الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله يقاتل في سورية ولبنان يدفع الثمن

حزب الله يقاتل في سورية ولبنان يدفع الثمن

23.11.2013
عاموس هرئيل



هآرتس 20/11/2013
القدس العربي
الخميس 21-11-2013
الاهتمام الدولي في ما يجري في الحرب الاهلية في سوريا، خبا بقدر كبير، ما أن اتضح بان الولايات المتحدة تراجعت عن خطتها للهجوم من الجو على اهداف لنظام الاسد ردا على استخدام السلاح الكيميائي ضد الثوار في آب الماضي. ولكن المذبحة في سوريا مستمرة بنشاط، وبين الحين والاخر تنتقل الى اراضي الدول المجاورة. العملية ضد السفارة الايرانية في بيروت تبدو كنتيجة مباشرة للحرب الاهلية السورية والدور الايراني ودور حزب الله الى جانب النظام في دمشق.
المنظمة التي اخذت على عاتقها مسؤولية العملية هي ‘كتائب عبدالله عزام’، وهي جناح سني متطرف تعمل فروعه في لبنان، في سوريا وفي مصر وتتماثل مع القاعدة. عزام، فلسطيني من مواليد منطقة جنين في الضفة الغربية، كان المعلم الروحي لاسامة بن لادن في الباكستان وقتل في حادث سير هناك في نهاية الثمانينيات. كتائب عزام في لبنان، منظمة صغيرة نسبيا، الكثير من اعضائها فلسطينيين، تبنوا في الماضي عمليات اطلاق كاتيوشا قصيرة المدى نحو الجليل. اما الهجمة المتدرجة والذكية امس انتحاري على دراجة اقتحم نطاق السفارة وهكذا أخلى السبيل لسيارة مفخخة الحقت ضررا شديدا – فتبدو كمحاولة للاستخدام ضد ايران وحزب الله ذات التقنيات الفتاكة التي استخدماها على مدى السنين ضد اعدائهما في المنطقة. السؤال الذي بقي مفتوحا هو هل المنظمة قادرة على تنفيذ هجوم كهذا بقواها الذاتية أم انها استعانت لهذا الغرض بدولة اجنبية ذات قدرات ارهابية اكثر تطورا.
في رد شبه شرطي، سارعت ايران الى اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم. هذا ادعاء مدحوض: فليس لاسرائيل اي مصلحة في توريط نفسها في المعركة النازفة في سوريا وفي لبنان، ومن الصعب ان نراها ترتبط بفصائل سنية متطرفة ترفض وجودها رفضا باتا. ومشوقة حقيقة أن وسائل الاعلام العربية ايضا تناولت باستخفاف هذه الادعاءات. الداعمة الاساس للمنظمات السنية المتطرفة في سوريا وفي لبنان هي السعودية وليس اسرائيل والسعودية تستثمر الان جهودا هائلة ايضا في اقناع الاسرة الدولية لمواصلة الضغط على ايران في مسألة النووي. في كل الاحوال يبدو أنه اولا وقبل كل شيء الصلة السورية واضحة. في بيان الكتائب وفيه اخذ المسؤولية عن العملية ادرج المطلب بالاخلاء الفوري لرجال الحرس الثوري الايراني ومقاتلي حزب الله من سوريا.
يحتمل الا يكون توقيت العملية مصادفا. ففي الايام الاخيرة’ تجري في الجانب السوري من الحدود معركة شديدة في المنطقة الجبلية التي تسمى القلمون، المشرفة على طريق دمشق حمص. يبدو أن نظام الاسد، بمساعدة حزب الله يحقق فيها نجاحا. هذه محاولة سورية لتكرار نجاح النجاح في حزيران، حين حقق له التدخل المكثف من حزب الله انتصارا تكتيكيا هاما في بلدة القصير. اكثر من 20 الف من سكان المنطقة هربوا حتى الان الى لبنان سبب المعارك. ومن المهم للمعارضة السورية أن تقلص مشاركة حزب الله الى جانب النظام.
العملية في السفارة امس تضاف الى سلسلة هجمات على مراكز قوة ايران وحزب الله في ايران بما فيها اطلاق الصواريخ وزرع عبوات ناسفة في منطقة الضاحية، الحي الشيعي في جنوب بيروت، قبل بضعة اشهر. لقد جرت هنا محاولة لتثبيت ميزان رعب لبناني، يكون واضحا فيها لحزب الله بانه سيدفع ثمن الجبهة الداخلية على تدخله المستمر في سوريا. ولا يزال من الصعب التصديق بان شيئا يمكن ان يصرف الايرانيين وحزب الله عن طريقهم في هذه المرحلة.
من ناحية ايران، الانفجار يأتي قبل لحظة من استئناف محادثات النووي في جنيف اليوم. ولا يزال لا يسمح لطهران بان تلعب دور الضحية بشكل مقنع: فالحرس الثوري التابع لها وقف خلف عدد كبير من الهجمات الارهابية المشابهة، وسفاراتها في العالم شكلت قيادات متقدمة لكثير من العمليات الاستخبارية والعمليات المضادة من أن يبدأ أحد ما في الغرب بالاشفاق عليها.
وبالنسبة لاسرائيل، يبدو أنها تتصرف بحكمة حين تحرص على الا تنجرف الى المعمعان السوري اللبناني. ولا يزال للاحداث في سوريا تأثير ضار هائل على كل الدول المجاورة: يكفي التفكير في الشتاء القاسي الاخر الذي ينتظر مئات الاف اللاجئين السوريين في المخيمات في الاردن وفي تركيا. وطالما تلخص التدخل الاسرائيلي بقص قوافل السلاح في سوريا، والذي يعزى له كل شهرين تقريبا، فان خطر تورطها في ما يجري لا يزال يبدو منخفضا.