الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تكسَّرتِ النِّصالُ على النصال.. لكننا صامدون!!

تكسَّرتِ النِّصالُ على النصال.. لكننا صامدون!!

06.02.2016
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الخميس 4-2-2016
يمر بنا هذا الأسبوع والقلوب تمتلئ دماً كما هي الدروب في منطقتنا الساخنة وخصوصا سورية، حيث الحزن للذكرى الرابعة والثلاثين لمجازر مدينة "حماة" 2/2/1982، والتي هبّت فيها الجماهير للتخلص من سرطان الأسد حافظ، الذي أسس الدولة المارقة على حد تعبير المؤلف "كارستين ويلاند" في كتابه: سورية الاقتراع أم الرصاص؟ ص/271. حيث بقي رئيسها ثلاثين سنة يخلق دعاية ضبابية لمعاداة إسرائيل، بينما الحقيقة الناصعة هي غير ذلك حيث فُضح كل شيء، كما فصّل الوزير كيسنجر المخطط الأول لليهود لدخول الجيش السوري 1976 لبنان وبالاتفاق مع إسرائيل كما في كتاب "النظام الأسدي ضد العرب لعبد الله الدهامشة، ص/136. أقول: لكن يجب علينا تذكُّر أن الذي تآمر مع الصهاينة بغية الإمساك بالسلطة دواما ليس إلا، هو الذي تآمر لسحق الثوار في حماة، وكانت النتيجة أنْ انقضَّ جيش اللانظام وهدَم المدينة ومساجدها وكنائسها، وقد كان -كما يقول الأستاذ محمد عبدالغني النواوي في كتابه "الصراع العربي الإسرائيلي" ونقله الدكتور مجاهد صلاح الدين بكتابه "لا طريق غير الجهاد لتحرير المسجد الأقصى"ص/60: ... يهدف إلى الاستقلال بدويلة طائفية من الجزء الشمالي الغربي لسورية، وهو السيناريو الذي يعمل عليه ابنه بشار اليوم وتُغِير الطائرات الروسية لتبديل جغرافي وديموغرافي عند هذه المنطقة ليستمر الاتصال مع ما يسمى حزب الله في لبنان عبر البحر والاتصال بإسرائيل دائما، ويستخدم المطار في اللاذقية لما سماه السفاح سورية المفيدة!. كما نقل النواوي عن الخواجا الصديق في شأن الدويلات الطائفية قوله: "إذا أردنا لإسرائيل البقاء في الشرق الأوسط فعلينا أن نشجع قيام دويلة عَلَوية في سورية -وهو ما توقعه الثلاثاء 2/2/2016 وزير الخارجية البريطاني بقوله: ربما تسكت روسيا في مفاوضات جنيف لتستغل إنشاء دويلة علوية باللاذقية يكون رئيسها الأسد! ثم قال الخواجا: وكذلك دويلة كردية في شمال العراق! فعلينا أن نُواسِيَ الثكالى في "حماة" المجاهدة التي قتل فيها 147 ألفا خلال 26 يوما، ولما سئل الأسد الأب عن هذه المجازر قال: إن هذا الأمر حدث وانتهى!!
وفي هذا الأسبوع 1/2/2016 صدمت الناسَ صدمة عنيفة هزّت الأفئدة والجوارح، وذلك إثر سماع خبر الجزيرة 1/2/2016 الذي أدلت به مصادر أوروبية عن اختفاء وفقدان عشرة آلاف طفل من اللاجئين الذين نجا معظمهم في هجرتهم القسرية إلى أوروبا بينما غرق الآلاف، وكان الأكثرون سوريين هربوا من الموت بالبراميل إلى موت بالغرق!. ويا لها من مشاهد لا يستطيع ذو غَيْرة أن يظل معها سوياً، وكيف رضَوا باستقبالهم، وأين فُقِد الأطفال؟ قالوا: إن مافيا التهريب خطفتهم لتبيعهم أعضاء بشرية، أو لأشياء أخرى، طبعا لم يتفوّهوا بكلمة عن تنصيرهم وخصوصا في أوروبا، ولا يبعد إرسال البعض لإسرائيل كما فُعِل بأطفال البوسنة والهرسك في الحرب الأخيرة . لكن كل هذا هل يعفي أوروبا من مسؤولياتها، وقبل ذلك هل يعفينا نحن العرب والمسلمين دولا وحكاما وعلماء وشعوبا من التكافل كيلا يُضطروا إلى الجحيم الآخر عند الغرب. قال لي أحد الأكاديميين في "النمسا": إنهم لا يخفون ذلك بل يعلنونه في بعض الإعلام! وعلينا ألا ننسى أن خمسة آلاف طفل منهم في "إيطاليا" حيث "روما الفاتيكان"! فأولى بنا أن نمكث في البلد وجواره ونأخذ بالأسباب قدر المستطاع فالرزق والأجل بيد الله، ويكفينا قتل آلاف الأطفال وللعلم فإنّ ما قتل منهم به الشهر الماضي 317 طفلا!.
وفي هذا الأسبوع يشهد العالم متابعة مؤتمر جنيف3 بين ممثلي حكومة المافيا الأسدية وبين ممثلي الثورة والمعارضة، وكم يتألم الناس من قول المسؤول الأمني الممثل لللانظام في الأمم المتحدة "بشار الجعفري": إن كلامنا واضح كالفاتحة -أي فاتحة القرآن- وقال له من أيّده: صدق الله العظيم! قال: نعم. وهكذا يسخرون!. إلا أن وفد الثورة طالب برفع الحصار عن 18 منطقة في سورية حيث يقطن مليون إنسان وليس "مضايا" وحدها المحاصرة الجائعة، التي يُضطر الناس فيها إلى أكل الحشائش كما اضطروا العام الماضي إلى أكل لحوم القطط! فكيف لا يُصدم الناس؟ ولكننا نسأل أين الدول العربية والإسلامية ونتذكر عندما ضَرَبَ إعصار "كاترينا" أمريكا كيف تدفّق من "الكويت" -عدا عن غيرها- نصف مليار دولار! في حين دفعت إلى زلزال باكستان مائة مليون! أمّا والوضع في سورية هكذا فلا ضغط ولا مساعدات مُجزية سيّما وقد اعتُبِر خطر التجويع أفتكَ سلاح ضد شعبنا المُصابر! أين المظاهرات والمسيرات الشعبية، أين الجامعة العربية، أين الأمم المتحدة التي صرّح مدير الأمن الأمريكي السابق في 1/2/2016 للجزيرة أنه لا يستبعد أن تكون مُتآمِرة على السوريين! ولا ننسى أن نذكّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي السوري بالدور الذي يجب أن يتصدّر الجميع، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون والعطف والاتحاد لنفخ الغيرة في الناس ونشر البرامج الضرورية.