الرئيسة \  مشاركات  \  تاريخ العمالة للخميني (2)

تاريخ العمالة للخميني (2)

10.01.2022
المهندس هشام نجار




ذكرت بالجزء الأول تواصل الخميني واتباعه مع الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ ستينات القرن الماضي وتحديداً منذ ولاية الرئيس جون كينيدي . بينما كانت سياسات الحكومات الامريكية المتعاقبة تعمل على تحويل صورة الشاه إلى حد جعلته يبدو كدمية أمريكية عن عمد لتنشيط تيار معاد للشاه يمكن توجيهه مستقبلا للجهة المطلوبة.فشجعوا على مشروع التغريب في مجتمع بعيد عن هذه الافكار ، مستغلين توجه الشاه باتجاه هذا المشروع التغريبي.
بدأ اسم الخميني يظهر إعلاميا عام ١٩٦٣ بتقوية الجناح الديني وتجار البازار وكان الغرب يرقب تطور التيار اليساري الشيوعي بقيادة حزب تودا والذي انتشر بين الشباب ، فكان على الغرب ان يقارن بين التيار الشيوعي الناهض بقيادة السوفييت وبين تيار ديني لهم خبرة فيه عن طريق تواصلهم مع قياداته منذ الستينات القرن الماضي .الاختيار لم يكن صعباً فكان التوجه لاصحاب التيار الديني بقيادة الخميني ، والذي عجل في تدهور نظام الشاه كانت احتفالات اقامها الشاه عام 1971 في ذكرى مرور 2500 عام على إنشاء الإمبراطورية الفارسية دعي اليها شخصيات اجنبية رفيعة واستغرقت ثلاث أيام مليئة بالتبذير المفرط، قدمت فيها أكثر من طن من الكافيار، وجلب لها 200 طاه من فرنسا لإعداد الولائم. وتشير التقديرات إلى أن المبلغ تراوح ما بين 100 ـ 120 مليون دولار،
كل هذا التهور كان مرصوداً من الغرب ويتم تحت اعينهم ، مما ولد ثورة جياع في دولة نفطية غنية واحدثت فرزاً طبقيا حادا ً استغله التيار الديني واليساري معاً.
في عام 1977 دخل رئيس أمريكى جديد إلى البيت الأبيض وكانت الآمال تحدو جيمى كارتر لتغيير صورة الولايات المتحدة المرتبطة بحرب فيتنام، وتغيير السياسة الخارجية، فأنشأ مكتباً خاصاً لحقوق الإنسان، وجه "مذكرة" إلى الشاه بينت فيها أهمية الحقوق السياسية والحريات. فكانت مدخلا للمعارضة برفع صوتها عالياً ، فأسست في ذلك العام منظمات أصدرت من خلالها رسائل مفتوحة تدين فيها النظام.
في تلك السنة تعرض المفكر التنويري علي شريعتي للتصفية على أيدي الشرطة السرية مما أزال أي منافس محتمل للخميني وحركته، فبدأت المعارضة الدينية المنظمة بقيادة الخميني تنمو في الشارع الإيراني وكما ذكرت سابقا كان ذلك مرغوبا لايقاف التيار اليساري بقيادة حزب تودا الشيوعي.
شعر شاه ايران بالخطر ، فالتقى مع كل من ألفريد أثرتون، ووليام سوليڤان، وسايروس فانس، والرئيس جيمي كارتر ، وزبيگنييڤ بريجنسكي خلال عام 1977 .
أفاد السفير الأمريكى إلى إيران، ويليام سوليفان بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي"أكد للشاه مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تدعمه بالكامل ". ولكن في الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية أن الشاه يجب أن يذهب. واستمر بريجنسكي والوزير جيمس شلزنگر، في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لامحالة، فهل كان ذلك تكتيكاً متعمداً ؟
بدأ العنف بالشارع يشق طريقه واستمر ليحصد أكثر من 400 إنسان قضوا في حريق سينما ريكس، وهو حريق متعمد وقع في آب / أغسطس في عبدان. ورغم أن دور العرض السينمائية كانت هدفاً مستمراً للمتظاهرين الخمينيين فقد بلغ انعدام ثقة الجماهير بالنظام لدرجة جعلت الجماهر ترى أن السافاك هو وراء الحادث في محاولة منه لتطويق المعارضة رغم ان ذلك لم يثبت فعلياً . وفي اليوم التالي تجمع اكثر من 10.000 من اقارب القتلى والمتعاطفين لتشييع جماعي حاشد ومظاهرة تنادي "ليحترق الشاه و الشاه هو المذنب".
في الجزء الثالث نكمل سيرة مسيرة العمالة للخميني واتباعه.