الرئيسة \  مشاركات  \  تاريخ العمالة للخميني (5)

تاريخ العمالة للخميني (5)

16.01.2022
المهندس هشام نجار




استقر الحكم لنظام الخميني مستخدماً كل الطرق من ترهيب وترغيب، ورحل شاه إيران وعائلته إلى الولايات المتحدة وهو يعاني من مرض سرطان الكبد، لم يستقبله أحد هناك كإمبراطور سابق لدولة كان لها موقف داعم للغرب ضد تمدد السوفييت طيلة عشرات السنين ، وكأنه نكرة لم يكن رجلهم في المنطقة أيام الشدة ، وكان لذلك أسبابه ، فهم يريدون إرسال رسالة للخميني ونظامه من أنهم على العهد باقون وسيبقون محافظين على الاتفاقات معهم .
اعتمد الشاه على صديق له وهو مدير بنك تشيس مانهاتن لتمديد اقامته في الولايات المتحدة واستطاع صديقه وبعد جهد جهيد الحصول على موافقة له لاتتعدى أشهر معدودة من الرئيس كارتر ليغادر بعدها إلى أية جهة يشاء .
الشاه كان في حالة مرضية شديدة واجراء زيارات روتينية للاطباء وعمل تحاليل يستغرق وقتاً طويلاً ، وانقضىت فترة اقامته في الولايات المتحدة وطلب منه المغادرة ومازالت تحاليله الطبية في المختبر .
تابعت مقابلة لزوجته الامبراطورة فرح ديبا مع إحدى محطات التلفزيون تقول : الأوامر كانت صريحة. علينا أن نغادر امريكا في اليوم المحدد، وحتى الآن لم تطلب منا أية دولة صديقة بتقديم عرض لاستقبالنا ، حتى فكرنا ان نغادر وننزل في أي مطار ونقيم في صالة الترانزيت حتى يدركنا الموت.
إلا ان الرئيس انور السادات اتصل بنا باللحظة الأخيرة ووافق على إقامتنا في مصر فأنقذنا من مأساة كبيرة.
 أما داخل إيران، فكانت سياسة الملالي تقوم على إبعاد أية شبهة تشير بتواصلهم مع الامريكان او "الشيطان الاكبر" كما سموها بمظاهراتهم ، وكذلك كانت سياسة امريكا اظهار هذه العداوة من أجل اقناع حلفائها العرب بهذه العداوة فيطمئنوا . فكانت لعبة الرهائن لموظفين امريكان في السفارة الامريكية هي افضل وسيلة لاقناع العالم بذلك .
أفرج عن الرهائن في 20 كانون الثاني/ يناير 1981، في يوم حفل تنصيب الرئيس ريغان،وبعد أيام من الافراج اتصل مستشار البيت الأبيض في إدارة كارتر الراحلة مع الملياردير روكفلر، وسأله عن أزمة الرهائن وإن كانت قد أثرت على عمليات بنكه في إيران، فكان الجواب : "لقد تم العمل بشكل جيد للغاية وأفضل مما توقعنا".
 بعد أن هدأت الأمور ، تفرغ النظام الجديد بتوظيف ملاليه بمهاجمة الدول الخليجية والعراق بشكل استفزازي ، تبين منها ان الغاية منها هو التمهيد لاحتلال هذه البلدان سياسياً واقتصادياً وفوق ذلك عقائديا ً. لم تكن دول الخليج مهيئة للرد الكافي لإسكات هذا الاعتداء الإيراني، فالتجاوا للرئيس العراقي صدام حسين من أجل ايقاف الزحف الفارسي باتجاههم ، وشجعت امريكا على الرد ، ومنح العراق كل الامكانات المادية والعسكرية لمجابهة الهجمة الفارسية واغمض الغرب اعينه عن ذلك ، كما أوكل لاسرائيل وعملائها ولأميركا وجماعاتها في امريكا اللاتينية بتوريد السلاح الى ايران ، و كان عميلهم الرئيسي في ايصال السلاح لايران هو حافظ أسد، وكل شيء بالسياسة له ثمن .
وصل التوتر إلى منتاه، ووصلت التعبئة النفسية بين الطرفين إلى أقصاها، وهذا ماكان يسعى اليه اطراف عديدة أهمها ملالي طهران والادارة الامريكية واسرائيل ، أما حافظ اسد فكان يلعب على إنهيار نظام الرئيس صدام حسين ليكون له ولايران دوراً بالسيطرة عليها .
فقامت الحرب بين الطرفين بتاريخ ايلول / سبتمبر 1980 واستمرت حتى آب / أغسطس 1988، حتى راح ضحيتها مئات الالوف من الطرفين وتم شحن الحقد الطائفي، وأذكر سؤالًا للرئيس صدام حسين من قبل صحفي : سيدي الرئيس ، متى تتوقعون انتهاء هذه الحرب ؟
رد عليه : عندما تريد الولايات المتحدة ذلك .
في الجزء السادس والاخير. سنصل الى السيطرة ايرانياً على العراق واستنزاف خيراته وتشكيل عصابات شيعية داعمة لها ، وكذلك مؤامرة المفاعل النووي الايراني واغماض عين الادارة الامريكية على التمدد الايراني الطائفي في المشرق العربي.