الرئيسة \  مشاركات  \  بناء سورية العربية الجديدة (١ من ٣)

بناء سورية العربية الجديدة (١ من ٣)

30.12.2020
المهندس هشام نجار




مدير المشاريع الهندسية لادارة الصحة في نيويورك .
قبل الشروع بمرحلة الإعمار علينا ان نوجه اهتمامنا الى عدة مراحل :
- مرحلة البناء السياسي والأمني
- مرحلة البناء الاقتصادي
- مرحلة الإعمار وتتضمن مرحلة البناء الاجتماعي والتعليمي
و بنهاية البحث سنلقي نظرة على اقتصاديات بعض الدول التي حققت نجاحاً في بناء اقتصادها.
عندما نتكلم عن البناء فهذا يعني الإشارة الى كل ما يشمل الجوانب الضرورية من حياتنا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وقانونياً وليس العمران فحسب ، فالعمران جزء من البناء ،
 
اولاً - مرحلة البناء السياسي
تبدأ بمرحلة انتقالية للوصول للحالة الدائمة
وخلال هذه المرحلة سنتوقع ولاشك حالة من الفوضى ومرحلة غير مستقرة فالسلاح الغزير مازال بيد مجموعات عديدة ومنها ما تأتمر بأمر الآخرين، وهذا برأيي يحتاج لتشكيل نظام أمني قوي لايعتمد على الجيش لان الجيش في النظام الديموقراطي وظيفته حماية البلاد من خطر خارجي ولا يجب تكرار زج الجيش في الأمور الداخلية والا فاننا نكرر مافعله النظام الاسدي بنا على مدى خمسين عاماً مما يستدعي القيام بجهود جبارة لتنظيم جهاز شرطة قوي ، مزود بكل أنواع الأسلحة المناسبة لانهاء ظاهرة السلاح الغير شرعي ، وهذه اهم مشكلة ستصادف سوريا الجديدة في بدايات تاسيسها ، اضافة لإزالة مخلفات الدولة العميقة المعتمدة على نظام الفساد دون الاخلال بالبداية بعمل الوزارات للاستفادة من خبرات الشرفاء في هذه الوزارات يخضعون لمجلس وزراء جديد ، ومن مهامه تقديم بيانه الوزاري لمجلس نيابي منتخب للموافقة عليه.
وكلما استعدنا عافيتنا سياسيا بسرعة كلما انتقلنا الى مرحلة اخرى في البناء .ومن اولى خطواتنا في المرحلة الانتقالية هي وضع قيادة صارمة على الجيش الموروث وتشكيل لجنة خاصة لتقييم ماتبقى منه لتحييده والبدء بدراسة لتشكيل جيش وطني ومحاسبة كل عسكري شارك في عمليات القتل والتعذيب باحالته الى محاكم خاصة لمرتكبي الجرائم.
وهذا يقتضي تنظيم القضاء المستقل لتنظيف سورية من مخلفات العهد الإجرامي.
كل ذلك يحتاج لبناء هيكلنا السياسي الديموقراطي بدأً من مسوؤلية رئيس الجمهورية المحدودة الى مجلس النيابي الى لجان منبثقة عنه ومنها :
اللجنة القانونية.
اللجنة الدستورية.
 اللجنة المالية.
لجنة الاقتصاد والاستثمار.
لجنة التعمير.
لجنة الشؤون الخارجية.
لجنة الصحة والبيئة.
لجنة الزراعة والمياه والبادية.
لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان.
لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان. ومراقبة جهاز المخابرات والتأكد من التزامه بمباديء حقوق الانسان
لجنة المرأة وشؤون الأسرة.
لجنة التعليم.
لجنة تنظيم الاحزاب.
وكلما اختصرنا اعداد الاحزاب كلما حصلنا على نتائج افضل .
ان مشاركة كافة ابناء الشعب السوري بكل مكوناته في بناء سورية العربية الجديدة من خلال مجلس نيابي منتخب يعتمد على عدم تلوث ايادي هؤلاء بدماء الابرياء ولا امتلاء جيوبهم بمال الفساد والتأكد من انتمائهم الوطني لسوريا العربية ،اضافة الى نجاحهم في انتخابات نزيهة.
ان استكمال تنظيم سياستنا الداخلية لها اولوية على الاهتمام بالسياسة الخارجية ، عدا ما يقدم لنا من نصائح مخلصة من اصدقائنا لاعتمادها في سياستنا الداخلية.
ان بناء سياستنا الخارجية يجب ان تكون واضحة ولاتقبل مجاملات وان تقديم المساعدات الغير مشروطة لنا من بعض الدول هي مقياس الاولوية في اعطاء بعض المشاريع الخاصة لهم باعادة التعمير لمشاريع تحتاج لدعم فني خارجي .
 
