الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصعيد روسي – سوري في إدلب… مسؤول في “المدني” لـ “القدس العربي”: 470 هجوماً على المنطقة

تصعيد روسي – سوري في إدلب… مسؤول في “المدني” لـ “القدس العربي”: 470 هجوماً على المنطقة

15.09.2021
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 14/9/2021
دمشق – “القدس العربي”: ردت وزارة الدفاع التركية، أمس الاثنين، على الاتهامات الروسية، بخصوص عدم التزام أنقرة باتفاقية إدلب شمال غربي سوريا، بينما تواصل المقاتلات الحربية الروسية، قصفها المكثف على مناطق النفوذ التركية مستهدفة الأحياء السكنية في ريف إدلب الجنوبي غربي مدينة حلب في الشمال بـ 14 غارة جوية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، إن “هناك اتفاقيات تم توقيعها بعد محادثاتنا مع روسيا. نحن نلتزم بها وأوفينا ونفي بمسؤولياتنا، وننتظر من محاورينا الالتزام بهذه الاتفاقيات وبمسؤولياتهم”. مطالبًا الجانب الروسي بالعمل على سير وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، وضمان الاستقرار فيها في أقرب وقت، وجعل المنطقة آمنة، وتهيئة بيئة يعيش فيها السوريون بأمان. واعتبر أكار أن وقف النار في شمال سوريا أمر مهم، لضمان أمن وسلامة الناس هناك، وكذلك لمنع موجة جديدة من الهجرة بأي شكل من الأشكال، مبيناً أن حكومة بلاده لا تستطيع تحمّل أعباء موجة لجوء جديدة.
 
وزير الدفاع التركي يرد على اتهامات لافروف لأنقرة بشأن الاتفاق شمال غربي سوريا
 
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اتهم نهاية الأسبوع الفائت تركيا بعدم تنفيذ اتفاق إدلب، المبرَم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، حيث زعم لافروف وقتئذ في مؤتمر صحافي، أن تركيا لم تتمكن من استكمال تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بفصل المعارضة عن “الإرهابيين” في إدلب حسب وصفه. وأضاف “نحن نتحدث باستمرار عن هذا الأمر مع زملائنا الأتراك من خلال الجيش، بما في ذلك، نقدم طرقاً ملموسة من شأنها دعم شركائنا الأتراك في تنفيذ اتفاقيات الرئيسين.. والعمل جارٍ، لكن للأسف، بعيد كل البعد عن الاستكمال”.
واعتبر لافروف أن “السبيل الوحيد لحل هذا الوضع وفقاً للقرار 2254 هو أن يستكمل الأتراك تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان منذ أكثر من عامين والتي تنص على فصل المعارضة العقلانية عن الإرهابيين، وبشكل أساسي عن هيئة تحرير الشام”. مضيفاً “قد بدأت بالفعل هذه العملية، لكنها لم تكتمل على الإطلاق وما يزال هناك الكثير مما يجب القيام به”.
ميدانياً، جددت الطائرات الحربية الروسية، ظهر الاثنين قصفها لمناطق متفرقة في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، حيث استهدفت المناط السكنية أطراف بلدة دير سنبل بـ 7 غارات جوية، وبلدة البارة في ريف إدلب بـ 4 غارات، كما استهدفت أطراف مدينة دارة عزة غربي حلب بـ 3 غارات.
عضو المكتب الإعلامي لدى منظمة الخوذ البيضاء محمد حمادة قال في حديث مع “القدس العربي” إن وتيرة القصف من قبل قوات النظام وروسيا ارتفعت منذ بداية شهر حزيران الماضي بشكل كبير، وتزامن التصعيد مع فترة عودة جزئية لعدد من السكان المهجرين لمنازلهم وقراهم رغم القصف والخطر الكبير على حياتهم لجني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم.
وبين المتحدث أن الأسبوعين الأخيرين شهدا طلعات مكثفة للطائرات الحربية الروسية وغارات يومية على قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، مضيفاً أن القصف امتد إلى مدينة إدلب، التي تعد أكبر تجمع سكاني في شمال غربي سوريا، إضافة لمخيم في ريفها الشمالي ومناطق في ريف حلب الغربي.
واعتبر حمادة أن الخرق الروسي والتصعيد الذي تشهده المنطقة “يعد تصعيداً خطيراً يهدد حياة المدنيين وينذر بموجة نزوح جديدة إلى مخيمات الشمال التي تكتظ بالسكان وسط ظروف معيشية قاسية” لافتاً إلى أن القصف يتركز على منازل المدنيين والمنشآت الحيوية.
واستهدفت المقاتلات الحربية الروسية خلال الأيام الفائتة، مخيم مريم ومدجنة بالقرب من مدينة معرة مصرين شمالي ادلب كما دمرت نقطة مرعيان الطبية جنوبي إدلب بقذائف مدفعية موجهة بالليزر واستهدفت بالقذائف الأحياء السكنية لمدينة ادلب المكتظة بالمدنيين، كما تعرضت قرية العالية في ريف جسر الشغور الغربي لقصف مدفعي من قبل قوات النظامين السوري والروسي.
ووفقاً للمسؤول الإعلامي فقد استجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية الحملة العسكرية في بداية شهر حزيران 2021 لأكثر من 477 هجوماً من قبل قوات النظامين السوري والروسي على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 120 شخصاً، بينهم 45 طفلاً و20 امرأة، فيما أنقذت الفرق خلال الفترة ذاتها أكثر من 280 شخصاً نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 74 طفلاً وطفلة.
ونتيجة الحملة العسكرية، شهدت قرى وبلدات جبل الزاوية نزوح عدد محدود من العائلات نحو ريف ادلب الشمالي هربا من قصف الحلف السوري – الروسي الذي تصاعد بشكل لافت أمس واليوم.
وقال حمادة “لم تكن أعداد النازحين كبيرة رغم الخطر الكبير على حياتهم لكن غياب ملاذ آمن يجعل جميع مناطق شمال غربي سوريا تشبه بعضها وجميعها هدفًا لقوات النظام وروسيا وحلفائهم”. وحول سبب عودة الأهالي قال المتحدث “إن أغلب السكان الذين عادوا لمنازلهم في جبل الزاوية هم مزارعون ولا مصدر رزق لهم غير أرضهم الزراعية، ولاسيما ان هذه الفترة هي موسم جني التين، كما أن اقتراب موسم قطاف الزيتون يزيد من عدد العائلات التي تعود ولو جزئيًا إلى منازلهم وأراضيهم رغم الخطر في سبيل كسب لقمة العيش”.
ولا يمكن أن ينظر للمشهد في الشمال السوري بمعزل عن الظروف والسياق العام للحياة، فالقصف والعمليات العسكرية للنظام وحليفه الروسي سببت موجة نزوح كبيرة خلال العام الماضي ويتجاوز عدد النازحين مليوناً ونصف مليون مدني لجأ أغلبهم إلى مخيمات الشريط الحدودي والتي يبلغ عددها نحو 1400 مخيم، وتفتقر تلك المخيمات للحد الأدنى من مقومات الحياة سواء بما يتعلق بمياه الشرب أو خدمات الصرف الصحي والخدمات الطبية، وشهدت تلك المخيمات اكتظاظاً شديداً بالمدنيين، الذين فقدوا مصدر رزقهم بعد أن هجرهم النظام من قراهم وحقولهم، بالتزامن مع ارتفاع شديد لمعدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا.