الرئيسة \  تقارير  \  تحليل: لماذا تخشى إيران من خسارة روسيا للحرب الأوكرانية؟

تحليل: لماذا تخشى إيران من خسارة روسيا للحرب الأوكرانية؟

26.07.2022
الحرة


الحرة / ترجمات - دبي
الاثنين 25-7-2022
خلص تحليل كتبه مارك كاتز، البروفيسور المختص بالسياسة في جامعة "جورج ميسون"، ونشر في موقع "بارونز"، الخميس، إلى أن "إيران لا تستطيع تحمل خسارة روسيا في أوكرانيا".
وذكّر كاتز في بداية تحليله بالعلاقات بين طهران وموسكو، وقال: "غالبا ما كانت روسيا وإيران على خلاف مع بعضهما البعض، وهناك اختلافات مهمة بينهما الآن. ولكن منذ بداية حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، نمت العلاقة الروسية الإيرانية أكثر مما كانت عليه من قبل".
ولفت إلى أن هذا النمو في العلاقات يأتي في وقت "أضرت فيه سياسات روسيا فعليا بإيران".
وقال إن "قرار طهران ربط نفسها بشكل وثيق مع المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، في حين أنها غير مضطرة إلى ذلك، قد يبدو أمرا محيرا ويصعب فهمه".
وأوضح أنه "على الرغم من المشاكل الخطيرة التي سببها غزو أوكرانيا لإيران، وخاصة خسارة عائدات تصدير النفط، بسبب خصم موسكو الشديد للأسعار، وكذلك نقص الحبوب، فإن دعم طهران المتزايد للجهود الحربية الروسية أمر منطقي، ببساطة لأنه لا يمكن لطهران أن تتحمل خسارة بوتين في أوكرانيا".
وعلى مدى القرنين الماضيين، غالبا ما تمكنت روسيا من التغلب على إيران. واستولى القياصرة الروس على أراضي من بلاد فارس. واحتل القياصرة والسوفييت أجزاء من إيران في بعض الأحيان. وروج السوفييت للانفصال في شمال غرب إيران، ودعمت موسكو بغداد خلال الحرب بين إيران والعراق من 1980 إلى 1988.
وفي الآونة الأخيرة، أزعج بوتين إيران من خلال تطوير علاقات جيدة مع خصوم طهران، في دول الخليج العربية وإسرائيل. ومنذ بداية غزو بوتين لأوكرانيا، أضرت موسكو بطهران من خلال بيع النفط الروسي الخاضع للعقوبات بخصم أكبر حتى مما كانت تبيعه طهران. كما ساهمت الحرب في نقص الغذاء في إيران.
وتسعى روسيا للعثور على مشترين جدد لنفطها لتجنب العقوبات الغربية الأكثر صرامة، لكنها تؤثر بذلك على حصة لاثنين من حلفائها في السوق العالمية، وهما كل من إيران وفنزويلا، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" التي أشارت إلى أن موسكو تفجر حرب أسعار قد تضر بهم جميعا.
وقالت الصحيفة إن المنافسة على المبيعات إلى آسيا أجبرت فنزويلا وإيران على تخفيض أسعار نفطهما في محاولة للتشبث بالمنافذ القليلة المتاحة لصادراتهما الخاضعة للعقوبات أيضا.
خلال شهري أبريل ومايو حققت طهران 37 في المئة فقط من عائداتها النفطية المتوقعة لهذه الفترة
تسعى روسيا للعثور على مشترين جدد لنفطها لتجنب العقوبات الغربية الأكثر صرامة، لكنها تؤثر بذلك على حصة لاثنين من حلفائها في السوق العالمية، وهما كل من إيران وفنزويلا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز التي أشارت إلى أن موسكو تفجر حرب أسعار قد تضر بهم جميعا.
وبعد وقت قصير من الثورة الإيرانية عام 1979، أعلن الخميني أن الجمهورية الإسلامية ستنتهج سياسة "لا شرق ولا غرب". وعلى الرغم من التعاون الروسي الإيراني الأحدث، خاصة في سوريا، كرر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان صيغة مماثلة في يناير 2022، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن عندما زار بوتين طهران مؤخرا، أيد المرشد الأعلى علي خامنئي بشدة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. وقالت مصادر حكومية أميركية إن إيران لن تبيع طائرات مسيرة لروسيا فحسب، بل ستوفر تدريبات على كيفية استخدامها أيضا.
