الرئيسة \  مشاركات  \  تركيا أردوغان ودرس من عراق صدام

تركيا أردوغان ودرس من عراق صدام

29.03.2017
المهندس هشام نجار


المنسق العام للهيئة السورية للإعمار
اعزائي القراء
الكثير منا وانا منهم لام الرئيس صدام حسين على ركوب رأسه ودخوله للكويت ، وكنا نتمنى عليه الخروج منها لإنقاذ العراق ومعه الأمة العربية ، ولكن السؤال الْيَوْمَ :هل كان خروجه من الكويت سينهي مخططا أمريكيا غربيا صهيونيا بتدمير العراق؟
أم ان البدائل جاهزة ؟
المخطط الاجرامي للانقضاض على الأمة العربية كان جاهزا منذ انقلاب الخميني والانقضاض على حليفهم القوي شاه ايران وتركه يستجدي مكان إقامة ليقضي بقية حياته فيه ، هذا المشهد هو درسا لنا كشعوب عربية واسلاميه للاستفادة منه.
وحتى يكون لهذا الكلام مصداقيه فتعالوا نرى كيف تخطط المؤامرات ضد تركيا تنفيذا لاستكمال مخطط إسقاط العراق.
الرئيس أردوغان لاشك انه حفظ درس العراق ،فمنذ الثورة السورية وهو يحاول الخروج من نفق القضاء على تركيا
فعندما تأكد له ان أمريكا ومعها الحلف الأطلسي والغرب تخلت عنه وهو يحاول الخروج بسفينته سالما الى حد ما، فصنعوا له انقلابا تم إفشاله وبدلا من ان يقف الغرب معه ضد الانقلاب تباكوا على ٢٥٠ شخصا قضوا حتفهم في هذا الانقلاب وهو رقم لامتناهي بالصغر بجانب جريمة الولايات المتحدة في قتل المدنيين في حربها على العراق ،بل قتلت منذ أسبوع ٥٠٠ انسان في الموصل خلال أسبوع واحد. و٢٥٠ انسان في غارتين الاولى في منبج في عهد اوباما والثانية منذ ايّام في الرقه .
إذن فشل الغرب في القضاء على أردوغان بالانقلاب فبادروا يضايقونه بطرق اخرى من اجل افشال الاستفتاء على التوسع في صلاحية رئيس الجمهورية باستفزازه علنا من قبل ألمانيا وهولندا ولحقت بهم النمسا ودوّل إسكندنافية.
وكان أكثر الاستفزازات حقارة منع وزيرة الشؤون الإنسانيه من دخول سفارة بلادها في هولندا وإعادتها مخفورة وبحراسة الشرطة للحدود الألمانية اضافة لمنع وزير خارجية تركيا من هبوط طائرته في أمستردام
بينما كانت الاعلام الكردية ترفرف في سماء أوروبا .
كل هذا كان يحصل لجر تركيا الى فخ شبيه بفخ الرئيس صدام حسين ،ولكن بقيت هذه الاستفزازات في حدود التراشقات الإعلامية حتى الان ،
الا ان الخطوة الامريكية الاخيرة في سوريا بالتمدد عسكريا وإقامة قاعدة في منبج والاستيلاء على سد الفرات وتوسعة القاعدة الجوية لتصبح بديلا عن قاعدة انجرليك الجوية في تركيا للاستغناء عسكريا ونهائيا عن تركيا ومن ثم القيام بالمؤامرة المباشره عليها فهذا يعطي الدليل على جدية المؤامرة حيث تعتبر هذه الخطوة هي اخر الخطوات الجدية والمكشوفة ضد حكومة أردوغان بعد ان تأكد لامريكا من ان جنرالاتها في الجيش التركي قد تم سحبهم من الخدمة والى الأبد وهي أكبر ضربة تنالها من الحكومة التركية منذ سقوط الدولة العثمانية .
من هذا التسلسل نستنتج :
ان الدولة التي لاترضى عنها مجموعة الدول من أمريكا الى أوروبا الى اسرائيل مع استخدامهم لنقاط ارتكاز فارسية وعربية متآمرة فإنها هذه الدولة ستخضع لسلسلة مؤامرات ،
وان إفشالها لايعني ان المخطط التآمري قد انتهى،
اعزائي القراء
تركيا الْيَوْمَ في دائرة الخطر وان استخدام الوضع السوري المتفلت من زمامه والذي اضحى معبرا ومأوى لكل المتامرين هو وسيلتهم لمحاربة تركيا وما بقاء الأسد حتى الان في جمهورية الوكر الجمهوري فقط الا استكمالا للمخطط الذي بدا بتدمير العراق باتجاه سوريا ولبنان وجنوبا بإتجاه اليمن وشمالا باتجاه تركيا وهي اصعب حلقات المؤامرة .