الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تعيينات ترامب أبرز الدوافع لإنهاء حلب سريعاً هل قامت الدول الغربية بما يلزم لإنقاذ المدينة؟

تعيينات ترامب أبرز الدوافع لإنهاء حلب سريعاً هل قامت الدول الغربية بما يلزم لإنقاذ المدينة؟

07.12.2016
روزانا بومنصف


النهار
الثلاثاء 6/12/216
لا يفترض ان تريح سلسلة التعيينات التي بدأها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ( ولا كذلك ايران بالطبع) قياسا على الغزل الذي قام بين الرجلين ابان الحملات الانتخابية الاميركية وقياسا على الارتياح الذي كانت اثارته مواقف ترامب من سوريا في شكل خاص ابان حملاته الرئاسية. فوزير الدفاع الجنرال المعين جيمس ماتيس الذي فاخر ترامب بلقبه الكلب المسعور، له مواقفه المعروفة من الموضوع السوري وكان استقال بدفع من خلافه مع الرئيس الاميركي المشارفة ولايته على الانتهاء باراك اوباما حول الموضوع.وعدد من الاسماء المرشحة لوزارة الخارجية توحي بمسار مختلف عن ذلك الذي يأمل فيه بوتين على الارجح استكمالا لابتعاد الولايات المتحدة عن المنطقة وترك افاقها مشرعة امام النفوذ الروسي والهيمنة الايرانية خصوصا في ظل مؤشرات عدم ود تجاه ايران من ضمن التعيينات التي يجريها ترامب كما في ظل كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون ولا يكنون مشاعر تعاطف مع ايران ، بل ان الرئيس الايراني دعا الرئيس الاميركي اوباما الى التصدي لفرض عقوبات جديدة على ايران. لا بل ان وزارة الدفاع يمكن ان تحدد سياقا للسياسة الخارجية الاميركية خصوصا بعدما ساهمت تحفظات وزارة الدفاع الاميركية برئاسة اشتون كارتر في فرملة الاتفاق بين وزير الخارجية الاميركي حول سوريا في ايلول الماضي والذي كان يقضي بتعاون عسكري بين البلدين. وفيما الترقب سيد الموقف فان التعيينات التي يجريها الرئيس الاميركي المنتخب والدلالات التي يمكن ان تحملها هذه التعيينات بدأت ترسم مسارا يتحوط من خلاله المترقبون لها للخطوات التي تحمي مصالحهم على نحو مسبق .
فيجد المراقبون ان روسيا التي تمهلت طويلا في شأن حلب بدأت تسابق الوقت من اجل اعادتها الى بيت طاعة النظام قبل تسلم ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل فيما تغدق المديح على وزير الخارجية الاميركي جون كيري فيما يتذرع نظيره الروسي بلقاءات مرتقبة جديدة معه في اليومين المقبلين لايجاد مخرج لحلب تحت عنوان عمل خبراء اميركيين وروس من اجل اخراج المسلحين من حلب في محاولة التفاف واضحة من روسيا على مشروع قرار في مجلس الامن يطلب هدنة لحلب لسبعة ايام واستباقا لاجتماع حول حلب دعت اليه فرنسا في العاشر من الجاري لمجموعة اصدقاء سوريا. فاقحام الاميركيين في المساعي الثنائية يقي روسيا بعض الضغوط . اذ بين مشروع قرار امام المجلس وصفه لافروف بانه استفزاز على رغم تعديلات اجريت عليه منذ وضعه بالصيغة الزرقاء في 29 من الشهر الماضي على نحو يلائم روسيا ان لجهة تقليل ايام الهدنة من 10 الى 7 ايام او سوى ذلك بحيث لا يعطيها ذريعة لاستخدام الفيتو وبين دعوة كندا الجمعية العمومية الى اجتماع طارىء هذا الاسبوع مبدئيا بدعم من المملكة العربية السعودية وتركيا للقيام بمهمات لا يقوم بها مجلس الامن اضافة الى اجتماع اصدقاء سوريا في باريس، تشعر روسيا بالضغوط الديبلوماسية لكن من دون ان تتخلى عن تطوير مطلبها من خروج عناصر النصرة او فتح الشام من حلب الى خروج كل المقاتلين تحت وطأة اعتبارهم ارهابيين .
هل قامت او تقوم الدول الغربية بكل جهد ممكن لانقاذ حلب او ان الارادة الروسية ستغلب في نهاية الامر ؟
تقول اوساط ديبلوماسية ان بعض الدول المؤثرة تحاول القيام بكل ما يفترض القيام به وما تستطيعه، مع الاخذ في الاعتبار التعطيل القسري الاميركي بين ادارة تستعد للمغادرة واخرى لم تستلم بعد مما يترك القرار الاميركي ضائعا فعلا، بغض النظر عن نجاحها في ذلك ام لا ، في حين تقوم روسيا في المقابل بكل ما تستطيع القيام به لمواجهة الضغوط الديبلوماسية التي ليست قليلة وذلك في الوقت الفاصل عن تسلم الادارة الاميركية مهامها. فثمة اقتناع بان روسيا ستتمسك بكل الذرائع الممكنة ان كان لجهة الفصل بين المقاتلين او وصفهم بالارهابيين من اجل استمرار عملياتها العسكرية وتبرير دعمها النظام في القصف الجوي الذي يواصله ضد احياء شرق حلب على رغم انها تفضل تفادي تدمير المزيد من حلب او التسبب بقتل المدنيين نظرا لما يمكن ان يتركه ذلك من انعكاسات عليها من جهة وفي علاقاتها مع بعض الدول العربية من جهة اخرى . لكن ليس من المرجح ان يكون صدور قرار عن مجلس الامن كافيا حتى لو اقر من خلال عدم تعطيله بالفيتو الروسي وذلك من اجل تجنيب حلب ما يواجهها او اتاحة وصول المساعدات الانسانية اليها.وبالنسبة الى هذه الاوساط فان لافروف حين يقول ان الخبراء الروس والاميركيين سيعملون على اخراج المسلحين من حلب انما يستبق ويستهين باي قرار يصدر عن مجلس الامن او عن الجمعية العمومية علما ان ما يصدر عن هذه الاخيرة ليس ملزما وكذلك الامر بالنسبة الى اجتماع اصدقاء سوريا. اذ احتمت روسيا دوما بالتواصل مع الاميركيين في هذا الشأن من اجل ابعاد كل الدول المعنية الاخرى التي انزعجت من ابعادها وواصلت عتبا على الولايات المتحدة فيما القرارات السابقة التي اتخذت في مجلس الامن حول سوريا لم تر النور ، واي بند او اجراء في هذه القرارات يطاول النظام ومسؤوليته عن قصف المدنيين تولت روسيا تعطيله بما في ذلك الاجراءات ضد استخدام بشار الاسد الاسلحة الكيميائية ضد شعبه.