الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حروب الحرس الثوري في الشرق؟

حروب الحرس الثوري في الشرق؟

21.10.2014
داود البصري



الشرق القطرية
الاثنين 20-10-2014
مع ازدياد حدة معارك حرب تقرير الإرادة والمستقبل في الشرق القديم، ومع تشابك كل الأطراف المتصارعة، يزداد التورط العسكري الإيراني مساحة وتتعمق معه أخطر النتائج والاحتمالات والتداعيات على أمن المنطقة ومستقبلها في ظل الهجمة الإيرانية غير المسبوقة لمحاصرة الشرق العربي بدءا من العراق الخاضعة حكومته بشكل مطلق للنفوذ والهيمنة الإيرانية مرورا بدمشق التي تحولت تحت حكم الأسد لمحمية إيرانية يمارس فيها الحرس الثوري الإيراني لعبة الحرب المدمرة ويرسل جنرالاته ومستشاريه لقتل السوريين ويستحضر عصابات العراق ولبنان الطائفية لقمع وإرهاب الشعب السوري الذي تحول للأسف لشظايا وأشلاء بفعل صواريخ الطائرات العدوانية التي تدك المدن السورية.
كما تحول الجنوب العربي في اليمن لحالة وفتق جديد في الخاصرة العربية وبما يهدد بشكل مباشر الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي بعد أن تغول الحوثيون وأضحت المدن والقصبات والقواعد اليمنية تسقط بين أياديهم بشعاراتهم الإيرانية المعروفة وبروح الثأر الطائفية المريضة وهو ما أكده علي أكبر ولايتي المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي والذي رحب بممارسات عصابة (أنصار الله)! الحوثية وأعتبرها بمثابة (حزب الله لبناني جديد) في جنوب جزيرة العرب!! وهو تصريح مباشر لتدخل سياسي وأمني مباشر في شؤون دول الخليج العربي. اليوم وبعد فشل المشروع الإيراني في مملكة البحرين وتسارع خطوات إسقاط النظام الإرهابي السوري ولمواجهة انتفاضة المقاومة الوطنية العراقية لجأ النظام الإيراني لنقل إحداثيات المعارك جنوبا نحو اليمن وحيث فتحت سيناريوهات وخرائط طريق سياسية وعسكرية جديدة ستعيد بعثرة المشهد المبعثر أصلا؟
ولعل تقدم المشروع والبرنامج الإيراني في العراق من خلال نجاح الضغوط الإيرانية في فرض وتعيين وزير داخلية عراقي هو أصلاً من عظام الرأس الإيرانية وهو المدعو محمد الغبان أحد أعضاء حركة بدر التي يقودها العميد في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري! يعني أساساً كسب نقطة مهمة وجوهرية لصالح البرنامج الإيراني في العراق، فجماعة بدر تمثل عصب الوجود الإيراني ومرجعيتهم السياسية والفقهية تتبع مباشرة للمرشد الإيراني علي خامنئي!. الإيرانيون اليوم من خلال التلميح والتصريح والعمل المباشر في حركة هجومية كبرى في الشرق سترسم نتائجها لربما خريطة جديدة لنزاعات الشرق، وبما سيفرض حلولا قد تكون نتائجها وتفرعاتها مرعبة للغاية؟. المعركة ساخنة.. والنتائج ستكون أسخن.. الشرق يقف على أعتاب أخطر مرحلة في تاريخه المعاصر!.