الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحية للاجئين السوريين المبدعين!

تحية للاجئين السوريين المبدعين!

14.08.2017
شريف قنديل


المدينة
السبت 12/8/2017
يبدو أن إبداع اللاجئين السوريين في المدن العربية والإسلامية بات عرضة للحقد أكثر منه في العواصم الغربية واللاتينية! يبدو أن مهارتهم وخفتهم وتفاعلهم ونوعيات منتجاتهم وأسعارها باتت عرضة للحسد!
لقد ظهرت في إسطنبول وعمان وبيروت والقاهرة نوبات غيرة ولا أقول كراهية، ربما كان منبعها معاناة أهل البلد مع البطالة أو مع الازدحام أو مع ارتفاع الأسعار أو مع غلاء المهور أو نحو ذلك من ضغوط الحياة اليومية.
من ذلك على سبيل المثال أن يظهر هشتاج في إسطنبول يقول "أيها السوريون عودوا إلى بلادكم"! وأن تكتب المغنية وعارضة الأزياء التركية "دامات أكالين" على موقعها عبارة "لقد طفح الكيل"، وأن يغرد لاعب الكرة "سنان كورمش " قائلاً: : شباب سوريون أقوياء كالصخر يستمتعون بتدخين النرجيلة في بلدي بينما يحارب جنودنا في سوريا"!
صحيح أن الناشطة في حقوق الإنسان :"إران كيسكن" قد ألجمتهم واصفة المؤيدين لتلك التغريدات بأنهم "فاشيون عنصريون" لكن شيئاً من ذلك يحدث ومازال يحدث في عواصم عربية عدة!.
ففي لبنان عاد الاحتقان عقب أحداث عرسال الأخيرة تغذيه إشاعات عن سورية كالت الإهانات للبنانيين! وسوري رفع السلاح في وجه الجنود، لكن وفي المقابل تصدى الرئيس عون للظاهرة محذراً من "الانجرار الى لعبة بث الحقد لأن نتيجتها لن تكون إيجابية على لبنان ولا على السوريين أيضاً"!
وفي القاهرة المحبة للعرب على مر العصور يتم إخماد محاولات للوقيعة الناتجة عن ترويج إشاعات من قبيل "احتلال السوريين لضاحية 6 أكتوبر"، وسيطرة السوريين على الأسواق وعلى الحرف اليدوية!
كنت شاهداً على مهارة وشطارة السوريين في بيروت وفي القاهرة وفي إسطنبول أيضاً، حيث بات العامل السوري "نجاراً كان أو بناء أو كهربائياً أو سباكاً أو حائكاً للملابس أو سائقاً خاصاً" حلاً جاهزاً وسريعاً وبأسعار أقل بكثير عن أولاد البلد!
من حسن الحظ أن اللاجئين السوريين في قمة المهارة.. لا يستنكفون ولا يتأففون من حمل الحجارة وهم يشيدون بيوتاً ومساجد ومصانع ومدارس، سيتركونها يوماً كعلامة حب وحضارة!
من حسن الحظ أنهم يشاركون في البناء وهم يشربون دمعهم على إخوة وأبناء وآباء وأمهات لهم يبيتون في العراء!.. اطمئنوا .. إنهم في كل الأحوال يرفضون إطالة الزيارة والحياة المستعارة!
دقق في وجه أي تاجر سوري كبير أو صغير وفي عيونه العميقة، كي تدرك لون الحقيقة.. لون التمسك بتراب الوطن..واطمئن! هم أحرص على العودة فور انتهاء المحن!.
دقق في وجوه الأمهات والجدات السوريات التي تنطق بالعذوبة، وفي عيونهن التي تترقرق دوماً بالتسامح والطيبة، رغم كل الإشاعات والأقاويل والتحولات الفجائية الغريبة!
لقد خرج اللاجئون السوريون بلا وداع فغدوا رياحاً لا تحن الى شراع..لقد خرجوا يبحثون عن سحابة تزيح عنهم البؤس والكآبة..لكن الحزن علمهم الصمود والخروج من المآزق والنفوذ من الثقوب..فاطمئن..
إن اللاجئ السورى وكذلك اللاجئة السورية، لا يتركون خلفهم سوى ذكرى أو حرفة أو وردة لا تذبل في حقل أو في متجر أو في مصنع أو مشغل.. فاطمئن!.