الرئيسة \  برق الشرق  \  بيان متعلق بتصريحات (مقتدى الصدر) الأخيرة

بيان متعلق بتصريحات (مقتدى الصدر) الأخيرة

04.03.2020
هيئة علماء المسلمين في العراق


هيئة علماء المسلمين تؤكد على أن كل من شارك في العملية السياسية الطائفية من كل المكونات منذ الاحتلال مسؤول عن دماء العراقيين ومعاناتهم

أصدرت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين في العراق، بيانًا بشأن التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة التي أدلى بهت (مقتدى الصدر) مؤخرًا بعد عودته من إيران، وفيما ياتي نص البيان:
بيان رقم (1419)
المتعلق بتصريحات (مقتدى الصدر) الأخيرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد تابعنا الظهور الأخير للسيد (مقتدى الصدر) بعد عودته من إيران، في حوار مع إحدى القنوات الفضائية مساء يوم (24/2/2020م)، تناول فيه عدة موضوعات وأدلى بتصريحات خطيرة وغير مسؤولة؛ تستدعي منا التوقف عندها وتستوجب التنبيه على عباراتها ودلالاتها -بعد تجاوز طريقة الحوار وشكله ومفرداته- ومن أهمها:
أولًا: تهديده للشعب العراقي باللجوء إلى العنف وإعادة جيش المهدي والعودة إلى الحقبة الظلامية التي كان يسودها إرهاب الميليشيات الطائفية. وهذا التهديد بحد ذاته هو اعتراف صريح بمسؤوليته عن إدارة (جيش المهدي) المشارك في أحداث العنف الطائفي في عام (2006م) وما قبلها وما تلاها، ومسؤوليته المشتركة -مع غيره- عن خطاب الكراهية والعنف والعمليات الإرهابية وممارسة الخطف والتعذيب والقتل على الهوية ومهاجمة المساجد واغتصابها وتدميرها والتهجير الطائفي.
ثانيًا: الاعتراف باشتراك من يسمون (القبعات الزرقاء) في قتل المتظاهرين واختطافهم وتغييبهم وحالات الطعن التي تعرضوا لها في ساحات التظاهر في بغداد والنجف وغيرهما من المدن، وتصريحه بأنها بأمر منه، واصفًا إياها بـأنها (جرة أذن)، فضلًا عن تهديده كل من يخرج عن توجيهاته بالتصفية!.
ثالثًا: الكشف عن عدم جدية تصريحاته السابقة وقراراته والطلبات المعلنة على لسانه، أي أنه كان يقوم بالخداع الإعلامي، وذلك باعترافه بأنه طلب من اتباعه ترك ساحات التظاهر علنًا، وطلب منهم البقاء فيها سرًا!.
رابعًا: التناقض في التصريحات، فمن جهة يتبنى دعم المظاهرات ضد من يسميها (الطبقة السياسية الفاسدة)، ومن جهة أخرى يعترف بأنه جزءٌ رئيس من هذه الطبقة، التي يقول: إنه لم تتشكل حكومة منذ الاحتلال إلا بموافقته، ومن جهة يهدد كل من يقف ضد تمرير حكومة (محمد علاوي)، وفي الوقت نفسه يقول: لم أوافق على (محمد علاوي) والتزمت السكوت!.
خامسًا: محاولة تبرير الهيمنة الإيرانية على العراق، وآثارها المأساوية، وإظهارها بمظهر الحرص على العراق ودعم الاستقرار فيه، على الرغم من اعترافه بسطوة الميليشيات الطائفية الموالية لإيران واستعدادها، لحرق البلد إذا لم تتسلم السلطة!.
سادسًا: محاولة فرض آرائه ومواقفه السياسية الداعمة للأحزاب الفاسدة -كما وصفها- على الجميع، على الرغم من تناقضها التام مع مطالب المتظاهرين الذين يزعم أنه يحميهم!.
إن تصريحات السيد (مقتدى الصدر) هي رسالة واضحة إلى الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم أجمع بأن العراق يسير في طريق خاطئ، وأن المتسلطين على الحكم فيه غارقون في دماء العراقيين، وأنه لا خلاص منتظر للشعب بواسطة هذه الأدوات التي -للأسف- يعول عليها بعضهم في الداخل والخارج، وأنه لا حل حقيقي إلا بتحقيق مطالب ثورة تشرين وإنهاء العملية السياسية في العراق من خلال مراعاة مصالح العراقيين أولًا، لا المصالح الخاصة لهذه الجهة أو تلك. 
إننا في هيئة علماء المسلمين ندين خطاب الكراهية والتحريض على العنف وقتل العراقيين من أي جهة كانت ومن أي شخص مهما كان اسمه أو رسمه، ونشجب المحاولات المحمومة لإنهاء التظاهرات وترهيب المتظاهرين وتخويفهم بهذا السلاح أو تلك الميليشيا أو هذا الجيش، ونحذر أشد التحذير من مخططات الانقلاب الميليشياوي على إرادة الشعب وخياراته، وتنفيذ التهديدات المعلنة وغير المعلنة من القوى السياسية الحاضنة لإرهاب الميليشيات.
ونؤكد مرة أخرى على أن كل من شارك في العملية السياسية الطائفية في العراق -من كل المكونات- منذ احتلاله؛ مسؤول عن دماء العراقيين ومعاناتهم، وضياع واقعهم وتهديد مستقبلهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم، وأنه لابد من وضع نهاية لنظام المحاصصة الطائفي والعرقي المقيت، ولا سيما بعد إصرار العراقيين على مواصلة كفاحهم لتحقيق مطالبهم المشروعة، وكشف حقيقة كل من يُظهر الحرص على العراق وشعبه، ويُبطن غير ذلك.
الأمانة العامة
4/ رجب/ 1441هـ
28/ 2/ 2020م
--
وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
هيئة علماء المسلمين في العراق