الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تجارب روسية متطورة في سماء حلب وأنقرة تنشر أنظمة دفاع جوي وأسلحة متطورة استعداداً لـ "حرب" في إدلب

تجارب روسية متطورة في سماء حلب وأنقرة تنشر أنظمة دفاع جوي وأسلحة متطورة استعداداً لـ "حرب" في إدلب

09.06.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 8/6/2020
دمشق – "القدس العربي" : في تصعيد غير مسبوق، تشهد جبهات شمال سوريا، تجارب عسكرية روسية، على صواريخ من طراز جو – جو، في إطار استعداد سلاح الجو الروسي لاستهداف الطائرات المسيّرة، التي سبق وشكّلت فارقاً وقوّضت قدرة النظام السوري العسكرية، وذلك تزامناً مع تزايد وتيرة خروقات النظام السوري، بالقصف المدفعي والصاروخي وعمليات السطع الناري على خطوط التماس في حلب وإدلب شمالًا، وهو ما يرشح تعاظم التوتر الروسي – التركي، لا سيما مع تأكيد خبراء ومراقبين أتراك لـ"القدس العربي"، تعزيز حكومة بلادهم نقاط المراقبة التركية والقواعد العسكرية التابعة لها والمنتشرة شمال سوريا بشكل عام، وفي إدلب بشكل خاص، عبر تزويد تلك القواعد بأسلحة متطورة وثقيلة ودبابات ومدافع وأنظمة دفاع جوي، من دون أن يودي ذلك بالضرورة إلى الانزلاق من الخروقات المتصاعدة إلى المواجهات المباشرة.
 
ضغط روسي
 
مصادر محلية قالت إن طائرات حربية روسية، شنت ليلة السبت/الأحد، غارات جوية في سماء ريف حلب الغربي، وقصفت بلدة الشيخ عقيل بصواريخ يعتقد أنها من طراز جو- جو أحدثت انفجاراً كبيراً في سماء المنطقة.
كبير الخبراء السياسيين لدى مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، عبيدة فارس قال إن الجبهات العسكرية شمال غربي سوريا، شهدت خلال الأسبوع الفائت 4 تجارب أجرتها روسيا على صواريخ جو – جو عبر طائرات "ميغ 29" التي تسلم النظام السوري مؤخراً دفعة منها، في إطار الاستعداد لاستهداف الطائرات المسيّرة، بعد أن أخفقت منظومات الدفاع الجوي Pantsir S-1 في تحييدها.
يأتي ذلك بعد أيام من قيام طائرات مسيّرة محمّلة بالذخائر روسية وأخرى إيرانية بقصف مواقع تابعة للمعارضة السورية في جبل الزاوية، وتزايد الخروقات في المنطقة، التي تتزامن مع تحقيق تقدّم في تطبيق بروتوكول موسكو (2020) بين روسيا وتركيا والذي تم توقيعه في 5 آذار/مارس، حيث استطاعت تركيا وروسيا تسيير 15 دوريّة مشتركة على مسار يصل إلى 25 كم على طريق حلب – اللاذقية "إم 4". ورغم وجود "تباطؤ في تطبيق بنود مذكّرة موسكو والذي يُفترض أن يؤدي إلى فتح الطرق السريعة الدولية أمام الحركة التجارية، مما يعني غياب الجدوى بالنسبة لروسيا من تنفيذ التفاهم لا سيما مع قرب تنفيذ قانون قيصر".
 
خبير تركي لـ "القدس العربي": استعدادات جيشنا عالية شمال سوريا وانتصاراتنا في ليبيا عززت موقفنا
 
