الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصعيد سوري – روسي شمال سوريا يتسبب في سقوط 20 مدنياً بين قتيل وجريح

تصعيد سوري – روسي شمال سوريا يتسبب في سقوط 20 مدنياً بين قتيل وجريح

06.11.2019
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 5/11/2019
دمشق – "القدس العربي" : قتل سبعة مدنيين وأصيب العشرات بجروح، أمس الاثنين، جراء غارات جوية استهدفت أرياف ادلب الغربية، والجنوبية، وذلك في سياق سياسة النظامين السوري والروسي الهمجية، بعد سيطرتهما على القطاع الجنوبي لمنطقة خفض التصعيد، ودفعهما إلى المزيد من المناورة بهدف السيطرة على الطريق الدولي دمشق – حلب، وفرض واقع ميداني جديد على أنقرة، وذلك وسط هجمات برية عنيفة تتعرض لها أرياف اللاذقية غربي سوريا.
وقال مدير الدفاع المدني في ادلب لـ "القدس العربي" أن ما يجري في المنطقة هو "حملة شرسة على أرياف ادلب الغربية والجنوبية" لافتاً إلى ان القصف تركز على جسر الشغور وحولها من أرياف غرباً، ومدينة كفرنبل وما حولها جنوب ادلب. وأوضح مصطفى الحاج يوسف ان طائرات النظام السوري الحربية استهدفت الأحياء السكنية في قرية الجفير في ريف إدلب الغربي، في جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة وإصابة أربعة آخرين بينهم نساء وأطفال بجروح متفاوتة.
ولفت إلى أن فرق الخوذ البيضاء وثقت استهداف 9 مناطق بـ11 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي، و 98 قذيفة مدفعية، مضيفاً ان "18 صاروخاً شديد الانفجار بعضها محمل بالقنابل العنقودية استهدفت، عصر الاثنين، الأحياء السكنية في مدينة كفرنبل، مصدرها قوات الأسد المتمركزة في ريف ادلب الجنوبي، ما أدى لاشتعال النيران في منازل المدنيين".
 
خبراء أرجعوا التطورات شمالاً لتباين في المواقف بين أنقرة وموسكو حول ملف إدلب
 
واستهدفت الغارات مدرسة في مدينة جسر الشغور ومنازل المدنيين في قرى أبرزها "الكفير وعين العصافير وعين الباردة، والبشيرية، والجانودية" أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، حيث سارعت فرق الدفاع المدني إلى إسعاف المصابين ونقلت الجثامين وأخلت المدنيين من أماكن القصف. واكد مدير الدفاع المدني ان من بين المصابين عنصراً من الدفاع المدني، ومعه سبعة مدنيين، جراء قصف قوات النظام لمنزله ومنازل الحي في بلدة بداما غرب إدلب، كما شمل القصف بلدات كفرسجنة وحيش والتح وتحتايا في ريف إدلب الجنوبي، وقرى الصرمان وصهيان وأم جلال والفرجة بريف إدلب الشرقي، بالإضافة إلى بلدة بداما بريف إدلب الغربي.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3 مدنيين من عائلة واحدة بينهم مواطنة، الاثنين، بالإضافة لإصابة 4 آخرين من العائلة ذاتها بينهم 3 سيدات، جراء ضربات جوية نفذتها طائرات النظام الحربية على قرية الكفير الواقعة بأطراف مدينة جسر الشغور الجنوبية، بينما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
وقالت مصادر عسكرية لـ"القدس العربي"، إن فصائل المعارضة صدت، منتصف ليلة الاثنين، هجوماً عنيفاً لقوات النظام على محور كبينة في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، حيث شنت قوات النظام والميليشيات المحلية المساندة لها هجوماً جديداً، على مواقع قوات المعارضة على محور كبينة شمال اللاذقية، تزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ لقوات النظام على المحور نفسه، وسط قصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطائرات المروحية.
وكانت فصائل المعارضة قتلت خمسة ضباط وعنصراً لقوات النظام على محور الكبينة صباح الأحد، خلال اشتباكات دارت بين الطرفين، أثناء محاولة النظام التقدم على المنطقة.
ويرجع مراقبون معارضون للنظام السوري، عودة التصعيد إلى إدلب، إلى التباين الواضح في المواقف بين تركيا وروسيا بما يخص إدلب، وهو ما يدفع الطرفين لعقد اجتماعات دورية، إذ اعتبر الباحث السياسي فراس فحام ان الموقف التركي لا يزال حريصاً على إعادة الهدوء إلى إدلب، خاصة أن الأجندة التركية في سوريا مزدحمة وتتضمن أيضاً ملف شرق الفرات، لكن روسيا وبعد ما حققته من نجاحات ميدانية تعتقد أنه بإمكانها حسم ملف إدلب عن طريق العمليات العسكرية.
وبرأي فحام، فإن روسيا تفكر بتكرار سيناريو ريف حماة من حيث عزل نقاط المراقبة التركية عن محيطها وعن الطريق الدولي دمشق – حلب، بالتالي اضعاف الدور التركي وتأثيره في معادلة إدلب أكثر فأكثر، معتقداً انه بعد الذي حققته روسيا من تقدم ميداني بات سقف طموحها في إدلب مرتفعاً، وتظن نفسها قادرة على فرض واقع ميداني جديد، وهذه النقطة قد تكون السبب في عدم التوصل لتفاهم جديد حول إدلب، واحالة الحسم للميدان.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر أمس، مقتل 28 طفلاً و18 سيدة، من بين 171 مدنياً كحصيلة الضحايا العام الجاري حتى نهاية شهر تشرين الأول الفائت.
وأوضحت الشبكة أن 52 مدنياً بينهم 8 أطفال وخمس سيدات قتلوا على يد قوات النظام، بينما قتلت القوات الروسية 3 مدنيين بينهم سيدة، وقتلت التنظيمات المتشددة 5 مدنيين منهم 3 على يد تنظيم "داعش" واثنان على يد "هيئة تحرير الشام".
وسجلت الشبكة الحقوقية وقوع مجزرة واحدة قامت بها قوات النظام السوري في محافظة إدلب خلال الشهر الفائت، وبذلك تكون حصيلة المجازر قد بلغت 84 مجزرة منذ مطلع عام 2019، وأضافت الشبكة أن شخصين من الكوادر الإعلامية قتلا الشهر الفائت من دون تحديد الجهة. وأشار التقرير إلى أن نظام الأسد خرق القانون الدولي الإنساني والقانون العرفي، وقرارات مجلس الأمن الدولي كافة، وبشكل خاص القرار رقم 2139، والقرار رقم 2042، والقرار رقم 2254 وكل ذلك بدون أية محاسبة.
وطالب التَّقرير مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب في سوريا.