الرئيسة \  مشاركات  \  بناء سوريا العربية الحديثة (3-3) الدول الناهضة اقتصادياً والاستفادة من تجاربها - ثانياً: ماليزيا

بناء سوريا العربية الحديثة (3-3) الدول الناهضة اقتصادياً والاستفادة من تجاربها - ثانياً: ماليزيا

03.01.2021
المهندس هشام نجار



المهندس هشام نجار*

* رجاء مراجعة الاجزاء الاربعة من سلسلة بناء سوريا العربية الحديثة وهو البرنامج المتكامل القابل للمناقشة والتطبيق بعد ازالة حكم عصابة بشار البهرزي . وشكراً
اعزائي القراء...
يعتبر الدكتور مهاتير محمد رائد الثورة الاقتصادية في ماليزيا. فمن هو مخاتير محمد ؟
ولد مهاتير محمد في تموز / يوليو 1925 ويعتبر سياسي مخضرم من الدرجة الاولى ، فهو رئيس وزراء ماليزيا السابع، وأيضًا كان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003، وتعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا وصل اليها بانتخابات ديموقراطية . امتد نشاط مهاتير محمد السياسي لما يقرب من 40 عاماً، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. حيث كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير اذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطّاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي ، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات. وبعد اعتزاله العمل السياسي أعلن عن خوضه من جديد للانتخابات العامة في ماليزيا ليفوز بأغلبية المقاعد ويعلن عن تشكيل الوزارة ليصبح بذلك سابع رئيس وزراء لماليزيا، وبعمر 93 عاماً. وبعودته إلى السلطة مجددا بعد فوز ائتلافه المعارض في الانتخابات البرلمانية، يصبح مخاتير محمد أكبر سياسي منتخب في العالم.
ادى مهاتير محمد يوم الخميس 10 ايار / مايو 2018 اليمين القانونية رئيسا للوزراء، ليتسلم السلطة قبل نحو عامين من انتهاء خطة "2020" التي كان قد وضعها خلال فترة حكمه للبلاد، والتي بموجبها ستصبح ماليزيا بموجبها رابع قوة اقتصادية في آسيا بعد الصين، واليابان، والهند
وخلال الـ 22 عاما التي تولى فيها مهاتير محمد رئاسة الوزراء (1981- 2003)، نجح في نقل ماليزيا من دولة زراعية "مهملة" تعتمد على زراعة الموز والمطاط إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة، وزاد دخل الفرد السنوي من ألف دولار إلى 16 ألف دولار، وارتفع حجم الاحتياطي النقدي من 3 مليارات دولار إلى 98 مليار دولار، وقفز حجم الصادرات من نحو 15 مليار دولار إلى 200 مليار دولار.
ويرى مراقبون أن مهاتير محمد استبق النهضة الاقتصادية بتغييرات ثقافية وفكرية عندما شارك في قيادة حراك شبابي وجماهيري منذ أن أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب المسلمين بجامعة سنغافورة قبل تخرجه من كلية الطب عام 1953، وتخصيص نصف وقته لمعالجة الفقراء في عيادته كجراح، وفوزه بعضوية مجلس الشعب عام 1964، ثم انتخابه "سيناتور عام 1970، واختياره وزيرا للتعليم عام 1975، ثم مساعدا لرئيس الوزراء عام 1978، ثم رئيسا للوزراء على مدار خمس فترات انتخابية متتالية منذ عام 1981 وحتى عام 2003، ليصبح صاحب أطول فترة حكم في آسيا.
"لاحظوا اخواني التدرج السياسي حتى وصل الى مركز اتخاذ القرارات الصعبة".
وأتاحت المدة الطويلة التي قضاها الجراح الماليزي في الحكم، الفرصة كاملة ليحول أفكاره إلى واقع، بحيث أصبحت ماليزيا أحد أنجح الاقتصادات في جنوب آسيا والعالم الإسلامي.
بنى مهاتير خطته الأولى لنهضة ماليزيا بالتركيز على ثلاثة محاور بصفة خاصة، وهي: محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتي في خدمتهما المحور الاجتماعي.
وفي نظام التعليم، أنشأ الكثير من معاهد التدريب المهني، التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية وتؤهلهم لدخول سوق العمل في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية.
كما أنشأت الحكومة الماليزية العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة؛ وذلك من خلال مواد متخصصة عن أنظمة التصنيع المتطورة وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة التي لا تحدث تلوثا بالبيئة.
وبلغ إجمالي ما أنفقته الحكومة الماليزية على التعليم في عام 1996 ثلاث مليارات دولار بنسبة 22% من إجمالي حجم الإنفاق الحكومي، وازداد هذا المبلغ إلى 3.7 مليارات دولار عام 2000 بما يعادل نسبة 23.8% من إجمالي النفقات الحكومية.
اما صناعياً ، فقد قاد مهاتير محمد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ثورة صناعية بماليزيا كان من نتيجتها انخفاض أعداد المواطنين ممن هم تحت خط الفقر من 52% في عام 1970 إلى 5% فقط في عام 2002.
وشجعت حكومة مهاتير محمد الصناعات ذات التقنية العالية وأولتها عناية خاصة، كما عملت على التصنيع في الأسمنت والحديد والصلب، بل وتصنيع السيارة الماليزية الوطنية (بريتون)، ثم التوسع في صناعة النسيج وصناعة الإلكترونيات والتي صارت تساهم بثلثي القيمة المضافة للقطاع الصناعي وتستوعب 40% من العمالة.
وخلال فترة حكم مهاتير، تم إنشاء أكثر من 15 ألف مشروع صناعي بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار، وفرت مليوني فرصة عمل للشعب الماليزي، وشكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54% من هذه المشاريع، بينما مثلت المشروعات المحلية 46%.
وفي أواخر التسعينيات، تعرضت جميع دول شرق آسيا لأزمة مالية عاصفة، بسبب تفاقم أزمة الديون الخارجية على الشركات، وتحطمت العملات المحلية في جنوب شرق آسيا،.
ولعب مهاتير دورا بارزا في إدارته للأزمة المالية، وأصدر مجموعة قرارات تهدف إلى فرض قيود على التحويلات النقدية خاصة الحسابات التي يملكها غير المقيمين وفرض أسعار صرف محددة لبعض المعاملات.
وساعد في نجاح السياسات المالية التي أصر مهاتير محمد على تنفيذها إبان الأزمة المالية الأسيوية، أن الشركات والبنوك الماليزية لم تكن مثقلة بكم هائل من الديون مثل نظرائها الإندونيسية والتايلاندية.
اعزائي القراء
هذه هي ماليزيا وهذا هو قائد ثورة الاقتصاد الماليزي والذي استمر عطاءه حوالي 40 عاماً. ولم يكن استمراره في الحكم عبر صندوق بلا قعر كما يحصل بانتخابات بطل الصمود والتصدي والذي تكون نتيجة انتخاباته مسجلة في كومبيوتر وزارة الداخلية قبل أشهر من اعلان نتائجها ، وما ان تعلن النتيجة حتى تنصب الدبكات وتنار الساحات فجأة بلمبات الكهرباء بعد ظلام دامس كان يخيم على كل المدن والبلدات وتقام الافراح والليالي الملاح وتظهر اغاني جديدة تمجد الرئيس القائد على اقنية "السيد الرئيس " تعبر عن الفرح بفوز سيادته بإعادة انتخابه حاكماً ديكتاتورياً اوحدا ً مطلقاً مكرراً كل همه البقاء على كرسي مهزوز ....وعد فلوسه المتراكمة في بنوك العالم .
غدا نتعرض لاخر بلد حقق طفرة اقتصادية وهو كوريا الجنوبية .
--------------------
*مدير المشاريع الهندسية لادارة الصحة في نيويورك