الرئيسة \  تقارير  \  ترميم المزارات مسعى إيراني فاشل

ترميم المزارات مسعى إيراني فاشل

06.08.2022
فراس كرم


إدلب: فراس كرم
الشرق الاوسط
الخميس 4/8/2022
رفض وجهاء وشخصيات دينية واجتماعية من الطائفة العلوية، مبادرة إيرانية تهدف إلى ترميم عدد من المزارات الدينية والأضرحة، بعد جولة أجرتها وفود من الشخصيات الدينية الإيرانية، على عدد من القرى والبلدات في الساحل السوري وريف حماة الغربي، خشية توسع إيران في نفوذها وهيمنتها على القرار في أوساطهم وفرض طقوس مذهبية على المجتمع العلوي.
وكان وفد ديني إيراني ترأسه رجل دين عُرف باسم الحاج رضا، قد زار المنطقة حاملاً معه مبادرة لترميم دور العبادة والمزارات والأضرحة العلوية، في مناطق نهر البارد وعين الكروم وحير المسيل وقرى بمحيط مدينة مصياف بريف حماة الغربي، ومناطق بيت ياشوط في جبلة بريف اللاذقية. والتقى الوفد بشخصيات اجتماعية ودينية من الطائفة العلوية، وجرى خلال لقاءات متعددة بحسب ناشطين من المنطقة، طرح المبادرة، إلا أنها لاقت رفضاً قاطعاً من سكان المنطقة، رغم تقديم الوفد الإيراني عروضاً مغرية تتعلق بالمساعدات الإنسانية والمالية لذوي الإعاقات والمرضى في تلك المناطق، إلى جانب عمليات الترميم.
وأوضح (محسن. ع) من ريف حماة الغربي، أنها “لم تكن الزيارة الأولى لشخصيات دينية إيرانية إلى مناطقنا ذات الغالبية العلوية بريف حماة الغربي، حيث سبق وزار بلداتنا وتحديداً البلدات التي تنتشر فيها مراقد ومزارات دينية، على مدار السنوات السابقة، وفود إيرانية من رجال دين وسياسيين قدموا عروضاً مغرية تم رفضها، خشية تمدد إيران وفرض نفوذها السياسي والمذهبي على العلويين”. هذا رغم أن الطائفة العلوية، تتقبل وجود إيران في سوريا لمساندة النظام في بقائه بالسلطة، إلا أن المجتمع العلوي لا يرغب بتاتاً في تدخل إيران في شؤونه الاجتماعية والدينية، “حيث إن الثقافة العلوية لا تشبه أبداً الثقافة الشيعية وتحديداً الإيرانية، ولن يسمح العلويون في سوريا لإيران فرض نفوذها المذهبي عليهم”، بحسب مصدر من المنطقة.
وحاولت إيران سابقاً فرض أجندتها المذهبية في بعض المناطق العلوية غربي سوريا، بمساعدة ضباط وشخصيات نافذة في قوات النظام العسكرية والأمنية (الموالية لإيران)، من خلال تواجدها العسكري في عدد من المعسكرات الإيرانية، منها “مصياف وطرطوس ومناطق بسهل الغاب وريف حمص الغربي”، ومشاركتهم المناسبات الدينية العلوية ومناسبات العزاء والأفراح، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح.
يقول أحد أبناء الطائفة بريف اللاذقية، إنه رغم أن أصول رأس النظام السوري بشار الأسد، ريف اللاذقية (القرداحة)، ورغبة النظام بتمدد إيران في اللاذقية وطرطوس، فيه خدمة لمصالح الطرفين، فإن رجال الدين العلويين والشخصيات النافذة في أوساط الطائفة، رأت في ذلك الانتشار خطراً يهدد ثقافتهم ومذهبهم الذي تصفه إيران أنه “مخالف للتشيع”. ويقول المصدر إن “الأمر وصل إلى عقد لقاءات متتالية (سرية) مع القوات الروسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، لإثارة موضوع التمدد الإيراني في مناطق الساحل السوري واعتراض العلويين على ذلك”.
في مقارنة بين الوجود الروسي والإيراني، يعتبر كثير من العلويين أن الوجود الروسي يقتصر على المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بينما تواجد الإيرانيون في تلك المناطق، هو لنشر الثقافة الشيعية الإيرانية والتمدد إلى حد السيطرة على مناطق الساحل السوري، ليكون موطئ قدم لهم على البحر المتوسط. ومع مطلع عام 2019. سيطرت إيران على مساحة كبيرة من ميناء اللاذقية، مقارنة بروسيا التي سيطرت قبلها بعامين على ميناء طرطوس باتفاق مع حكومة النظام السوري، محاولة تعزيز نفوذها عبر الخط الاقتصادي والتجاري، والإعلان عن عدد من المشاريع التجارية والشراكات مع رجال أعمال سوريين يعملون لصالح إيران في مناطق الساحل السوري. من ذلك، افتتاح منشآت صناعية (معمل عصائر طبيعية) ومعامل الكونسروة، ومحاولة بناء حسينيات ودور عبادة (شيعية). إلا أن كثافة القصف الإسرائيلي لمواقع تواجد الإيرانيين في سوريا، جعل من ميناء اللاذقية هدفاً عسكرياً، إذ جرى قصفه مرتين في ديسمبر (كانون الأول) 2021. “ورأى العلويون في ذلك أمراً يعرضهم ومدنهم لمخاطر القصف، وهي مخاوف تتقاطع مع طموح روسيا بالتوسع والسيطرة على ميناء اللاذقية، فتلاشى بذلك حلم إيران بالتمدد وما زالت المشاريع التي أعلنت إيران عنها هناك (حبراً على ورق) حتى الآن”. بحسب مصدر في المنطقة.