الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحسباً لضربات جوية… ميليشيات موالية لإيران تعيد انتشارها في حلب

تحسباً لضربات جوية… ميليشيات موالية لإيران تعيد انتشارها في حلب

08.01.2020
هبة محمد ووائل عصام



القدس العربي
الثلاثاء 7/1/2020
أنطاكيا – دمشق – "القدس العربي" : تتزايد التحركات العسكرية التي تنفذها ميليشيات موالية لإيران في مدينة حلب وريفها الجنوبي، فيما قال ناشطون إن مواقع عسكرية داخل مركز المدينة أُخليت من قبل عناصر الميليشيات، تحسباً لضربات جوية قد تتعرض لها هذه المواقع، على خلفية زيادة التوتر بين طهران وواشنطن، بعد اغتيال الأخيرة لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، رصدت مصادر إعلامية تحركات للمليشيات الموالية لإيران، في الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية، وفي جبل عزان جنوبي حلب، بما يشبه إعادة انتشار عسكري، وتدابير احتياطية لحماية هذه التشكيلات من ضربات متوقعة.
وأوضح الناشط الإعلامي عبد الله الجميل، لـ "القدس العربي"، أن أوامر إيرانية صدرت للميليشيات المنتشرة في سوريا عموماً، وفي حلب على وجه الخصوص، بإعادة تموضعها العسكري، تحسباً لردود فعل أمريكية، فيما لو بادرت إيران بالرد على مقتل سليماني. وتابع الناشط، بالإشارة إلى الانتشار الكثيف للميليشيات الموالية لإيران في محافظة حلب، مؤكداً أن الأخيرة تعد من المناطق المحسوبة على النفوذ الإيراني، وتحديداً مركز المدينة، وريفها الجنوبي، الذي يضم قاعدة إيرانية كبيرة في جبل عزان.
بدوره، أشار الناشط السياسي مصطفى نعيمي، إلى صعوبة الحصول على معلومات دقيقة، توضح طبيعة التحركات التي تقوم بها المليشيات الموالية لإيران، بسبب عدم توفر المصادر من المناطق التي تتواجد فيها هذه المليشيات.
إخلاء مواقع
وأضاف أن ما يمكن الجزم به، هو أن الميليشيات أخلت العديد من المواقع العسكرية في حلب وريفها، وتحديداً من الثكنات العسكرية التابعة لجيش النظام، لتضليل الجهات المهاجمة. وحسب النعيمي، فإن استهداف الولايات المتحدة لجنرال إيراني بارز، عبر استهداف سيارته بضربة صاروخية دقيقة، تدلل على عبثية التحركات التي تقوم بها الميليشيات الموالية لإيران، وزاد بقوله "لدى الولايات المتحدة قدرات كبيرة في مجال الاستطلاع والرصد، وهي قادرة على استهداف أدق الأهداف، في حال زيادة التسخين العسكري".
ونقـلت شبكة "بلدي نيوز " المحلية، عن مصـدر خـاص، تأكيده انتقال قـادة وعناصر من الميليشيات الموالية لإيران المتمركزة في قاعدة "جبل عزان" جنوبي حلب، إلى مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي. وبيّنت أن عملية النقل تأتي بالتزامن مع التصعيد التي تشهده المنطقة بعد مقتل سليماني، ومحاولات إيران الرد على القوات الأمريكية.
على وقع مجازر يقترفها النظام… قمة تركية – روسية في أنقرة تبحث ملف إدلب
وطبقاً للمصدر فقد تولت مجموعات من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار، انتشرت في المواقع التي انسحبت منها الميليشيات الإيرانية وتوجهت إلى دير الزور. وتنتشر المليشيات الموالية لإيران في جبل عزان جنوبي حلب، وفي عدد من ثكنات النظام العسكرية، وفي بلدتي نبل والزهراء الشيعتين، و تُدار من قبل ضباط يتخذون من الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية، مقراً لهم، وتقول مصادر المعارضة، أن روسيا تغاضت عن الدور الإيراني المتنامي فيها، مقابل السيطرة على الساحل السوري.
لقاء قمة
وفي سياق الحديث عن حلب ومقتل سليماني، أقامت مساجد في أحياء عدة مجالس عزاء لسليماني، شهدت حضوراً شعبياً ودينياً لرجال دين من مؤسسات النظام السوري.
