الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اهتمام أوروبا بسورية وأوكرانيا يفوق أميركا

اهتمام أوروبا بسورية وأوكرانيا يفوق أميركا

26.10.2016
ليونيد برشيدسكي


الوطن السعودية
الثلاثاء 25-10-2016
الواضح أن إنهاء الصراع الدائر في سورية والحرب في شرق أوكرانيا هدفان يحظيان باهتمام أوروبي يفوق بكثير اهتمام الولايات المتحدة. ففي أول قمة تجمع 4 دول أوروبية في برلين تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في سورية، واتهما روسيا بارتكاب أفعال قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب في حلب.
وردَّ عليهما بوتين بأن طريقته في معالجة الأمور تعتمد على ما اتفق عليه مع الولايات المتحدة. وقال عقب الاجتماع: "نحن نأمل من شركائنا وخاصة الأميركيين، أن ينفذوا كل ما وعدوا به، بما في ذلك فصل جبهة النصرة وأتباعها عن الجماعات المعتدلة من المعارضة".
وفي اليوم التالي دانت القمة الأوروبية الأعمال التي ترتكبها روسيا في سورية، وهددت بتبني تدابير إضافية تستهدف الأفراد والكيانات التي تدعم النظام الروسي، لو واصلت روسيا ارتكاب هذه الأعمال في سورية. وهي إشارة إلى العقوبات المفروضة سابقا على روسيا بسبب الأزمة التي أثارتها مع أوكرانيا.
ويبدو أن القادة الأوروبيين، إما أنهم عاجزون عن نزع فتيل الأزمة في الدولتين، أو أنهم لا يرغبون في اتخاذ أي موقف حتى يتضح الموقف الذي ستتخذه الإدارة الأميركية المقبلة إزاء هاتين القضيتين المعقدتين.
وبما أن موقف إدارة أوباما يتفق مع وجهة نظر المستشارة ميركل والرئيس هولاند حول أوكرانيا، إلا أن هذا الموقف ربما يتغيَّر بعد وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض، التي ربما تعلن عن انحيازها الكامل لمصلحة أوكرانيا وتزويد كييف بالأسلحة الفتاكة وزيادة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. ومن ناحية أخرى يُشار إلى أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، قامت بزيارة إلى كييف للدفع باتجاه القبول بوجهة النظر الأوروبية حول الانتخابات قبل التوصل إلى حل لمشكلة الحدود.
وفي هذه الحالة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا حاسما من هذه القضية، ومن الضروري الانتباه إلى أن أوروبا التي ستخسر أكثر من غيرها بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، لا تريد أن تخطو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، كما أنها ليست أيضا متورطة في الحرب السورية للدرجة التي تستدعي منها التباحث مع الرئيس بوتين حول الحلول السياسية للمشكلة.
ويتعين على الإدارة الأميركية الجديدة أن تقرر بأقصى سرعة ممكنة ما إذا كانت ستتبنى الخط المتشدد وزيادة العقوبات الاقتصادية على روسيا أو وربما خوض معركة ضد قوات بشار الأسد.