الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تنافس روسي – أمريكي شرق سوريا والقوات التركية تعتزم إنشاء نقطة عسكرية جديدة في إدلب 

تنافس روسي – أمريكي شرق سوريا والقوات التركية تعتزم إنشاء نقطة عسكرية جديدة في إدلب 

15.10.2020
هبة محمد



القدس العربي 
الاربعاء 14/10/2020 
دمشق – "القدس العربي" : بينما يجري تنافس روسي – أمريكي شرق سوريا بالتزامن مع تعزيزات القوات التركية العسكرية حيث تعتزم إنشاء نقطة عسكرية جديدة في إدلب، تبقى الخيارات العسكرية والسياسية في محافظة إدلب ومحيطها شمال غربي سوريا، مفتوحة يتوقع أن تكون تصعيداً خلال الفترة المقبلة، حيث تزيد قوات النظام السوري بإشراف روسي من قصفها الصاروخي والمدفعي على المنطقة التي تتحسب فيها أنقرة للتحركات العسكرية الروسية، رغم حرص الطرفين على عدم التصعيد الواسع النطاق. 
وشهدت جبهات ريف إدلب الجنوبي، الثلاثاء، قصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وسط تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية. 
قصف متبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محيط إدلب 
مصادر محلية قالت لـ"القدس العربي" إن قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة لها، قصفت بقذائف المدفعية الثقيلة بلدات "سفوهن، وكنصفرة، والفطيرة" في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي بعشرات القذائف المدفعية. 
من جهتها ردت فصائل المعارضة السورية، بالقصف على مواقع ومعسكرات قوات النظام والميليشيات المساندة له المتمركزة في مدينة كفرنبل ومحيطها وبلدة حزارين الواقعة بريف إدلب الجنوبي، بدون معرفة حجم الخسائر وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان القصف المتبادل في المنطقة. 
وتزامن القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية في أجواء مناطق ريفي إدلب الجنوبي والغربي وتعزيزات عسكرية تركية جديدة، حيث دفعت القوات التركية برتلين يضمان نحو 70 آلية عسكرية نحو نقاط المراقبة التركية، وذلك عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي. 
ووثق المرصد دخول رتل تركي يضم 45 آلية محملة بالمعدات اللوجستية والعسكرية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي، وأحصى المرصد 7120 آلية، وآلاف الجنود، دخلوا الشمال السوري منذ بدء وقف إطلاق النار، حيث "يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة "خفض التصعيد" خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط 2020 وحتى الآن، إلى أكثر من 10455 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية". 
ونقلت شبكة "بلدي نيوز" عن مصادرها أنباء تفيد بـ"عزم القوات التركية، إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة جبل الأربعين" القريب من مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، وذلك في أعقاب تعاظم التصعيد الروسي والسوري في المنطقة. 
وبرأي خبراء ومراقبين فإن طبيعة العلاقة بين تركيا وروسيا من العلاقات المعقدة، التي فرضتها ظروف الواقع، بيد أن ما يزيد توترها في الآونة الأخيرة هو التناقضات السياسيَّة على الساحة السورية والليبية ومنطقة جنوب القوقاز التي تضم كلاً من أرمينيا وأذربيجان وجورجيا. 
الباحث السياسي لدى مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، منير الفقير، رأى ان تجزئة الخلافات بين موسكو وأنقرة "لا تتم بين الطرفين عمودياً بل أفقياً، بمعنى أن ساحة الخلافات التكتيكية على الأقل على المستويين الأمني والعسكري ممتدة من أذربيجان إلى ليبيا مروراً بسوريا، وهذا منفصل عن ملفات التعاون والتنسيق الأخرى بين البلدين كالاقتصادية وغيرها". 
وأوضح المتحدث لـ"القدس العربي" ان تركيا تتحسب لتحركات عسكرية روسية في إدلب لمواجهة المحصلات السياسية للتقدم العسكري لحلفاء تركيا في أذربيجان سيما أن الروس يطرحون بإلحاح أفكاراً ومقترحات لإعادة النظر بتفاهمات "سوتشي" في الوقت نفسه ربما تقدم احتمالات تصعد الموقف في شرق الفرات لجهة حكم ذاتي مدعوم من أمريكا أو توغل تركي جديد تغض أمريكا الطرف عنه أوراق إضافية للجانب التركي لمواجهة ضغوطات روسية محتملة غرب الفرات وللجانب الأمريكي في تفويت الفرصة أمام الطرف الروسي لتثبيت وقائع جديدة لصالحه على الأرض في غمرة الانشغال بالسباق الانتخابي الأمريكي. 
واعتقد الفقير أن الخيارات في إدلب ومحطيها مفتوحة للتصعيد وليس للحسم على أي صعيد في الفترة المقبلة وصولاً إلى لحظة الانتخابات الأمريكية. في غضون ذلك، يرى خبراء ومراقبون أن رفع الجاهزية في مناطق الشمال لا يرتبط بالوضع في أذربيجان، بقدر ما يرتبط بتطورات الملف السوري نفسه، إذ أنه أعقب شعور موسكو بتنامي التنسيق التركي – الأمريكي في شمال شرقي سوريا، لتكون وفق المصادر المطلعة لـ"القدس العربي": "رسالة بأن تفاهماتها مع تركيا لن تكون بمعزل عن تطورات شرق الفرات وبأنها ستتأثر سلباً، ليكون الموقف التركي برفع الجاهزية، وأنها مستعدة للتصعيد ولا يعني انخراطها في أذربيجان تراجعاً في الساحة السورية". 
وليس بعيداً وإلى الشرق من سوريا وبعدما استطاع محتجون منذ أيام في المالكية التابعة لمحافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، منع قوات روسية من دخول المدينة، وأجبروها على الانسحاب بالتزامن مع تدخل القوات الأمريكية في المنطقة التي طوقت المكان حسب مصادر محلية، كرّس الحادث الذي هدف إلى منع الروس من إقامة نقطة تمركز عسكرية في منطقة على الحدود مع تركيا، مظهراً من مظاهر التنافس الروسي – الأمريكي على تثبيت الحضور العسكري في مناطق شرق الفرات. 
فيما تجنبت وزارة الدفاع الروسية التعليق على التطور، كما لم تصدر قاعدة "حميميم" الروسية توضيحاً للحادث. وأفاد ناشطون أنّ مدنيين من قرية عين ديوار في ريف مدينة المالكية الواقعة قرب الحدود السورية – التركية في ريف الحسكة، اعترضوا رتلاً روسياً مؤلفاً من 11 آلية عسكرية، وعلى إثر الحادث تدخلتْ القوات الأمريكية وأغلقت جميع الطرقات في وجه الدورية الروسية، كما حلّقت مروحية أمريكية وطاردت مروحيتين روسيتين في المنطقة.