روسيا ما تزال تعوّل على استخدام الخيار العسكري، حسب الخبير السياسي فارس، وذلك كوسيلة للضغط على تركيا من أجل تسريع الاستجابة لمصالحها، على غرار ما فعلت في آب/أغسطس 2018؛ حينما حشدت لمعركة واسعة النطاق لاجتياح منطقة خفض التصعيد، ما دفع في اتجاه توقيع مذكّرة سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
ولكن المتحدث لم يجزم بأنّ إدلب مقبلة بالضرورة على عودة للعمليات القتالية، معتبراً أن التصعيد "للتأكيد على أنّ روسيا لم تتخلّ عن الخيار العسكري في إطار المفاوضات التي تجريها مع تركيا، لا سيما وأنّ الطرفين لم يصلا بعد إلى أي اتفاق مستدام ورؤية أو فهم مشترك حول مصير المنطقة والعملية السياسية". مما يعني أنّ هناك شكوكاً حول أهداف كل طرف من التفاهمات الثنائية، حسب ما يقول عبيدة فارس لا سيما مع عدم التزام تركيا بالجدول الزمني وعدم تخلي روسيا عن سياسة الضغط العسكري حتى في أثناء تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار، وهذا ما يُفسّر استمرار تركيا في تعزيز تواجدها العسكري في إدلب، وكذلك قيام روسيا بالحشود العسكرية مع إجراء تدريبات لمواجهة الطائرات الحربية المسيرة التي سبق أن شكّلت فارقاً وقوّضت قدرة النظام السوري العسكرية.
وبالتالي، اعتبر المتحدث أن الانزلاق إلى المواجهات المباشرة يبقى مستبعداً ومرهوناً بقدرة ورغبة ضامني أستانة أو تفاهم موسكو وسوتشي على تجاوز اختبار الثقة نحو التعاون الوثيق على أساس البناء الاستراتيجي الذي تم البدء به منذ سنوات لكنه لم يكتمل بعد.
وكانت السفارة الروسية في دمشق، أكدت يوم الأربعاء الفائت، تسلم قوات النظام الدفعة الثانية من طائرات ميغ-29 المحدثة، وأشارت السفارة الروسية، في تغريدة على موقع تويتر إلى أن السوريين بدأوا بالفعل في استخدام الطائرات الروسية، وفقاً لوكالة "ريا نوفوستي".
وفي الطرف النقيض، تعتبر أنقرة أن موقفها هو الأقوى حالياً، سياسياً وعسكرياً، سواء في الملف السوري أو الليبي، وهو ما عبر عنه الكاتب والمحلل السياسي التركي حمزة تكين الذي أشار إلى تصاعد التوتر بين الأتراك والروس. واعتبر تكين في تصريحات لـ"القدس العربي" أن موقف الجيش التركي في الشمال السوري هو الأقوى، وذلك لتعاونه مع الجيش الوطني السوري والمجالس المحلية والمدنيين أيضاً، لافتاً إلى أن مراكز الجيش التركي ونقاط المراقبة والقواعد العسكرية في شمال السوري بشكل عام وإدلب بشكل خاص، أصبحت قوية جداً، ومعززة بأسلحة ثقيلة وتكنولوجية من صناعة تركية استخدم بعضها في العملية العسكرية في إدلب.
كما أكد المتحدث تعزيز القواعد العسكرية التركية خلال الاسبوع الماضي بمزيد من الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدافع وحتى أنظمة الدفاع الجوي، وأضاف "الجيش التركي قوي وموقفه قوي وهو قادر على التحرك عسكرياً في كل الشمال السوري ولكن بانتظار القرار السياسي التركي".
 
معركة قريبة
 
وحول التوتر بين حكومة بلاده وموسكو، اعتقد المتحدث "للقدس العربي" أنه مرشح للعودة، عازياً السبب إلى أن "موسكو لم تعمل على لجم النظام السوري وإيقاف خروقاته، وعند أي تحرك عسكري في إدلب سنشهد توتراً واضحاً على المنطقة".
الموقف التركي اصبح أكثر قوة لأن تركيا "قادرة على استثمار الانتصارات الجارية في ليبيا سياسياً في وجه روسيا التي تدعم خليفة حفتر وبالتالي تستطيع تركيا أن تستغل انتصارها لصالحها وصالح الثورة السورية في الملف السوري وأن تضغط على روسيا للتنازل بما يتعلق بالشمال السوري". وقال تكين: الخلافات بين تركيا وروسيا، موجودة في الملف السوري المرتبط بدوره بالملف الليبي، واعتبر أنه "سيكون هناك تأثير إيجابي للملف الليبي على الملف السوري من وجهة نظر أنقرة".
الشمال السوري قد يشهد معركة قريبة حسب التحدث، لأن النظام السوري مازال مصراً على خرق الاتفاق وشن عمل عسكري، كما أن التهديدات واضحة، وبالتالي فإن تركيا قد تشن معركة سواء في إدلب او في أي مكان في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية وهذا احتمال كبير جداً، لاسيما بعدما نشر الجيش التركي أسلحة ثقيلة ستقلب الموازين وفقاً لرأي تكين.