وفي إشارة إلى أن الغزو الروسي لم يسر كما كان مخططا له، سافر مسؤولون روس إلى إيران قبل أيام، لعقد صفقة شراء طائرات بدون طيار، من طهران، وفقا للإدارة الأميركية.
ولم يتضح بعد الطرازات التي سيتم إرسالها من طهران، لكن الولايات المتحدة قالت إن  صور أقمار صناعية كشفت زيارة مسؤولين روس لحظائر الطائرات دون طيار في إيران.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الإدارة الأميركية إلى أن الجنود الروس يتدربون بالفعل على استخدام طائرات حربية دون طيار "وهذا يعني أن موسكو تأمل في نشر هذه الأجهزة في أسرع وقت ممكن على جبهات القتال في أوكرانيا".
وإذا تم إضعاف روسيا نتيجة إما هزيمتها في أوكرانيا أو دخولها في "مأزق طويل"، فمن المحتمل ألا تكون قادرة على البقاء بقوة في سوريا كما كانت منذ أن بدأت تدخلها عام 2015.
وبدون الدعم الجوي الروسي، فإن إيران وحزب الله سيواجهان "وقتا أكثر صعوبة في التعامل مع المعارضين الداخليين للرئيس السوري بشار الأسد".
وقد يؤدي احتمال مغادرة روسيا إلى تنشيط هؤلاء المعارضين. وقد تواجه إيران وحلفاؤها أيضا صعوبات في التعامل مع تركيا، التي من المرجح أن تصبح أكثر حزما في سوريا، إذا أصبحت روسيا أقل قوة.
وقد تؤدي "روسيا الضعيفة"، أي التي لم تعد مستعدة وقادرة على لعب دور نشط في الشرق الأوسط، إلى ظهور وضع مثل التسعينيات، عندما كانت الولايات المتحدة أقوى لاعب خارجي، خاصة إذا استمرت الصين في تجنب التورط العسكري في صراعات المنطقة.
ولن تتمكن "روسيا الضعيفة" من استثمار 40 مليار دولار في قطاع الطاقة الإيراني كما أُعلن مؤخرا، ولن تكون قادرة على فعل الكثير لإيران. وباختصار، فإن ضعف روسيا ليس في مصلحة طهران.
خطر "التبعية" لروسيا
ومن جانب آخر، اعتبرت الولايات المتحدة، الأربعاء، أن إيران تخاطر بأن تصبح في نوع من "التبعية" لروسيا، في تحذير يأتي غداة زيارة بوتين إلى طهران حيث شارك في قمة روسية-إيرانية-تركية.
وخلال القمة الثلاثية التي كان موضوعها الأساسي الوضع في سوريا، بحث بوتين أيضا مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان ملف الحرب في أوكرانيا.
بوتين ورئيسي خلال قمة طهران التي جمعتهما مع إردوغان.
واشنطن تحذر طهران من خطر "التبعية" لموسكو
وخلال القمّة الثلاثية التي كان موضوعها الأساسي الوضع في سوريا، بحث بوتين أيضاً مع نظيريه الإيراني ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان ملف الحرب في أوكرانيا.
وفي طهران التقى بوتين أيضا المرشد الأعلى الذي دعا إلى تعزيز "التعاون على المدى الطويل" بين إيران وروسيا، وقد امتنعت إيران عن التصويت في الأمم المتحدة على قرار يدين موسكو لغزوها أوكرانيا.
والأربعاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "إيران وحدت الآن مصيرها مع عدد صغير من الدول التي لبست في البدء لبوس الحياد لتدعم في نهاية المطاف الرئيس بوتين في حربه ضد أوكرانيا والشعب الأوكراني".
وأضاف أن مثل هذا السلوك يمكن أن يجعل الجمهورية الإسلامية في "تبعية نسبية لدولة مثل روسيا".
ونشرت الولايات المتحدة مؤخرا معلومات استخبارية مفادها أن مسؤولين روسا زاروا إيران مرتين على الأقل هذا الصيف لتفقد طائرات مسيرة قتالية تعتزم طهران تزويد الجيش الروسي بها لتمكينه من التصدي للعتاد الغربي الذي يتدفق إلى أوكرانيا.