الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب:الفصائل تطلق"العزم المتوقد"..انطلاقاً من"درع الفرات"

حلب:الفصائل تطلق"العزم المتوقد"..انطلاقاً من"درع الفرات"

03.02.2020
المدن


المدن
الاحد 2/2/2020
أطلقت الفصائل المعارضة صباح السبت، معركة جديدة ضد مليشيات النظام قرب مدنية الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأطلقت القوات المهاجمة على عمليتها البرية اسم "العزم المتوقد"، وتمكنت في وقت قياسي من السيطرة على عدد من القرى، ودمرت دبابة واغتنمت مدرعة وكميات من الأسلحة والذخائر.
هجوم المعارضة تركز في ثلاثة محاور غربي الباب، واستهدف قرى الشعالة وتل رحال وخربشة، وقصفت مواقع المليشيات في مطار كويرس، وكان تقدم القوات المهاجمة سهلاً لأن جبهات النظام في المنطقة غير محصنة وترابط فيها أعداد قليلة من عناصر "الفرقة الأولى مدرعة" و "الفيلق الخامس" المدعومين من روسيا.
التحرك العسكري للمعارضة انطلاقاً من "منطقة درع الفرات" في ريف حلب كان مفاجئاً، وهو أول هجوم بري تشنه الفصائل منذ توقف العمليات في مناطق شمالي حلب في العام 2016 بعد وصول النظام إلى بلدتي نبل والزهراء، ولاحقاً تقاسم السيطرة على تركة "تنظيم الدولة الإسلامية" في الريف الشمالي والشرقي بداية العام 2017.
قيادة "الجيش الوطني" لم تعلن بشكل رسمي عن المعركة قرب الباب، لكن قادة في الصف الأول يتبعون للجيش قالوا إن المعركة تندرج في إطار الرد المشروع على هجوم مليشيات النظام الروسية والايرانية في ريف إدلب الشرقي وضواحي حلب.
القائد في "الجيش الوطني" وسام قسوم قال في "تغريدة": "التفاهمات السياسية صارت من الماضي، نحن أمام تفاهمات في الميدان، المعركة ثورية خالصة لم تدعمها إلا بنادق الثوار، سامحنا يا جارنا العزيز، لكن للصبر حدود".
أما القائد في "الجبهة الشامية" مضر نجار قال إن "وقع الهجوم الأخير على إدلب وريف حلب كان قاسياً جداً، وتخلي الغريب والقريب زاد الصدمة، وضعف الحليف أوصل الثوار لليأس، وهذا هو المطلوب حتى نتعلق بالله وحده، الثوار بشكل عام بدأوا يستوعبون ما حصل، ويعيدوا حساباتهم".
وبرغم تلميحات قادة الفصائل بأن معركة "العزم المتوقد"، قد انطلقت بقرار ذاتي منها، ولا دخل لتركيا فيها، إلا أنه من المرجح أن تكون جزء من التصعيد الذي بدأته المعارضة في الشمال عموماً، بدعم تركي، للضغط على النظام وحلفائه روسيا وايران لوقف العمليات العسكرية.
وهو تصعيد يتزامن مع تصعيد الموقف التركي ضد الحملة العسكرية الروسية الإيرانية في مناطق حلب وادلب. وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة،  من أن بلاده لن تقف متفرجة حيال الوضع في إدلب أو مناطق أخرى في سوريا، ولن تتردد في القيام بكل ما يلزم بما في ذلك استخدام القوة العسكرية. وكان قال في تصريح سابق إن صبر تركيا "بدأ ينفذ" بخصوص هجوم قوات النظام على إدلب.
مصدر عسكري في "الجيش الوطني" أكد ل"المدن"، أن معركة "العزم المتوقد" وما سبقها من تحركات وتعزيزات خلال الأيام القليلة الماضية نحو جبهات ريف حلب الغربي والضواحي، هي تحركات تندرج في سياق الضغط على روسيا لإجبارها على وقف هجماتها على إدلب والعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالتفاهمات السابقة.
وأوضح المصدر أنه في حال أصرت روسيا والنظام على مواصلة العملية العسكرية، وخرق التفاهمات فلا أستبعد أن يتم نقل المعركة إلى أحياء حلب المدينة، أو محاور قتال أخرى تكون فيها المعارضة هي المهاجمة.
رئيس المكتب السياسي في فرقة المعتصم التابعة ل"الجيش الوطني" مصطفى سيجري أكد ل"المدن"، أن "تفاهمات العام 2016 بين تركيا وروسيا انتهت بفعل الهجمات الارهابية الروسية المستمرة. اعتمدت تركيا سياسة الاحتواء طيلة الفترة السابقة، لكن الروس لا يفهمون إلا لغة السلاح. دخلنا مرحلة جديدة تماماً".
وأضاف سيجري أنه "على الاحتلال الروسي أن يبدأ من الآن في الاعتياد على هذه المشهد وهذه الصور القادمة الآن من الجبهات. لا مكان للاحتلال الروسي في أرضنا، نعم لا يوجد مقارنة في موازين القوى العسكرية بيننا وبين العدو، نعم لا نملك السلاح والمال والدعم المناسب، إلا أننا نمتلك الحق والإرادة والشجاعة والتصميم".