الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بايدن أم ترامب.. أيهما أفضل لكُرد سوريا؟ 

بايدن أم ترامب.. أيهما أفضل لكُرد سوريا؟ 

15.09.2020
عكيد جولي


 
ساسة بوست 
الاثنين 14/9/2020 
لا شك أن الملف السوري عمومًا، والكردي خصوصًا، سيتأثران بالانتخابات الأمريكية المزمع إجراؤها في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. 
فالمرشح الديمقراطي، جو بايدن، يُعرف بمواقفه الإيجابية تجاه الشعب الكردي، بدءًا من إدلائه بخطابٍ أمام البرلمان الكردي في هولير/ أربيل، عام 2002، وتعهده بدعم واشنطن لحكومة إقليم كردستان وقوله "الجبال ليست صديقتكم الوحيدة" وصولًا لانتقاده قرار الرئيس الحالي "دونالد ترامب" بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وإفساح المجال أمام غزو تركي للمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. حيث اعتبر حينها القرار الأمريكي بأنه "خيانة للحلفاء الأكراد". 
حيث من المتوقع أن يعمل بايدن، حال تغلبه على منافسه في مضمار السباق، على إعادة ترميم جسر الثقة بين الحلفاء الأكراد في شمال شرق سوريا والولايات المتحدة الأمريكية – الجسر – الذي بدأ بالانهيار إلى حدٍ ما في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي أثناء الانسحاب الأمريكي، وسيعمل على إبقاء تركيا بعيدة عن مناطق الإدارة الذاتية. 
فما يبعث على التفاؤل بالنسبة للإدارة الذاتية في حال فوز المرشح الديمقراطي، هو سجله الحافل بمعارضة سياسات أنقرة منذ أن كان سيناتورًا، حيث أبدى معارضته للتدخل العسكري التركي في قبرص عام 1974 ولتعامل السلطة التركية مع ملف الشعب الكردي بالإضافة لانتقاده على الدوام سجل تركيا في حقوق الإنسان والحريات، هذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقف في صف تركيا ضد الكُرد على طول الخط الحدوي بينهما، بوجود بايدن في دفة القيادة، بالرغم من إن العلاقات الإستراتيجية بين البلدين ستبقى على حالها، وإن تخللت قليلها بعض التغيير، كون تركيا كانت ولم تزل الحليف الإستراتيجي لأمريكا والحجر الأساس لسياساتها في الشرق الأوسط. 
أعتقد أنه من غير المستبعد طرح "بايدن" خطة توزيع السلطة في سوريا على غرار ما اقترحه في العراق إبان تغيير النظام في بغداد، حينها طرح فكرة توزّع السلطة عبر ثلاثة حكومات "سنية، كردية، وشيعية". سيّما مع إطلاق وعود في حملته الانتخابية بزيادة المشاركة الدبلوماسية لأمريكا في سوريا وزيادة الضغط على النظام السوري. 
عمومًا من المرجح أن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن سترفع من مستوى تعاونها ومساندتها – إن جاز التعبير – مع الإدارة الذاتية، خشية ميلان الأخيرة نحو الجانب الروسي الذي يحاول جاهدًا إيجاد موطئ قدم له في شرقي الفرات بغية حصوله على قضمة من الكعكة الاقتصادية في جوهرة سورية "مناطق الجزيرة" والاستثمار في مناطق شرق البلاد مستقبلًا. خاصةً مع توجه روسي نحو إنشاء أرضية للمفاوضات بين الحليف السوري والإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد. 
لكن كل ما ذُكر أعلاه، قد يتم في حال فوز "جو بايدن" في الانتخابات، فماذا لو بقي "ترامب" في سدة الحكم لولاية ثانية؟ 
هنا يجب على الكُرد الاستعداد للأسوأ تفاديًا للاصطدام بخيبات أخرى مثلما حدث في نهاية العام المنصرم عندما شن الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة الموالية لها هجومًا على مدينتي "سري كانييه" و"تل أبيض". 
لذا فالخيار الأفضل في الوقت الحالي، هو لملمة البيت الكردي من قبل الأطر السياسية الكردية في المنطقة والتكاتف قبل صدور نتائج الانتخابات، وعرض ملفهم – الملف الكردي – على مراكز القرار في أمريكا، خصوصًا وأوروبا عمومًا، واستغلال الفترة الفاصلة بيننا وبين 3 نوفمبر المقبل. 
كما يستوجب على القوى الكردية، توطيد العلاقات بفاعلية أكبر مع بعض صقور الكونغرس والبنتاجون ممن يتعاطفون مع القضية الكردية، وبذلك سيتمكنون خلال شبه لوبي متعاطف مع الكرد من كبح مزاجيات الرئيس "دونالد ترامب".