح وتمرح، وترقص وتغني على أشلاء وجثث الأطفال، والنساء والشيوخ، استباحت كل الأعراض ومزقت شرف الشريفات والمحصنات!!. أين أنت يا منظمة حقوق الإنسان وكل المنظمات الحقوقية العالمية، وجمعيات الرفق بالإنسان هل ماتت ضمائركم، أم هي في غفوة طالت، وحلب تحترق؟!! ومجلس الأمن ما زال يرقد في العسل وحلب تحترق!! بلغ اليأس مداه من تحرك القزم العجوز "الأمم المتحدة" التي تمشي مشي السلحفاة لا حول لها ولا قوة!!. حلبُ التاريخ والمجد تُدمَّر بوحشية والعالم يتفرج!! حلب تُنتهك فيها المواثيق الدولية، وكل الشرائع الإنسانية والسماوية، وسياسة حرق الأرض بما فيها وما عليها والعالم يتفرج!!. الدب الروسي استخدم الفيتو، يعني أنه وداعميه "وافقوا على حصار مئات الآلاف من الأبرياء من النساء والرجال والأطفال وإبادتهم إبادة جماعية". تُشكر كبريات الصحف البريطانية التي تعاطفت مع حلب فاهتمت عناوينها بالمذابح الجماعية، وبالفظاعات التي يرتكبها النظام السوري وشذاذ الآفاق من ميليشيات إيرانية وأمثالهم ناهيك عن الدب الروسي!!. فقد انتقدت "ديلي تلغراف" المجتمع الدولي بأنه يقف موقف المتفرج بينما حلب تحترق أمام العالم المتحضر أجمع، كما حدث في البوسنة ورواندا. وأضافت إنهم سيلحقون بتلك الأرواح القلقة في كمبوديا ورواندا والبوسنة في سلسلة طويلة من الضحايا الذين تخلى عنهم المجتمع الدولي. وختمت الصحيفة بأنه لا يمكن القول إن العالم لم يعرف ما حدث في الماضي لأنه عرف حينها، ويعرف الآن ما يجري من أهوال على أهل حلب في رسائل الوداع الأخيرة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، وستصبح حلب نهاية المطاف رمزا للغضب وخيبة الأمل، وسيرتمي المزيد من الشباب في أحضان الجماعات "الإرهابية". هذا بعض مما ذكرته هذه الصحيفة. اللهم نج شباب حلب من كل سوء وشباب المسلمين. ملحمة غير متكافئة، مهلاً فلن يدوم كرسي لطاغية، ولن يصمد كثيرا وإن راهن على بقائه بمعركة الفصل في حلب، فسيخسر الرهان بكل المقاييس وهو لا يعلم بأن نار الله الموقدة ستحرقه ومن معه عاجلا غير آجل. اللهمّ إنّ هذا الظالم وكل من يقف وراءه مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركهم أينما سلكوا. فيا رب انتقم منهم في ليلة ﻻ أخت لها، وساعةٍ ﻻ شفاء منها، وبنكبة ﻻ انتعاش معها، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها، وأرهم عجائب قدرتك. ربِّ حلب تستغيث، اللهمّ إنّك تعلم ما حلّ بها فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا. اللهم بحق جاهك وجلالك وعزتك وعظمتك التي يهتز لها الكون انصرهم على من ظلمهم، اللهم إنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم دعوة. فإنّك قلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك ولا إله غيرك: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، فاستجب يا رب كما وعدت عبادك يا من لا يخلف الميعاد. نعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم وعلى يقين بأنه لا يخرج عن قبضتك ظالم، اقصمهم يا قاصم الجبابرة، وأهلكهم يا مهلك القرون الخالية، وأخذلهم يا خاذل الفئات الباغية.. يا ربّ يا ناصر المظلوم، خذ الظلمة من مأمنهم، وأرغم أنوفهم، وعجّل حتفهم فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً. يا رب إنّك وعدت المظلوم بالنصر: (بعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين)، فانصر إخواننا في حلب، وسلط على الطاغية وأعوانه عاصفة حزم جديدة إنك على كل شيء قدير.