الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انطلاق مباحثات "أستانة 14"… منصة حوار للضامنين وفق كليشيهات مكررة

انطلاق مباحثات "أستانة 14"… منصة حوار للضامنين وفق كليشيهات مكررة

12.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
الاربعاء 11/12/2019
دمشق – "القدس العربي" : انطلقت النسخة الجديدة من جولة أستانة في العاصمة الكازخية نور سلطان، أمس الثلاثاء، بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون مع وفده، ومراقبين من الأردن ولبنان والعراق، وإشراف الثالوث الضامن للملف السوري، روسيا وإيران وتركيا، وحضور ممثلي النظام السوري والمعارضة، برئاسة أحمد طعمة عن وفد المعارضة، ومندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وذلك تزامنًا مع التصعيد الروسي الذي يستمر في إمطار منطقة خفض التصعيد الرابعة بمئات الصورايخ الجوية والقنابل الحارقة.
الاجتماع الرابع عشر للدول الضامنة لمسار أستانة التفاوضي سيستمر يومين (الثلاثاء والأربعاء)، حيث بدأ الاجتماع الأول بلقاء بين الوفدين الروسي والإيراني لمناقشة الجوانب التقنية، كما عقد الوفد التركي، لقاءات مع الوفدين الروسي والإيراني، إضافة إلى وفد الأمم المتحدة. ومن المقرر ان تناقش القمة الثلاثية بين ضامني أستانة، الأجندة المكررة في الجولات السابقة، التي تضم ملف وقف إطلاق النار في المنطقة الآمنة ومنطقة خفض التصعيد – اللجنة الدستورية والجهود اللازمة لتحقيق تقدم نهائي فيها – الملف الإنساني من لاجئين ونازحين – ملف إعادة الإعمار، دون التوقع في احراز أي تقدم فيها أو حتى مناقشة بعضها.
وبحسب وكالة الاناضول، سيناقش الاجتماع الموسع المقرر اليوم، مجموعة ملفات على رأسها إطلاق سراح المعتقلين كنوع من إجراءات بناء الثقة وتكثيف المساعدات الإنسانية في سوريا وعودة اللاجئين إلى ديارهم، كما سيبحث الاجتماع تطورات العملية السياسية في ضوء اللجنة الدستورية، ومناقشة مبادرات عقد مؤتمر دولي حول سوريا، وسيبحث الاجتماع تطورات العملية السياسية في ضوء اللجنة الدستورية، ومناقشة مبادرات عقد مؤتمر دولي حول سوريا. وترأس الوفد الروسي المبعوث ألكسندر لافرينتييف، كما ترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، بينما حضر الوفد الإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية حسين جابري أنصاري.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الكازاخية، أيبك صمادياروفن، إن الاجتماع سيناقش تطورات العملية السياسية في سوريا، بالتزامن مع أعمال اللجنة الدستورية، ومناقشة مبادرات عقد مؤتمر دولي حول سوريا. ويعكس انعقاد القمة بحسب خبراء لـ"القدس العربي" مدى رغبة الدول الضامنة في الحفاظ على مسار أستانة كمنصة للحوار المشترك، وذلك بعيداً عن أي اختلافات سابقة وربّما لاحقة حول القضايا التفصيلية، ولا يبدو بحسب المراقبين أنّ المباحثات ستنجز أي تقدم إزاء مستقبل منطقة خفض التصعيد، وربما يعول الضامنون في مسار أستانة على تجاوز التباين في المواقف عبر عقد اجتماعات رفيعة المستوى. وترغب المعارضة السوري في إعادة التهدئة إلى ادلب ومحيطها، وهذا ما صرح به مصدر مسؤول من وفد المعارضة لـ"القدس العربي" حيث قال إن ملف إدلب كان في مقدمة الملفات التي تصدرت طاولة المفاوضات في الجولة القائمة، إضافة إلى ملفي شرقي الفرات واللجنة الدستورية.
 
بإشراف موسكو وأنقرة وطهران وحضور عربي وأممي ووفدي النظام والمعارضة
 
في حين، يبدو ان موسكو لازالت تصر على تطبيق نموذج "الخطوة خطوة" الذي يقضي باستعادة السيطرة الكاملة للنظام السوري على المحافظة ومحيطها، بالرغم من مساهمتها في تخفيض مستوى التدخل العسكري على صعيد تقليل الطلعات الجوية، مع استمرار محاولات التقدم في المحاور الاستراتيجية في ريف اللاذقية.
الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي، رأى ان تركيا تعوّل على الجهود الدبلوماسية لإقناع روسيا بجدوى التوّصل إلى تهدئة تدفعها للتخلي عن خيار الحسم العسكري في محافظة إدلب ومحيطها، وبالتالي العودة إلى تخفيض التصعيد، معتبراً انه "ليس بالضرورة أن تستجيب روسيا لتلك المطالب، وربما قد تستمر بالعمليات العسكرية عبر استراتيجية الخطوة خطوة ضمن المنطقة العازلة، أو على أقل تقدير الإبقاء على سياسة التصعيد والخروقات. وهو ما يرتبط بعدم الثقة بقدرة أو رغبة تركيا في تنفيذ تعهداتها بالطرق الدبلوماسية والأمنية".
المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا قال ان المشاركين في جولة أستانة سيبحثون جميع القضايا المتعلقة بسوريا، بما في ذلك التواجد الأمريكي في المنطقة، لافتاً إلى إمكانية تجاوز الصعوبات والعراقيل في عمل اللجنة الدستورية السورية.
وخلال لقائه بوفد النظام السوري، في إطار الجولة الـ 14 من محادثات أستانة، قال لافرينتييف "أصبحت هذه اللقاءات ضمن صيغة أستانة عادة جيدة لنا لتبادل وجهات النظر والتنسيق، نحن نلتقي في إطار أستانة تزامناً مع اللحظات الحاسمة في التطورات الميدانية على الأرض أو في العملية السياسية". وتابع: "والآن لذلك أهمية خاصة بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على مواقع جديدة في شمال شرقي سوريا".
وحول الدوريات المشتركة، قال لافرينتييف إن الوضع في منطقة الدوريات الروسية – التركية المشتركة مستقر رغم وجود بعض الاستفزازات، حيث تحدث عن إمكانية تجاوز الصعوبات في عمل اللجنة الدستورية السورية. وقبل نهاية أعمال اللجنة الثلاثاء، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، بأن موسكو لا ترى أي جدوى من توسيع المنطقة الآمنة على الحدود السورية، ويجب أن تبقى ضمن الإطار الذي حددته مذكرة سوتشي، وقال لافرينتييف للصحافيين "بناءً على المذكرة التي وقعها الرئيسان الروسي والتركي، فإن المنطقة الآمنة منطقة محددة. نعتقد أنه من الضروري الحفاظ عليها على هذا النحو. وأي توسيع لها لن يجلب أي فوائد".
من جانبه أكد ممثل النظام السوري في مفاوضات "أستانة"، على هامش جولة المحادثات بخصوص صحة الأنباء عن تهدئة في جنوب إدلب "لا توجد تهدئة على الاطلاق" معتبراً ان قتل عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في المنطقة يصب في "مضمار مكافحة الاٍرهاب". الباحث السياسي استنتج خلال حديثه مع "القدس العربي" ان هناك رغبة لدى الدول الضامنة بالحفاظ على مسار أستانة وتجاوز كل التحديات التي تواجهه لا سيما الناجمة عن تباين المواقف، لافتًا إلى انه في حال استمر التفاوت في المصالح، فإن روسيا ستعود إلى فرض رؤيتها عبر خيار الحسم العسكري.