الرئيسة \  تقارير  \  "فاينانشال تايمز": روسيا والصين تخططان لإقامة نظام عالمي جديد يقوض النفوذ الأمريكي

"فاينانشال تايمز": روسيا والصين تخططان لإقامة نظام عالمي جديد يقوض النفوذ الأمريكي

25.01.2022
لميس الشرقاوي


المصدر: لميس الشرقاوي- إرم نيوز
الاثنين 24/1/2022           
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن روسيا والصين تخططان لنظام عالمي جديد، في ظل الأزمة الأوكرانية، للحدّ من النفوذ الأمريكي، وجعل العالم أكثر أمانا من الأنظمة الاستبدادية.
وأضافت في تقرير نشرته، اليوم الأحد، على موقعها الإلكتروني: ”هدد التحالف الغربي الكرملين بعقوبات شاملة وغير مسبوقة، في حالة وقوع هجوم روسي على أوكرانيا، ولكن في الوقت الذي تصل فيه الأزمة الأوكرانية إلى نقطة الغليان، فإن الجهود الغربية لعزل وعقاب روسيا من المتوقع أن يقوضها دعم الصين، الجارة العملاقة لموسكو“.
وتابعت: ”عندما يسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين يوم 4 فبراير لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، فإنه سيلتقي مع زعيم أصبح من أهم حلفائه، وهو الرئيس الصيني شي جين بينغ، وخلال اتصال هاتفي تم بين الرئيسين في ديسمبر الماضي، أكد الزعيم الصيني دعمه للمطلب الروسي بألّا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، الناتو“.
وأوضحت: ”منذ عقد، بدت هذه العلاقة غير متوقعة، فقد كانت الصين وروسيا خصمين أكثر من كونهما شريكين، ولكن بعد فترة من الوقت، وبعد الانفصال بين الدولتين مع الولايات المتحدة، فإن دعم شي جين بينغ للرئيس الروسي بوتين، يعكس الهوية المتصاعدة للمصالح والرؤى العالمية لموسكو وبكين“.
ورأت الصحيفة أن ”بوتين وشي جين بينغ يتفقان في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تتآمر عليهما من أجل تقويض حكومتيهما في روسيا والصين والإطاحة بهما، ووفقا للنظرة الروسية الصينية، فإن الأحداث التي شهدتها كازاخستان تغذي تلك النظرية، حيث يرى الكرملين أن واشنطن هي اليد الخفية وراء انتفاضة 2013- 2014 في أوكرانيا، والتي أطاحت بالزعيم الموالي لروسيا“.
وتصر الصين أيضا، على أن قوى أجنبية، في تلميح بين السطور إلى الولايات المتحدة، هي التي تقف وراء الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها هونغ كونغ في العام 2019، والتي انتهت بحملة قمع بأوامر من بكين.
وبحسب ”فاينانشال تايمز“، فإن بوتين وشي جين بينغ يعتقدان أن الهدف النهائي للولايات المتحدة يتمثل في الإطاحة بالحكومتين الروسية والصينية، وأن القوى المحلية المؤيدة للديمقراطية هي بمثابة ”حصان طروادة“ الأمريكي.
وقالت: إن ”الهزيمة الأمريكية في أفغانستان، والتي تمثلت في الانسحاب العسكري الفوضوي من كابول في صيف 2021، منحت الروس الأمل في أن النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يتراجع“.
ونقلت عن فيودور لوكايانوف، الباحث في السياسة الخارجية الروسي، والمقرب من الرئيس بوتين قوله: إن ”سقوط كابول واستيلاء طالبان على السلطة لا يقل من حيث الأهمية التاريخية والرمزية عن سقوط جدار برلين“.
وأردفت ”فاينانشال تايمز“ قائلة: ”تدفع بكين وموسكو بأن النظام العالمي الحالي يتميز بمحاولة أمريكية لفرض الأفكار الغربية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان على دول أخرى، وإذا لزم الأمر من خلال التدخل العسكري“.
وأضافت: ”ولكن من جهة أخرى، فإن النظام العالمي الجديد الذي تطالب به روسيا والصين سيعتمد على مناطق نفوذ متميزة لهما، حيث ستقبل الولايات المتحدة بالسيطرة الروسية والصينية على جيرانهما، وتتخلى عن دعمها للديمقراطية أو الثورات الملونة التي قد تهدد نظام بوتين أو شي جين بينغ“.