ونشرت صفحات تابعة للمليشيات الموالية لإيران، على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمجالس عزاء في أحياء حلب الشرقية والحمدانية وجمعية الزهراء، وفي الحاضر ومنطقة عزان وفي الشيخ هلال قرب المنطقة الصناعية شمالي حلب. وكذلك شهدت بلدتا نبل والزهراء الشيعتين، شمالي حلب، وقفات احتجاجية، ومسيرات غاضبة، مطالبة بالرد الفوري والحاسم على مقتل سليماني.
وقبل اغتياله، أولى سليماني حلب أهمية خاصة، حيث زارها لأكثر من مرة، وقاد العديد من المعارك فيها، في الأرياف الجنوبية والشرقية، وكذلك المعارك في الأحياء الشرقية لحلب، التي أدت إلى انسحاب المعارضة عن كامل المدينة في أواخر العام 2016.
يعتزم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، استقبال نظيره الروسي فلاديمر بوتين، في أنقرة، غداً لبحث القضايا الإقليمية، كما تضع المباحثات على أجندتها مناقشة الأزمة السورية وملف ادلب الذي يشهد منغصات قفزت به إلى مرحلة متطورة من التسخين.
وقال اردوغان، الأحد، إنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير الوضع الإنساني في محافظة إدلب السورية، وجاء ذلك في مقابلة تلفزيونية للرئيس التركي مع قناتي "سي إن إن" و"دي" المحليتين. وأعرب اردوغان خلال المقابلة، عن أمله بأن تفضي المحادثات الرئاسية عن وقف إطلاق نار في إدلب، متهماً النظام السوري بمواصلة قتل المدنيين في إدلب، حيث لفت إلى أن بلاده لن تسمح بذلك خاصة في فصل الشتاء، وقال اردوغان "ان الرئيس الروسي سيقوم بزيارة تركيا، الأربعاء، وسأناقش معه بالتفصيل جميع القضايا الإقليمية، وسأبحث مع بوتين موضوع إدلب.. وآمل أن ننجح في وقف إطلاق النار".
مجازر إدلب
وأشار الرئيس التركي، إلى أن بلاده ستستضيف قمة رباعية في فبراير/شباط المقبل في مدينة إسطنبول، تشمل ألمانيا وبريطانيا وروسيا، وحول نتائج عمليات بلاده العسكرية ضد الإرهابيين شمالي سوريا، قال اردوغان، إن بلاده طهرت أكثر من 8 آلاف و200 كيلومتر من الإرهابيين، مشيراً إلى أنه لو التزمت واشنطن وموسكو بوعودهما لتوسعت مساحة الأراضي المطهرة حتى حدود العراق.
وأضاف أن وفدًا تركيًا بحث في روسيا ملف إدلب، وهو ما أنتج تخفيف القصف شمال غربي سوريا، "لكن ما زال هناك بعض القصف، وستتم مناقشته مع بوتين لوقف إطلاق نار كامل".
وقال المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف، أن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا ستجرى في الأيام العشرة الأولى من يناير 2020".
ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان اتفاق "سوتشي" الذي سوف يطبق بموافقة الجانبين، وآلية تعزيز التعاون في كافة المجالات وخاصة التجارة، كما يرجح البعض مناقشة تخفيف شدة القصف والهجوم لاعطاء المزيد من الوقت لتركيا لترتيب وضع الفصائل وإقناعها بفتح الطرق الدولية لتجنب المزيد من نزوح المدنيين إلى الحدود التركية.
في غضون ذلك، تواصل حصيلة الخسائر البشرية ارتفاعها جراء المجزرة التي نفذتها طائرات النظام الحربية يوم أمس بقصفها مدينة أريحا جنوب إدلب، شمال غربي سوريا. ووثق الدفاع المدني في إدلب مقتل 13 مدنياً بينهم 8 أطفال وسيدتان وإصابة 32 آخرين بينهم و 8 أطفال، جراء استهداف قوات الأسد مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي بغارات جوية، وحسب المصدر فإن الطيران الحربي ألقى بكامل حمولته على حي مكتظ بالسكان بالإضافة لمدرسة وروضة أطفال و نازحين على الطريق الدولي (حلب-اللاذقية)، ما أدى لارتكاب مجزرة راح ضحيتها 37 مدنياً بين قتيل وجريح حيث شمل القصف 17 منطقة، اهمها مدينتي أريحا ومعرة النعمان وبلدات عدة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي. من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد الذين قضوا أمس بالغارات التي استهدفت أحياء سكنية ومدرسة ومسجد وروضة أطفال داخل المدينة، قد ارتفع إلى 65 شخصا بين قتيل وجريح.