اخر تحديث
السبت-21/09/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حدثان كبيران في يوم واحد
حدثان كبيران في يوم واحد
19.08.2020
د. محمد أحمد الزعبي
تعني مفردة حدثان حسب بعض قواميس اللغة العربية ، مصائب الدهر ونوائبه ، ولكننا عنينا بها في في عنوان هذه المقالة أمران وقعا في يوم واحد هما : التطبيع الإماراتي مع إسرائيل ( العدو الصهيوني ) ووفاة الدكتور المرحوم عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بمصر في سجن العقرب ، ورفض السيسي تسليم جثته إلى ذويه ، مع الإدعاء المشبوه في أن السلطات الحكومية ( السيسية ) هي من سيقوم بدفنه (!!) . وتشير كلمة المشبوه هنا إلى أن سلطة الجنرال السيسي لاتريد أن تعرف أسرته ، وبالتالي الآخرون ، بالدور الحقيقي المشين لنظام السيسي في قتل عشرات ، إن لم نقل مئات السجناء ، ولا سيما من الإخوان المسلمين ، وبمن فيهم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي رحمه الله . حدثان كبيران ومؤسفان وقعا في يوم واحد هو الخميس الموافق 13.08.2020 . إن دويلة محمد بن زايد ( الإمارات العربية المتحدة ) الذي يتلقى أوامره وتعليماته فيما ينبغي عليه أن يفعل أو لايفعل من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي ( ترامب ) . لقد أراد ترامب ومعه محمد بن زايد ، من فتحهم باب التطبيع مع الكيان الصهيوني (!!) ، أمام بعض المترددين من الحكام العرب ، ولا سيما الخليجيين منهم ، أن يلج هؤلاء الحكام هذا الباب ( باب التطبيع مع الكيان الصهيوني ) دونما خجل أو وجل لامن الشعب الفلسطيني ولا من الشعب العربي وذلك في طريقهم المفروشة بالورود إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث ينتظرهم في البيت الأبيض كل من ترامب وكوشنيرونتنياهو وفي يد كل منهم باقة من التقدم والتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان ، وأيضاً كمية من الدواء ( التطعيم ) الذي توصل إليه علماؤهم ضد وباء الكورونا ناهيك عن أكذوبة التوقف المؤقت ( بناء على طلب ترامب )عما عرف بعملية الضم .
في أواخر القرن التاسع عشر ، كان عدد من اليهود المتدينين مايزال مترددا في قبول مقولة هرتزل أن فلسطين هي " أرض بلا شعب " وهو مايبحث عنه اليهود الذين هم حسب عراب الصهيونية العالمية " شعب بلا أرض ". أرسل هرتزل لجنة من هؤلاء المترددين إلى فلسطين ( أرض الميعاد ) ليروا بأم أعينهم حقيقة الأمر ميدانياً . وعندما وصلت اللجنة إلى فلسطين ، و رأت بأم أعينها كذب ادعاء هرتزل ، بأن فلسطين " أرض بلا شعب " أرسلت إليه من فلسطين البرقية التالية " العروسة جميلة جداً ولكنها متزوجة من آخر " وذلك في إشارة إلى تكذيب مقولته في أن فلسطين هي " أرض بلا شعب "
يبدو يبدو لنا هنا أن السيد محمد بن زايد ، قد قبل أطروحة هرتزل في أن فلسطين هي أرض بلا شعب ، ذلك أن مفهوم الشعب لاينطبق بنظر هرتزل ولاحقاً بنظر ترامب ومحمد بن زايد وشلة المطبعين - على مايبدو - على الشعب العربي الفلسطيني ، وإنما ينطبق فقط على الإسرائيليين بل وربما على الأوروبيين منهم ، من مواطني ومهاجري ماقبل و مابعد عام 1948
وفي عودة إلى الحدث الثاني ، نقول : لاأظن أن أحدا يجهل ، أن الإخوان المسلمين في مصر وفي سورية خاصة ، هم من خشي ويخشى الغرب بشقيه الأطلسيين وصولهم إلى السلطة ، ذلك أنهم يعرفون الأسباب الحقيقية لإنشاء الغرب الكيان الصهيوني في منطقة " الشرق الأوسط " ،ودوره في إلهاء الأنظمة العربية بالصراعات البينية ،والدينية والطائفية عن التنمية وعن الحداثة وعن الدفاع عن الإنسان وحقوقه وعن المواطن وحريته وكرامته . ولذلك فهم ( الإخوان ) قد وقفوا ويقفون مع الشعب العربي الفلسطيني ، في دفاعه عن أرضه ، وعن المسجد الأقصى الذي يؤدون صلواتهم في رحابه ، والذي يخص دينياً عامة المسلمين وليس فقط الفلسطينيين . إن كل المؤيدين لإسرائيل في العالم اليوم ، ولا سيما في أوربا وأمريكا وروسيا ، بصورة أساسية ، هم من أيد عبد الفتاح السيسي في إطاحته بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي ، وقدموا له المال والسلاح ، وهم من صمت ويصمت على زج الآلاف المؤلفة من الإخوان المسلمين ، والذين من بينهم الدكتور عصام العريان ، في السجون منذ عام 2013 ، ولا سيما سجن " العقرب " منها ، وحتى اليوم ،حيث شهدت وتشهد هذا السجون استشهاد العشرات ، بل المئات منهم ، أمام أعين العالم بمشرقه ومغربه ، ومن بين هؤلاء الشهود ( شهود لاأسمع لآأرى لاأتكلم ) الدول التي تدعي لنفسها الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان (!!) . إن مايبدو واضحاً هنا ، هو أن الدفاع عن إسرائيل مقدم عند هؤلاء على الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان ، ودون أن ننسى أن هؤلاء ( الديموقراطيون !) هم من أتى بدولة الخميني الشيعية ، لتتصارع مع الدول السنية في المنطقة العربية ( صراع العقارب في دارة النار )، في ظل إدارة إسرائيل والغرب لهذا الصراع ، ولا سيما في سورية والعراق واليمن ولبنان ، بما يبقي رحى هذا الصراع الطائفي تطحن الأخضر واليابس، وخاصة بعد أن جري تطعيمها ( الرحى) بدولة أبي بكر البغدادي ( الإسلامية !) داعش ( ألا لعن الله من أتى بها ومن سوّقها ) بحيث تستمر في الدوران والطحن ، ودونما توقف ، إلى أن يشاء الله !!.
نعم ، إنهما حدثان كبيران وقعا في يوم واحد . ووفق رؤية الكاتب ، فإنهما حدثان مترابطان ، من حيث أن تطبيع بن زايد مع إسرائيل ، استلزم وفاة الدكتور عصام العريان في " سجن العقرب "، أحد سجون عبد الفتاح السيسي ، وهي صورة بلوتوقراطية عبر عنها فلسفياً ابن مدينة جاسم في حوران الشاعر ابو تمام بقوله : ماإن ترى شيئاً لشيئً محييا حتى تلاقيه لآخر قاتلا . إنها رقصة السيف والدولار، التي زرعها ترامب في الرياض عام 2017 ، والتي أينعت ثم آتت أكلها مرتين : مرة في المنامة 2019 ، ومرة في أبي ظبي ودبي 2020 ، إنها الثمرة المرّة للتطبيع مع المحتل الصهيوني لفلسطين ، ولل (المسجد الأقصى الذي باركنا حوله / الإسراء 1) . فليرحم الله عصام العريان ، وليلعن قاتليه آمين.