الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار إذ يعدم المبدع الفلسطيني باسل الصفدي

بشار إذ يعدم المبدع الفلسطيني باسل الصفدي

06.08.2017
ياسر الزعاترة


الدستور
السبت 5/8/2017
قبل أيام تلقت نورا الصفدي، زوجة مهندس الكمبيوتر، وعالم البرمجيات، باسل خرطبيل، المعروف بالصفدي، تأكيدا بأن زوجها المعتقل منذ 2012، قد تم إعدامه منذ عامين، أي بعد قليل من اختفائه من سجن سوري في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015.
باسل الصفدي ليس شخصا عاديا، ولا هامشيا، فقد أدرجته مجلة “فورين بوليسي” كواحد من أفضل 100 مفكر عالمي في العام 2012، “لإصراره على سلمية الثورة السورية رغم كل الظروف”.
ويُعد باسل من أهم علماء البرمجيات في العالم، وكان متخصصا في تطوير البرمجيات المفتوحة المصدر، وله مساهماته في محرك البحث “موزيلا فيرفوكس”، و”ويكيبيديا”، وكانت له أدوار في فتح خدمة الانترنت في سوريا، ونشر المعرفة وطرق الوصول إليها لعموم المواطنين.
نذكّر بذلك كله للرد على شبيحة إيران والنظام من عرب وعجم، ممن يرددون حكاية الإرهاب كسبب لما يجري في سوريا، ولمسلسل الموت الذي طاردها ولا يزال، فهذا النظام هو من دفع في اتجاه عسكرة الثورة أصلا، بعد شهور من سلميتها، والسبب أنه نظام أمني طائفي، كان يدرك أنه لن يتمكن من تبرير مواصلة قمع ثورة سلمية، فكان أن حوّلها إلى مواجهة عسكرية كي يبرر القمع. هل كان الطفل حمزة الخطيب الذي قتل بأبشع أنواع التعذيب.. هل كان يحمل السلاح، وهل كان هناك سلاح أصلا وقتها (حزيران 2011)؟!
في سجون بشار، حكايات عُرف القليل منها، أو عرفت كمجرد أرقام لا أكثر، لكنها حكايات دامية، سنعرف الكثير الكثير منها بعد وقت لن يطول، فهنا في هذا النظام الطائفي الأمني البشع، ليس ثمة سوى لغة التعذيب والقتل والثأر. ومع التعبئة الطائفية تزداد البشاعة درجات أخرى.
حسب أقل التقديرات، اختفى منذ بداية الثورة حوالي 65 ألف شخص، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. بينما ألقي القبض على آلاف السوريين أو اختفوا قسرا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت أو أعدموا. وبحلول عام 2016، توفي ما يقرب من 18 ألف سوري في الاحتجاز منذ عام 2011، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
إعدم باسل، ليس عارا على هذا النظام المجرم وحلفائه ومن ينحازون إليه فحسب، بل هو عار على هذا العالم الذي تواطأ مع المجرم إكراما لهواجس الدولة الأكثر دلالا في العالم “إسرائيل”. إعدام باسل يذكّرنا بعشرات الآلاف من المعتقلين في السجون، والذي يعانون ما هو أسوأ من الموت يوميا، وقبلهم وبعدهم ملايين الضحايا والمهجرين.
يوم الثلاثاء 1 آب 2017 كتبت زوجة باسل منشورا في صفحتها بفيسبوك تقول: “تغص الكلمات في فمي، وأنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي، تأكيدي لخبر صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل، بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول 2015.. نهاية تليق ببطل مثله.. شكرا لكم، فبفضلكم كنت عروس الثورة وبفضلكم أصبحت أرملة.. يا خسارة سوريا.. يا خسارة فلسطين.. يا خسارتي”.
سلام على باسل، وجحافل الشهداء قبله، ومن سيأتون بعده إلى يوم الدين، واللعنة والخزي والعار للنظام القاتل، ومن يدعمونه، ومن يبررون له، ولو بشطر كلمة.