الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بوتين في زيارة مفاجئة لدمشق بدون استقبال رسمي: التقى الأسد وجال في العاصمة وزار الجامع الأموي

بوتين في زيارة مفاجئة لدمشق بدون استقبال رسمي: التقى الأسد وجال في العاصمة وزار الجامع الأموي

09.01.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاربعاء 8/1/2020
دمشق – "القدس العربي": أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته دمشق حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الاسد بالتقدم "الهائل" الذي تحقق في سوريا التي تشهد نزاعاً منذ العام 2011، كما أعلن الناطق باسم الكرملين الثلاثاء.
وكان بوتين وصل أمس إلى دمشق في زيارة مفاجئة ليلتقي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مقر القوات العسكرية الروسية – مركز المصالحة – إذ لم يتم استقبال بوتين رسمياً، خلافاً لأي عرف أو بروتوكول، وذلك بينما ينتظر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، نظيره الروسي في انقرة اليوم الأربعاء، في قمة رئاسية روسية – تركية لبحث ملفات عدة من بينها الأزمة السورية وخاصة ملف ادلب واتفاق وقف اطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى زيارة مفاجئة إلى دمشق، والتقى مع بشار الأسد في مقر فريق القوات المسلحة الروسية في سوريا، وأضاف بيسكوف للصحافيين "توجه الرئيس الروسي من المطار إلى مقر فريق القوات المسلحة الروسية في الجمهورية العربية السورية، وفي المقر التقى بوتين مع الرئيس السوري بشار الأسد، واستمع الرئيسان إلى التقارير العسكرية حول الوضع في مناطق مختلفة من البلاد".
وصرح بيسكوف للصحافيين: "أشار بوتين خلال حديثه مع الأسد أنه الآن يمكن القول بكامل الثقة أنه تم اجتياز مسافة كبيرة في طريق استعادة كيان الدولة السورية وحدة الأراضي للبلد"، مضيفاً أن "بوتين كان قد أشار إلى أنه رأى مظاهر استعادة الحياة السلمية في شوارع دمشق". فيما شكر بشار الأسد، بوتين على الزيارة، وقال بيسكوف: "الرئيس السوري أعرب عن شكره لروسيا والعسكريين الروس على المساعدة في مكافحة الإرهاب واستعادة الحياة السلمية في سوريا".
وبالرغم من صعوبة استشفاف الكثير حول أسباب الجولة المفاجئة للزعيم الروسي، لكن خبراء وسياسيين انقسوا في تفسيراتهم حول جدواها، فمنهم من رأى أن زيارة بوتين إلى دمشق، تحمل مشروع اتفاق قد يدور حول وقف إطلاق النار في ادلب، قبيل عرضه اليوم الأربعاء على الرئيس التركي، أو آلية تجسير العلاقات المنقطعة، بين الطرفين التركي والنظام السوري، بينما لم يتفاءل البعض بأي مخرجات مهمة قد تخرج عن الاجتماعين، وذلك نتيجة تباين وجهات النظر، بين الأتراك والروس.
وفي ظل هذه الجولة المفاجئة، التي وصل خلالها بوتين إلى قاعدة روسية "مركز المصالحة" في سوريا، ثم وصل اليها بشار الأسد، للاجتماع به، كأنه يتجول ضمن مدن بلاده، ويلتقي أحد المسؤولين فيها، أثار السوريون مقارنة مع القمة الرئاسية المرتقبة مع الرئيس التركي والتي كانت قد جدولت أعمالها خلال الأيام الأخيرة من العام الفائت، فيقول الخبير السياسي محمد سرميني، ومدير مركز جسور للدراسات الاستراتيجية لـ "القدس العربي"، إن زيارة بوتين إلى دمشق، ليس لها دلالات كبرى فيما يتعلق بلقائه بالأسد، انما تتعلق بإرسال رسالة لكل الفاعلين الموجودين في سوريا او الخارجين او في المنطقة عموماً، بأن سوريا هي منطقة روسية، ولا بد من الحفاظ على توزان القوى الفاعلة فيها دون الإخلال بها.
 