ثانياً- مرحلة البناء الاقتصادي
وهذه المرحلة غالباً ما تأتي بعد مرحلة استقرار الوضع السياسي او قد تكون متداخلة معها .
كما لايمكننا ان نبني اقتصادنا بناءاً على رغبات ومنافع شخصية كما حصل في نظام الاسد دون التركيز على اولويات اقتصادية وخاصة نحن نبني اقتصاداً جديداً من الصفر . ومن اولويات بناء الاقتصاد :
- البدء بتصنيع منتجاتنا والتي يحتاجها اقتصادنا في الداخل والخاصة بانتاج مواد البناء لاعادة بناء بلادنا المدمرة اضافة الى الاهتمام في الصناعات الزراعية التحويلية واحتياجات الاسر الضرورية .وهذا يعني :
- وضع خطة معتمدة من قبل وزارة الاقتصاد تصدق عليها اللجنة الاقتصادية في المجلس النيابي
على ان تكون الدولة مسؤولة عن تامين مصادر الطاقة للمناطق الصناعية من كهرباء ومصدر غاز او بترول ومصدر مائي.
دراسة الجدوى الاقتصادية لاي مصنع معتمدة من و زارة الاقتصاد او وزارة الصناعة. كما يجب تقييم المصانع الحالية واخضاعها لنظام وزارة الاقتصاد والصناعة الجديد .
وجود كادر فني لادارة العمل مع ضرورة الزام اصحاب العمل بضرورة تامين صحي للعمال وهذا شرط من شروط الجدوى الاقتصادية. فلم يعد مقبولاً لاي عامل او موظف في سورية المستقبل بدون تغطيته صحياً.
ان الترخيص لمصانع تؤمن احتياجات البناء له اولوية ، وعلينا ان لا ننسى اقامة مصانع لبناء البيوت الجاهزة المؤقتة لاقامة العوائل المهدمة بيوتهم لحين البدء في مرحلة التعمير
وبعد تامين المواد اللازمة للبناء عندها نفكر بالدورة الثانية للاقتصاد الخاصة بالصناعات التصديرية وكذلك بناء شركات مقاولات مؤهلة للعمل في الدول الاخرى ، وهذه مهمة فيها صعوبة نظراً للمنافسة الشديدة كما تلعب الاسعار وجودة التصنيع وفق الستاندرد العالمي دوراً هاماً في رغبة المستوردين يترافق ذلك مع مسوقين اخصائيين في التعامل التجاري .
 
ثالثا - مرحلة إعادة الإعمار
سأكتب في الجزء الثاني عن مرحلة إعادة الإعمار
كما سأتناول البناء الاجتماعي ويشمل برامج تأهيل الاسرة وتاهيل الطلاب ببرامج تعليمية وتثقيفية فهم العمود الفقري لسوريا المستقبل .
هذه مرحلة هامة جداً ساتوسع بها في الجزء الثاني من هذا البحث ، فلم يعد النظام العمراني للبلديات قابلاً للتنفيذ كما هو دون ادخال تعديلات هامة عليه.
هذه التعديلات تتطابق مع وجود مواد بناء جديدة وكذلك حاجتنا لتصاميم جديدة تتناسب مع الدمار الذي سلطه النظام الاسدي على الشعب السوري ، مع اضافة احتياجات خاصة للمعاقين وتمديد شبكات الغاز وكذلك الاهتمام بالقرى المركزية في المحافظات لامتصاص الضغط على مراكز المحافظات .
الجزء الثالث : سأكتب عن التجارب الاقتصادية لبعض الانظمة التي حققت نجاحاً في اقتصادها واخص منها التجربة التركية- التجربة الماليزية- التجربة الكورية الجنوبية .
فإلى اللقاء مع الجزء الثاني .