الرئيسة \  مشاركات  \  تاج القيصر، لايحميه من وجع الرأس !

تاج القيصر، لايحميه من وجع الرأس !

01.08.2021
عبدالله عيسى السلامة




هذا مثل قديم ، يصلح لكل زمان ومكان ؛ ولاسيّما الأزمنة والأمكنة ، التي فيها ملوك وتيجان !
التاج الذي يضعه القيصر على رأسه ، هو من البهرج ، وهو زينة لصاحب التاج ! وإن صار عرفاً لدى بعضهم ، أو تقليداً ، أو مَرسماً من مراسم الدولة ! 
فهل يقاس عليه أمثاله ، من البهارج أو الزينات ؟ ربّما !
أصحاب الثراء الفاحش : كم من ثري فاحش الثراء ، يتمنى لو أنه كان إنساناً عادياً ، يعيش على الكفاف ، وكانت صحّته جيّدة ، و صحة أفراد أسرته على مايرام ! إذ كثيراً مايشكو أصحاب الثراء هؤلاء ، من اعتلال الصحّة ! فبعضهم يتمنى لو أنفق ماله كله ، مقابل دواء ناجع ، يشفيه من مرض أصابه ، أو يشفي ابنه الوحيد من علة ألمّت به ، وعجز الأطباء عن معالجتها !  
الزعماء والسادة في القبائل والأحزاب : ومثل  أصحاب الثراء الفاحش ، يتمنى كلّ من السادة والزعماء ، في القبائل والأحزاب !
سادة المدن والقرى وزعماؤها وأكابرها : ويقاس على المذكورين أعلاه ، سادة المدن والقرى وزعماؤها وأكابرها !
المفكرون الكبار الذين اتسع نطاق شهرتهم : أمّا المفكرون الكبار، والعلماء في سائر العلوم، والفنانون المشهرون .. أمّا هؤلاء جميعاً ، فلا يختلفون كثيراً ، عمن ذكر أنفاً ! بل قد يودّ أحدهم أن تنزع منه شهرته ، وأن يعيش كسائر خلق الله ، مغموراً ، مقابل أن يحظى بصحّة جيّدة ، أو بحالة خالية من الأمراض !
وتقاس على الأمراض والعلل : المنغّصات بأنواعها الاجتماعية والأمنية .. التي تجعل حياة المرء صعبة ، أو حياة بعض أفراد أسرته الذين يحبّهم قاسية ، يتحمل قسوتها هو ومن حوله : من آباء وأبناء وإخوة وأخوات ! 
ومَن اطلع على حياة بعض الملوك والرؤساء ، والأمراء والمتنفذين ، في القديم والحديث، يدرك هذه الحقيقة جيّداً ، ويقول في سرّه : الحمد لله الذي عافانا ، ممّا ابتلى به كثيراً من خلقه !