الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حراك تعليق العقوبات على نظام الاسد..ما مصلحة ماكرون؟ 

حراك تعليق العقوبات على نظام الاسد..ما مصلحة ماكرون؟ 

06.02.2021
مصطفى محمد


المدن 
الخميس 4/2/2021 
تسود حالة من الترقب في واشنطن لما ستؤول إليه المطالبات بإلغاء حزم عقوبات "قيصر" المفروضة على النظام السوري، بعد إرسال شخصيات سياسية ورجال دين مسيحيين رسائل إلى الإدارة الأميركية وحكومات أوروبية، طالبوا فيها بإلغاء العقوبات، تفادياً لتداعيات العقوبات على الشعب السوري، بحسب ما زعمت الرسالة. 
وعلمت "المدن" من مصادر في واشنطن، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، شكّلت لجنة من مسؤولين في وزارات الخارجية والخزانة والصحة والوكالة الأميركية للتنمية، لأجل دراسة تعليق العقوبات على النظام السوري. 
وحسب المصادر، فإن الأرجح أن تقرر اللجنة تعليق العقوبات، لأنه من غير الممكن إلغاء القانون (قيصر) دون الرجوع إلى الكونغرس، موضحة أن "لدى اللجنة صلاحيات باتخاذ قرار تعليق العقوبات، تحت مبررات طارئة وغير متوقعة، مرتبطة بوباء كورونا". 
وتخشى المصادر أن يُعلّق قانون العقوبات فعلاً، وأن يأخذ وقتاً طويلاً قبل إعادة تفعيله، وهو ما يعطي النظام السوري فرصة لإنعاش اقتصاده مجدداً. 
من يقود الحملة؟ 
في خطوة مفاجئة، وقع أكثر من 95 شخصية عربية وعالمية على الرسائل التي وُجهت للإدارة الأميركية وعدد من الحكومات الأوروبية، التي استندت إلى تقرير الخبيرة الأممية ألينا دوهان، ادّعت فيه أن العقوبات على النظام السوري تُفاقم الوضع الصحي، وتضع الشعب السوري تحت العقاب الجماعي. 
وحول دوافع وأهداف الشخصيات، ميّز الكاتب الصحافي المعارض، ورئيس جمعية "سوريون مسيحيون من أجل السلام"، أيمن عبد النور بين أكثر من طبقة مشاركة في الرسائل، مؤكداً ل"المدن"، أن الحملة تمت بطلب شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. 
وقال: "ما وصلنا أن شخصيات مسيحية تلقت اتصالات من قصر الإليزيه، مفادها كتابة وإعداد رسائل تستجدي إلغاء العقوبات على النظام السوري، وإرسالها إلى ماكرون، لاستخدامها كوثيقة خلال حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن". 
وحول مصلحة ماكرون من إلغاء العقوبات على النظام السوري، قال عبد النور إن مستشاري ماكرون أقنعوه بوحدة الملفين الاقتصاديين اللبناني والسوري، مضيفاً: "بعبارة أخرى، يعتقد ماكرون أن الوضع الاقتصادي في لبنان محكوم بقرينه السوري، وإعادة إعمار بيروت لن تتم فيما عقوبات قيصر مفعّلة، كذلك اشترطت جهات لبنانية على ماكرون رفع العقوبات عن النظام السوري، مقابل تسهيل أعمال إعادة إعمار بيروت". 
أما عن بقية الطبقات التي شاركت في الحملة الداعمة للنظام، كشف عبد النور عن وجود أصابع روسية، مشيراً في هذا الصدد، إلى استناد الرسائل على تقرير للخبيرة الأممية البيلاروسية ألينا دوهان، متهماً إياها بالتعاون مع المخابرات الروسية. 
كذلك أشار عبد النور إلى مشاركة مباشرة من مسؤولين من داخل النظام السوري وعلى رأسهم فواز الأخرس والد زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعدد من مدراء الجمعيات والمنظمات التي تعمل في مناطق سيطرة النظام السوري. 
تحرك "مسيحي" مضاد 
كل ذلك، دفع بشخصيات ومنظمات متواجدة في الولايات المتحدة إلى اطلاق حراك مضاد. وأكد عبد النور أن شخصيات مسيحية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على الرسالة التي سيتم توجيهها للإدارة الأميركية والرئيس بايدن، وقال: "نجحنا في جمع تواقيع لشخصيات مسيحية من 6 دول عربية هي: سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، العراق ومصر". 
وحول فحوى الرسالة، أشار إلى أن الرسالة تشرح أن قانون "قيصر" يستثني المواد الغذائية والطبية، ولا يمنع وصولها إلى النظام السوري، وأن "قيصر" موجه ضد النظام وليس الشعب السوري، كما تزعم الرسالة التي تُطالب برفع العقوبات.