اخر تحديث
الأحد-28/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تراث الأمّة واحد ، لكنّ مخزوناته شتّى ، وكلٌّ يَغرف ما يناسبه
تراث الأمّة واحد ، لكنّ مخزوناته شتّى ، وكلٌّ يَغرف ما يناسبه
18.02.2020
عبدالله عيسى السلامة
يعكف بعض الناس ، على السنّة النبوية ، لمعرفة المزيد من أمور دينه .. كما يهتمّ بعض الناس، بالسيرة النبوية ، ليستقي منها دروساً ، في حياة الأمّة ، عبر ماكان يفعله النبيّ الكريم ، في حياته العامّة ، وفي حربه وسلمه .. ويَميل بعض الناس ، إلى دراسة سيَر الصحابة ، لينهل منها مايحتاجه من معرفة .. وبعضُهم يهتمّ بالفقه وأصوله .. وبعضهم يهتمّ بالتفسير والمفسّرين.. وبعضهم تستهويه قراءة الأدب ، شعره ونثره ، بشكل عامّ .. وبعضهم يحصر اهتمامه ، بأنواع معيّنة من الأدب ، شعراً ونثراً ، فينحصر اهتمام قسم منهم ، بالشعر الجاهلي ، ويصرف بعضهم وقته ، في قراءة الشعر العباسي ، أو الشعر المعاصر.. كما يعزف بعضهم ، عن الشعر العربي، كله ، سوى ماكان من شعر الحداثة !
وبعضهم يهتمّ بشعر الشعراء المُجّان ، كشعر أبي نواس وأمثاله ؛ لما يرى فيه ، من ملاءمة لمزاجه ، أو ميوله .. وبعضهم يهتمّ بشعر الحكمة ، كشعر الشافعي ؛ لما يرى فيه ، من فوائد فكرية وخُلقية !
وبعض القرّاء يهتمّ بشعر الزهد ، كشعر أبي العتاهية ، لما يرى فيه من ملاءمة ، لطبيعته وميوله النفسية !
وبعضهم يهتمّ بالتاريخ ، بشكل عامّ ؛ لأنه يرى التاريخ ، كنزاً مفعماً بالعبر، وبما يفيد المرءَ ، في حاضره ، من تجارب الماضين ؛ الحسنة والسيئة ، على السواء!
ويهتمّ بعض الناس ، بتاريخ الأدب ، الذي تدوّن فيه ، سيَر الأدباء والمتأدّبين ، والمفاضلاتُ بين أنماط الأدباء ، ومدارسهم الأدبية !
ويؤثر بعضهم الاهتمام ، بالأدب السهل ، متمثّلا بقول الشاعر:
ماكلّ قوليَ معروفاً لكمْ ، فخُذوا ماتَعرفون ، ومالمْ تَعرفوا ، فدَعُوا
ويميل بعضهم ، إلى الأدب الغامض ، متسلّحاً ، بالكثير من الثقة بالنفس ، ومتحدّياً ، مافيه من غموض ، على مذهب القائل : ولكنْ تأخذ الأذهانُ منه على قدر القَرائح والفُهومِ
وتستهوي بعضَهم الفلسفة الإسلامية ، وعلمُ الكلام ، والحوارات بين العلماء ، حول الأمور المختلفة ، والمختلَف حولها !
ويهفو بعضهم ، إلى استنباط النظريات ، في مجالات مختلفة، من القرآن الكريم، والسنّة النبوية، والسيرة النبوية !
وصدق الشاعر، الذي قال : وللناس فيما يَعشقون مذاهبُ !
والكلام ، هنا ، ليس عن الدراسات الجامعية ، والبحوث الأكاديمية ، بل عن الميول والاهتمامات! وإن كانت الميول والاهتمامات ، قد تدفع بعض الباحثين ، إلى دراسة نوع معيّن ، من التراث ، لكن لايُتوقّع ، من باحث مختصّ في الفقه وأصوله ، مثلاً ، أن يكتب بحثاً جامعياً أكاديمياً ، في الأدب ؛ فللكليات الجامعية قوانينها ، وهي تَفرض على الطلبة والباحثين ، التقيّد بها !