الرئيس الروسي يشيد بـ"التقدم الهائل" في سوريا
 
واعتبر سرميني ان بوتين يريد ارسال هذه الصورة من خلال لقائه بالأسد في مركز العمليات العسكرية، وزيارته للمسجد الأموي في دمشق، وكأنه موجود في منطقة نفوذه أو منطقة تابعة له. وبرأي الخبير السياسي، "فإننا لا نستطيع ان نقول ان بوتين يحمل رسالة، او نعطي الموضوع اكبر من حجمه بالنسبة لما يتعلق بتسويق النظام وإعادة العلاقات بين الجهات الخارجية والنظام السوري".
اما فيما يتعلق باللقاء المتوقع عقده اليوم الأربعاء، بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ونظيره الروسي، في أنقرة، فاللقاء مجدول بناء على الزيارة التي قام بها الوفد التركي خلال الايام الأخيرة من العام الفائت، بين وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات، للحديث عن إدلب وآلية ايقاف الهجمة التي شنها النظام والروس على ادلب، إذ ان تلك الاجتماعات فشلت في تحقيق أي اختراق، ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، مما دفع الأطراف إلى تحويل الملف إلى قمة الرئيسين المرتقبة.
وقال مدير مركز الدراسات، لـ "القدس العربي" أن تركيا تريد ايقاف الهجمة وإطلاق النار في إدلب وايقاف التقدم ومنع استهداف المدنيين، في المقابل تريد روسيا فتح الطرق الدولية وكذلك وحسم الملف العسكري لصالح للنظام السوري وفتح الطرق.فالهدف الأبرز بالنسبة لروسيا – فتح الطرق – يحمل طابعاً دولياً، تروج من خلاله إلى تفعيل واستقرار شريان التجارة، كما أنها طالبت بأن تكون المنطقة المحيطة بالطرق "ام 4 و ام 5" محمية، يبعد عنها كل القوى غير المنضبطة والقوى غير الملتزمة بما فيها هيئة تحرير الشام وحراس الدين.
وبعد حفاظ كل طرف على وجهة نظره، وعدم التوصل الطرفين إلى اتفاق مشترك، يقول سرميني، انه تم نقل الملف إلى قمة الرئيسين لعلهما يتوصلان إلى اتفاق في هذا الشأن خصوصاً ان المفاوضات التركية – الروسية لن تأخذ طابعاً سورياً فقط إنما هناك ملفات أخرى دخلت على الخط، وأهمها ليبيا، إضافة إلى وضع تقييم لما جرى من استهداف أمريكي للإيرانين في المنطقة، والذي أودى بحياة الشخصية الأهم في إيران قاسم سليماني، معتبراً ان "تبعاتها على المنطقة وتأثيراتها سوف تعرف، ولا سيما ان إيران والولايات المتحدة الأمريكية حاضرتان في الملف السوري، وبدرجات متفاوتة".
وبرأي الخبير السياسي فإنه من الصعب توقع مخرجات هذا اللقاء، وخصوصاً أن هناك تجارب سابقة متعلقة في القمم السابقة، ورغم وجود تفاهمات لكن كل طرف يفسرها حسب وجهة نظره، وبالتالي فهي لا تطبق بشكل عملي على الأرض، سواء كان "سوتشي 1" او "سوتشي 2". وأضاف المتحدث "نتيجة تباين المصالح والأهداف، يدفع المدنيون السوريون الثمن، وهي اهم المشاكل التي يعاني منها ملف ادلب ولا شك ان كل الاطراف تعي اهمية الحفاظ على ادلب، لانه مجرد حسم الموقف من قبل النظام وروسيا وسيطرتهم على ادلب لن يكون هناك اي جدوى من المسار السياسي فالنظام سيعلن انتصاره وليس له حاجة في الاستمرار في العملية السياسية".