اخر تحديث
الإثنين-29/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ بوتين ومفاوضو المعارضة ، أم الحاجّ جَميل، وعميان حلب !
بوتين ومفاوضو المعارضة ، أم الحاجّ جَميل، وعميان حلب !
29.08.2018
عبدالله عيسى السلامة
كان الحاجّ جميل ، مولعاً ، بمشاكسة العميان ، في حلب ؛ ولاسيّما العميان ، في الجامع الكبير، المسمّى : جامع زكريّا ! ولم يكن يترك فرصة ، لإزعاجهم ، إلاّ انتهزها ، وكل ذلك ، على سبيل المداعبة ، والمناكفة ، بقصد التسلية ، واللهو والعبث !
وكانوا ، في كلّ مرّة ، يزعجهم بها ، يتفقون ، فيما بينهم ، على ضربه وتأديبه ، لردعه ، عن إزعاجهم ! لكنه ، كان يأتيهم ، كلّ مرّة ، بهديّة ، ليغريهم بها ، ويستلّ الشحناء ، من صدورهم! لكنّ الهديّة الجديدة ، تحمل ، إليهم ، نوعاً جديداً ، من الإزعاج ، لم يخطر، في بالهم !
زارهم ، مرّة ، في الجامع الكبير، حيث يجتمعون ، وأخرج كيساً من النقود ، حرّكه بينهم ، ليسمَعوا صوت النقود ، قائلاً : هذه النقود لكم ، فاقتسموها بينكم ! ثمّ غادرهم ، دون أن يعطيهم شيئاً ! وحين ذهب ، صار كلّ منهم ، يطلب حصّته ، من النقود ، التي يعتقد ، أنها عند أحد أصحابه ! وتضاربوا ، بعصيّهم ، حتى سالت منهم الدماء، وكلّ منهم يُنكر، أنه أخذ النقود ، ويطلب نصيبه ، ممّن أخذها ، ولا يعرف مَن هو ! ثمّ ، بعد أن تعبوا من المضاربة ، انتبهوا إلى احتمال ، أن يكون الحاجّ جميل ، خدَعهم ! وحلف كلّ منهم ، يميناً ، بأنه لم يأخذ النقود ! ثمّ أيقنوا، أن الرجل خدعهم ، حقاً ، ولم يعطهم شيئاً ، فازداد حنقهم عليه ، وقرّروا الانتقام منه ، بشدّة !
وغاب عنهم ، أسابيع عدّة ، ثمّ زارهم ، حاملاً لهم ، اعتذاراً ، وإغراءً جديداً ، فسامحوه ، بعد أن سمعوا الوعد ، بالإغراء الجديد !
وكان إغراؤه الحديد ، دعوة لهم ، إلى غداء دسم ، في بستان له ، يعرفونه ، ويعرفون البركة الواسعة ، التي تتوسّطه !
وحين اجتمعوا ، عند أذان الظهر، أخبرهم ، بأن الغداء جاهز، وسيحضر لهم ، بعد الصلاة ! ثمّ صفّهم للصلاة ، جماعة ، على حافّة البركة ، وحين كبّر للسجود ، وسجدوا ، وقعوا في اليركة، كلهم ، وصاروا يتخبطون فيها ، وماؤها غير عميق .. ثمّ خرجوا منها ، بعد أن ابتلت ثيابهم ، وقد ازداد غيظهم ، على الرجل ، بعد أن تركهم ومضى ، دون أن يقدّم لهم ، لقمة واحدة .. وهو معهم ،على موعد جديد ، يحمل انتقاماً جديداً ، من قِبلهم ، ومَقلباً جديداً ، من قِبله !
فما الفرق ، اليوم ، بين بوتين ، والحاجّ جميل .. وبين المعارضة السورية : العسكرية والسياسية، وعميان حلب !؟
لدى التدقيق ، يكتشف الباحث البصير، أن الفروق ، إنما هي شكلية ، تقتصر على : الأشخاص والأمكنة والأزمنة ، وأنواع الإغراءات .. وأن التشابه كبير: بين بوتين ، والحاجّ جميل .. وبين المعارضات السورية ، وعميان حلب !
فمنذ هيمن بوتين ، على القرار السوري ، بدأت لعبة العصا والجزرة ، والمناكفات والإغراءات: بين موسكو وأستانا وسوتشي .. وبين خفض التصعيد ، وتمثيل بوتين ، دورَ الضامن فيه ، ثمّ تدمير المدن ، والقتل الجماعي ، وتهجير البشر، من : داريّا ، والغوطة ، ودرعا .. وأخيراً ، العصا ، التي تهتزّ ، أمام إدلب ، اليوم ، والإغراءاتُ التي يَعد بها ، الضامنُ بوتين ، في حال تسليم إدلب ، إلى عصابة الأسد ، بضمانة بوتين .. وهكذا !
ولكلّ من البائسين ، دورُه ، في لعبة بوتين : للضفادع دورها ، وللعقارب دورها .. وتتنوّع الأدوار، بين القنافذ والسلاحف ، والأفاعي والثعالب .. والمخرج الكبير، هو الخنزير الكبير، الضامن الأوّل الأوحد ، والجزار الأوّل الأقوى ، الأخبث : بوتين ، الذي انفرد ، بميزة هامّة ، عن الحاجّ جميل ، وهي أنه : يُخضع العميان ، الذين يستسلمون له ، لعصابات الأسد وإيران الطائفية ، لتوظفهم ، توظيفات مختلفة ، ضدّ بني ملتهم ، مثل : التجسّس ،على بني وطنهم ، وعلى رفاقهم في السلاح .. ثمّ قتال رفاقهم ، في السلاح ! وبعد ذلك ، وقبله ، وفي أثنائه ، تصفّي منهم ، عصاباتُ الأسد وإيران ، مَن تودّ تصفيته ، في الشوارع والمعتقلات ، وبأساليب شتّى ، تقشعرّ منها الأبدان !
والضحيّة الأولى ، الأشدّ بؤساً ، هي شعب سورية : برجاله ونسائه ، وأطفاله وشيوخه ، وعجَزته ومرضاه.. بين المقابر والمَهاجر، والمعتقلات والصحارى، والخيام الممزّقة في العراء!
قال رسول الله : لا يُلدغ المؤمن ، من جُحر مَرّتين !