الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انهيار معبد النظام السوري

انهيار معبد النظام السوري

24.05.2015
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 23-5-2015
لم يكن النظام السوري قريبا من الانهيار التام منذ انطلاقة الثورة السورية قبل أربعة أعوام أكثر من الآن، فهزائمه الثقيلة قد توالدت وتوالت فصول دموية مرعبة، وفقده لإدلب وللشمال السوري واقتراب المعارضة من معاقل النظام الساحلية ومحاصرته في قلب العاصمة دمشق قد رسمت خطوطا جديدة وواضحة لمتغيرات داخلية وإقليمية كبرى ستغير بالكامل من وجه المنطقة، وكان سقوط مدينة تدمر وهروب الجيش السوري منها بشكل فضائحي وعلني مسمارا يدق في نعش النظام ويقرب من ساعة الخلاص النهائية، كل الشواهد الميدانية والأدلة الراسخة توفر معطيات حقيقية عن انهيار تام للمعبد السلطوي السوري ووصول النظام بكل أدواته القمعية والإرهابية لساعة الحقيقة العارية والمرعبة، وقد كان منظر خروج المعتقلين من سجن تدمر الصحراوي الرهيب السيئ الصيت والسمعة بذاكرته السوداء في ملف التاريخ السياسي السوري الحديث حدثا متحولا وجليلا، فسجن تدمر يعبر حقيقة عن إرهاب نظام البعث السوري الأسود بمجازره الرهيبة ومأساته التاريخية التي تناقلتها الأجيال، لقد كان لتحرير المعتقلين ومن ضمنهم عشرات من أبناء الشعب اللبناني وبعضهم كان معتقلا لثلاثة عقود ماضية وثيقة تاريخية ينبغي أن يطلع عليها العالم الحر لتوثيق جرائم النظام التي زكمت الأنوف وأثارت الاشمئزاز! رغم أن العالم لا يبدو مع الأسف مهتما بفتح سجلات النظام القذرة التي ستفتح، واحدا تلو الآخر، بعد التحلل والسقوط النهائي للنظام وفتح أرشيف ومصائب فروع مخابراته التي التهمت أرواح آلاف السوريين والعرب وكانت عنوانا لقلاع إرهابية شاخصة معروفة للعالم أجمع ولكن لم يجرؤ أي طرف على الاقتراب من حافاتها الخطرة، أو تسليط الأضواء الكاشفة عليها!!، وحدها المعارضة السورية الحرة والمسلحة ورغم ضآلة مواردها وصعوبة تحركها، إلا أنها استطاعت أن تنجز المزيد وأن تحرر الأرض وأن تتقدم الصفوف لدحر النظام وفضح ملفاته القذرة وغير المسبوقة في سجلات أعتى الأنظمة الإرهابية في العالم.
النظام اليوم في حالة انهيار وتحلل وتلاشٍ واضحة المعالم، ولم يعد يمتلك من أدوات السلطة سوى عمليات القتل الشامل والمجاني وتوريط حلفائه وحلقته الطائفية الضيقة في سلسلة جرائم مروعة ضد السوريين سيدفع أثمانها من ساند النظام وسهل له مهمته الإرهابية التدميرية أو شارك بها بأي شكل من الأشكال.
إنه الانهيار الحتمي، فبعد انسحاب الميليشيات الإرهابية العراقية، وبعد هزائم حزب الله الإرهابي وخسائره الثقيلة في جرود القلمون، وبعد هزيمة حلفائه الطائفيين في الشرق، تحرك النظام الإيراني سياسيا وعسكريا في خطوات يائسة لإنقاذ رأس النظام المتحالف معه إستراتيجيا ومصلحيا ومصيريا منذ عام 1980 وقام مستشار الولي الفقيه علي أكبر ولايتي بزيارة بيروت ليعطي التعليمات اللازمة لعصابة حزب الله لإدارة ملف الإرهاب، كما عمد قائد الحرس الثوري الإرهابي الإيراني يحيى رحيم صفوي لمحاولة خلط الأوراق والتشويش على الحقيقة من خلال دعوته حزب الله لضرب إسرائيل من الأرض اللبنانية ليورط الشعب اللبناني في نزاع وحملات دمار جديدة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هزائم المعسكر الإيراني الإرهابي في الشرق قد بلغت القمة، وجثث الحرس الثوري الإيراني الواردة من بطاح العراق والشام صوب المقابر الإيرانية قد جعلت كابوس الهزيمة الشاملة للنظام السوري يقض مضاجع صانعي القرار في طهران الذين يتابعون مسلسل انهيار حلفائهم الإقليميين وتقويض بيوت وأنظمة الرعب والجريمة المتحالفة معهم وحيث بانت وتجلت بشائر هزيمة المعسكر الفاشي الإرهابي المتحالف مع نظام طهران، كل وصفات الاستشاريين العسكريين والسياسيين الإيرانيين لم تعد تجدي نفعا، فلا ولايتي ولا صفوي ولا أي عنصر إيراني آخر باستطاعته حرف مسيرة التاريخ المتدفقة دوما لصالح الشعوب الحرة... والبراميل القذرة التي يرميها النظام السوري على رؤوس الشعب السوري سيكون برميلها النهائي والأخير منصبا على رأس النظام وحلفائه الذين سهلوا له طريق الجريمة، فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، والمعبد السوري الإرهابي السلطوي قد تقوض وتهدم على رؤوس جلاديه... سوريا أمام فجر جديد سيكنس معه كل حثالات الماضي ومزابل الإرهاب ولا صوت يعلو على صوت حرية الشعب السوري الأبدية المقدسة..