الرئيسة \  مواقف  \  ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:ورجل باع حرا فأكل ثمنه.حول ما يروى عن(الدولة)و(قتل الأسرى)و(بيع الحرائر)

ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:ورجل باع حرا فأكل ثمنه.حول ما يروى عن(الدولة)و(قتل الأسرى)و(بيع الحرائر)

02.09.2014
زهير سالم


موقفنا



تتوارد الأخبار السيئة المسيئة المنسوبة إلى هذه المجموعة التي تسمي نفسها ( الدولة الإسلامية ) وما هي بدولة بمفهوم الدولة الواقعي العملي أو السياسي الذي عهدته المجتمعات أو تعارف عليها الناس ، وما هي بإسلامية في ميزان الإسلام الحق الذي يوقع عنه الموقعون عن الله بالحق من علماء الأمة الثقاة المعتبرين ..
ولم يعد الصمت يسع المسلم وهو يتابع المشهد وما فيه من جرائر وجرائم، ترتكب باسم الإسلام عقيدته وشريعته، فلا يتبين فيما يروى وينقل حقا من باطل ، وصدقا من كذب ، وواقعا من ادعاء ؛ وقد أجلبت هذه المجموعة على الإسلام وأهله أطرافا من أهل العداوة والبغضاء والشنآن بما قدمت من ذرائع ، وبما أقدمت عليه من جرائر يندى لها جبين المسلم كما يندى لها جبين الإنسان .
لا نشك للحظة واحدة أن ما ارتكبته إيران ، وما ارتكبه وما يزال يرتكبه بشار الأسد على الأرض السورية ، وضد الإنسان السوري وضد كل قيم الحق والخير في العالم يتجاوز ما يرتكبه هؤلاء الضالون مئات المرات .
ولا نشك للحظة أنه حين يشير إليهم السيد ظريف وزير خارجية إيران كصورة من صور ( الإرهاب السني ) ، وهو الأعلم بالمختبرات التي هُجنت فيها هذه المجموعات ، يدرك أن الشَرَك الذي نصبته أجهزة مخابراته التي صنّعت هذا الشر والإثم قد بلغ غايته ، وحقق المقصود منه .
وهذا الذي حوّل المعركة من معركة مع أركان الاستبداد والفساد الطائفي الكريه الذي يمثله مشروع الولي الفقيه وبشار الأسد إلى معركة مع عدو وهمي زئبقي يبطن المجتمع الدولي التخوف منه لأسباب ثقافية وإيديولوجية ..
ومهما يكن من أمر ، وسواء صح خبر قتل الأسرى من المجندين السوريين أو لم يصح ، وسواء صح خبر بيع الحرائر من المواطنات العراقيات الأسيرات أو لم يصح ...
فإن حرصنا على وضاءة مشروعنا الإسلامي ، وعلى مصداقيته ، وعلى ديمومته كمخرج حقيقي للمجتمعات العربية ، وللمجتمع السوري بشكل خاص من مستنقعات الطائفية والاستبداد والفساد والإثم والبغي والعدوان إلى يفاع الكرامة والحرية هذه القيم الأساسية التي ما كانت دعوة إسلامنا الحنيف إلا لتعزيزها في حياة الناس تفرض علينا أن نؤكد دائما على براءة الإسلام وأهله من هذه التصرفات الشاذة المنكرة ..
وأن نؤكد رفضنا الاعتراف بما ادعته هذه المجموعة لنفسها من مسمى ( الدولة الإسلامية ) الذي ما أراد الذين أوحوا به ولقنوه ، إلا قطع الطريق على مشروع الإسلام الحق ، ووأد الأمل الذي عاشت عليه الشعوب المسلمة كمخرج لها من حالة الغثائية والوهن التي ضربها عليها لقرن مضى المستعمرون أولا ثم المستبدون الفاسدون .
ونعتبر هذه الطبخة المخابراتية الفاسدة محاولة مريبة ( للبس الحق بالباطل ) وتشويه دعوة الحق ، والنيل من العاملين عليها بعد أن أعيى قوى الشر العالمي النيل من هذه الدعوة وحامليها على مدى قرن من الزمان ..
وأن نستنكر كل الجرائم التي ترتكبها هذه المجموعة باسم الإسلام وعقيدته من تكفير وتمزيق ، أو باسم شريعته من قتل وقطع وجلد في ظروف ملتبسة لا يكاد منصف يستبين فيها حقا من باطل ..
وأن نستنكر وندين قتل الأسرى في أي ظرف ، وتحت أي عنوان ، ونشدد أن ما استقر عليه أمر الأسرى في شرع الإسلام ( إما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها )
ونشدد في الإنكار على ما تم تناقله عن قتل مجندين سوريين وقعوا أسرى في محيط مدينة الرقة . فهؤلاء المجندون ،على الرغم مما كنا ننتظر جميعا منهم من انحياز إلى وطنهم وشعبهم ، أو الانسلال بأنفسهم من صف القتلة والمجرمين ، هم أبناء المجتمع السوري ، ولهم بين ظهراني هذا المجتمع أمهات وآباء وإخوة وأخوات . وكل واحد منهم قبل أي اعتبار : إنسان معصوم الدم بوقوعه أسيرا أصبحت حياته أمانة بيد آسريه ، وطريقة التعامل معه بعض المروءة التي تعلمناها من سلفنا جيلا بعد جيل.
نرفض رفضا قاطعا ما تناقلته وسائل الإعلام عن بيع عدد من الحرائر من المواطنات العراقيات . في إحياء غير متصور دينيا ولا مدنيا لنظام السبي والاسترقاق ، الذي كانت شريعة الإسلام أول من دعا إلى القضاء عليه بالإلحاح الدائم على الإعتاق والتحرير .
في حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة وذكر منهم ( ورجل باع حرا فأكل ثمنه ) . وفي صرخة عمر فوق رأس عمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا . وفي كتب الشريعة التي يسيء إليها هؤلاء المسيئون : الحرية كرامة الله للإنسان لا ينزعها منه إلا ظالم .
وأبسط ما نرده على هؤلاء الأدعياء للدين والدولة والفقه والسياسة : وماذا لو عامل ( أعداؤكم ) من تسمونهم رعاياكم بالمثل : فقتلوا الذين تحت أيديهم من الرجال وباعوا اللواتي تحت أيديهم من النساء . سؤال لعلهم يعقلون .
لندن : 6 / ذو القعدة / 1435
1 / 9 / 2014
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00448892232828
zuhair@asharqalarabi.org.uk