الرئيسة \  تقارير  \  بوليتيكو: بايدن اتخذ قرارا نهائيا بعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب وأعلم إسرائيل

بوليتيكو: بايدن اتخذ قرارا نهائيا بعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب وأعلم إسرائيل

26.05.2022
إبراهيم درويش


إبراهيم درويش
القدس العربي
الاربعاء 25-5-2022
لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “بوليتيكو” تقريرا أعده ألكسندر وورد وناحال توسي، قالا فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ قراره النهائي بعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية.
وقال الكاتبان إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بقراره. ونقل الموقع عن مسؤول غربي كبير تحدث أن استمرار وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب سيعقد الجهود الدولية لإحياء الاتفاقية النووية عام 2015. وقال شخص آخر إن بايدن كشف عن قراره أثناء مكالمة مع بينيت في 24 نيسان/ أبريل، مؤكدا أن هذا القرار نهائي، وأن نافذة التنازلات لإيران قد أغلقت. وأكد بينيت محتويات مكالمته مع بايدن قائلا: “أرحب بقرار الإدارة الأمريكية لعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو المكان الذي ينتمي إليه”.
ووضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على القائمة في عام 2019 كجزء من استراتيجية “أقصى ضغط” التي تبنتها إدارة دونالد ترامب، على أمل دفع طهران للتفاوض معها على اتفاقية جديدة. وكانت إسرائيل من أكبر المعارضين لشطب الفرع العسكري في الحكومة الإيرانية عن القائمة واستمرارية الاتفاقية النووية التي وقّعتها إيران مع الولايات المتحدة وعدد من القوى الدولية.
وأنفقت واشنطن عاما كاملا في محاولات لإحياء الإتفاقية عبر محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين. وفي الوقت الذي تحقق فيه تقدم ملموس، أصبح تصنيف الحرس الثوري العقبة الرئيسية أمام إحياء الاتفاقية. ويريد المسؤولون الإيرانيون شطب الحرس من القائمة قبل الموافقة على العودة وتطبيق بنود الاتفاقية المتعلقة بالحد من النشاطات النووية. ورفض الأمريكيون الطلب إلا في حالة تعهدت إيران بالتزامات أمنية خارج الاتفاقية النووية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الحرس الثوري لم يكن أبدا جزءا من الصفقة النووية، ويمكن إحياؤها بدون شطبه من قائمة الإرهاب. ولكن الداعمين للاتفاقية يرون أن العقوبات على الحرس الثوري، كانت جزءا من حملة شنتها الإدارة السابقة لتعقيد عملية العودة للاتفاقية من الناحية القانونية والسياسية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: “لا نعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة”، ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق. وسيقدم روبرت مالي، مبعوث بايدن لإيران شهادة أمام الكونغرس، الأربعاء، حيث سيتحدث عن وضع المفاوضات.
وصدرت في الأسابيع الماضية إشارات عن مسؤولي إدارة بايدن أن شطب الحرس من القائمة السوداء لم يعد محتملا، في ظل تحذير المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين من خطوة كهذه. وأقرت غالبية مطلقة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين قرارا هذا الشهر يعارض شطب الحرس الثوري. وأعلنوا أن أي اتفاقية نووية مع إيران يجب أن  تشمل نشاطاتها الإرهابية. ولكن الأخبار عن حديث بايدن مع بينيت وأنه قرر عدم شطب الحرس  الثوري يجعل من عملية التراجع عنه أمرا صعبا.
وقال مسؤول أمريكي على معرفة بالموضوع: “كان موقف الولايات المتحدة قائما على أنه بدون موافقة إيران على اتخاذ خطوات محدودة لتخفيف المخاوف الأمنية، وأبعد من اتفاقية العمل المشتركة الشاملة، لن تشطب واشنطن الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب وهو أمر لا علاقة له بالاتفاقية النووية”.
وقال المسؤول إن الموقف الأمريكي لن يتغير، خاصة مع استمرار التهديدات من الحرس الثوري ضد الأمريكيين. وأضاف نفس المسؤول أن “رفض إيران اتخاذ خطوات أمنية مع المخاوف السياسية العالية في الكونغرس وخارجه فيما يتعلق بالتصنيف الإرهابي، يعني أنه من غير المحتمل أن تلغي إدارة بايدن في هذا الوقت التصنيف”.
ويرى داعمون لإحياء الاتفاقية النووية أن وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لن يحدث فرقا من الناحية المادية، ذلك أنه عرضة للكثير من العقوبات. ويقولون إن شطبه مفيد لإحياء الاتفاقية النووية. ويرى المعارضون أن الحرس الثوري خطير على معظم الشرق الأوسط وتهديد لإسرائيل والولايات المتحدة. وقُتل يوم الأحد عقيد كبير في الحرس الثوري، وتعهدت إيران بالانتقام، واتهمت إسرائيل بسلسلة من الاغتيالات. إلا أن طهران لم تحمّلها مسؤولية هذا الهجوم الأخير.
ويقول المعارضون إن الاتفاقية النووية ضعيفة جدا ولا يمكن إحياؤها، وأن عددا من بنودها ستنتهي صلاحيتها. وتغطي الاتفاقية عددا من الموضوعات مثل كميات تخصيب اليورانيوم والتفتيش الدولي للمنشآت النووية. وقرر ترامب الانسحاب منها في 2018 وبدأ مباشرة بفرض عقوبات نووية وغير نووية بهدف إضعاف النظام الإيراني.
وبدأت إيران باتخاذ خطوات للتحلل من بعض بنود الاتفاقية. ورغم معاناة اقتصادها من العقوبات، إلا أن برنامجها تقدم بثبات، وهناك تقديرات تقول إن طهران لو أرادت الحصول على القنبلة النووية، فإنها تستطيع تجميع المواد الكافية خلال أسابيع.