اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تعبث الذؤبان والغربان ، بالأوطان ؛ إذا سقط حاميها الإنسان
تعبث الذؤبان والغربان ، بالأوطان ؛ إذا سقط حاميها الإنسان
08.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
أخطر سقوط ، على الإطلاق ، هو سقوط الإنسان، فإذا سقط ، سقط معه، كلّ مايتعلّق به !
لذا ؛ يحرص كلّ عدوّ، على إسقاط عدوّه ، بشتّى السبل ؛ سواء أكان العدوّ داخلياً ، أم خارجياً .. وسواء أكانت العداوة ، بسب خلاف على القيم ، أوعلى الأراضي ، أو المباني ، أو غيرها ! وفي الصراعات الكبيرة ، سقوطُ الإنسان ، يؤدّي ، إلى سقوط الأوطان !
وفيما يخصّ أمّتنا ، يحرص الأعداء ، جميعاً ، بشتّى مِللهم ونِحلهم ، على إسقاط الإنسان؛ فإسقاطه يفتح البلاد ، أمام أيّ غزو خارجي ؛ فيستبيح كلّ شيء ، في البلاد ، من : قيَم ، وأموال ، وأعراض .. إذ ؛ لا يبقى مَن يقاوم الغزاة ، أو يتصدّى لهم !
أنواع السقوط كثيرة :
السقوط العقدي : ورد ، في كتاب التبشير والاستعمار، للأستاذ عمر فرّوخ ، أن المستعمرين الصليبيين ، كانوا يرسلون مبشّرين ، من ملّتهم ، قبل غزواتهم ، ليبشّروا أهل البلاد ، المسلمين ، بالنصرانية ! وكلّ مسلم يتنصّر ، يصبح ، بالضرورة ، جندياً ، لدى الجهات الغازية ، من الجيوش الصليبية !
السقوط الخلقي : إذا سقط المرء ، خلقياً ، هان عليه كلّ شيء : كرامته ، ووطنه ، وشعبه.. فهو يباع ويشترى ، بالمال والهدايا ، ويهدّد بحرمانه ، من متع الحياة التافهة ، إذا عارض مستغلّيه !
السقوط الخلقي الفردي ، للحكّام والقادة : كلّما ارتفعت منزلة الفرد، في بلاده ومجتمعه، كان سقوطه ، أكثر ربحاً ، لأعدائه ! إذ ؛ يُسقط الفرد ، كلّ من يلوذ به ، من بشر، لقاء ما يحصّله، لنفسه ، من مكتسبات شخصية ! وقد كان ابن العلقمي ، وزيراً في الخلافة العبّاسية، فتآمر مع هولاكو، على تسليمه بغداد ، لقاء مكاسب شخصية له !
وقد روي ، عن نابليون بونابرت ، أنه سئل : كيف تحتلّ مدينة كبيرة محصّنة ، بأربعة طوابير، من الجيش !؟ فردّ قائلاً : بل هي خمسة ؛ فلديّ طابورآخر، في صفوف عدوّي!
ولم يكن يخطر، في باله ، حينها، أن تكون قيادة الطابور الخامس، جاثمة ، في قصر الحاكم، وأن يكون الحاكم ، نفسُه ، هو أكبر جاسوس ، لعدوّه ! فهذا النوع من (السياسة !) ، وُجد حديثاً ، ولم يكن معروفاً ، من قبلُ ، إلاّ نادراً !
وقد وعى الصهاينة ، في فلسطين ، هذا الأمر، فوضعوا ، في الكثير من قصور الحكم ، أناساً تابعين لهم ، من ملّتهم ، أو ممّن يهدرون كلّ قيمة سامية ، للحصول ، على كرسي الحكم ، والبقاء فيه !
السقوط الخلقي الاجتماعي ، لنُخَب المجتمع : أمّا سقوط النخب الاجتماعية ، والفكرية ، والسياسية .. التي تُعَدّ صِمامات أمان ، للمجتمعات ، فيُعَدّ كارثة ، تحلّ بالبلاد ، أيّة بلاد ! لأن هذه النخب ، هي قيادات للمجتمعات ، على المستويات ، كلّها ! فإذا دبّ فيها العطب ، أدّى ، إلى تغلغل أنواع من السقوط ، في صفوفها ، وأدّى هذا ، بالتالي ، إلى تشرذمها ، وتشتّت أفكارها وتوجّهاتها ، وضياعها ، على قدر مايسقط ، من أخلاقها ونفسياتها ! فيستغلّها كلّ مَن هبّ ودبّ ، في تحقيق أهدافه ، وخدمة مصالحه ؛ بدءاً من الحكّام الفاسدين ، وانتهاء بأعداء الأمّة !
وغنيّ عن البيان ، أن الضعف العقلي، لأيّ ذي منصب ، يدفعه ، إلى التصرّفات الحمقاء، أو يجعله أداة ، في يد أيّ عدوّ يُحسن استغلاله ، والعبث به ، مهما كان مخلصاً ! بل قد يكون إخلاصه ، من أهمّ الوسائل ، لإسقاط مَن حولَه ، من الناس ، الذين يثقون به ، وينقادون لأمره !