الرئيسة \  تقارير  \  انتفاضة الجيل الجديد.. هذا ما ينتظر إسرائيل بعد مرحلة الجمود السياسي

انتفاضة الجيل الجديد.. هذا ما ينتظر إسرائيل بعد مرحلة الجمود السياسي

04.08.2022
بن درور يميني


القدس العربي
الاربعاء 3/8/2022
بقلم: بن – درور يميني
يديعوت أحرونوت 2/8/2022
رغم موجة عمليات السكاكين في العامين 2015 – 2016 التي أودت بحياة 47 إسرائيلياً، ورغم موجة الإرهاب في آذار الماضي التي أودت بحياة 19 إسرائيلياً، ورغم الاضطرابات المتجددة مرة في السنة في منطقة باب العامود – كان هذا العقد هادئاً نسبياً. ورغم “الجرف الصامد” في 2014، و”حارس الأسوار” في 2021، لكن لا يزال، عدد المصابين في العقد الأخير، إسرائيليين وفلسطينيين، أصغر بكثير مما في العقد الذي بدأ في الانتفاضة الثانية. النزاع “يدار”. وثمة موجة إرهاب صغيرة هنا، ورشق حجارة هناك، لكن لا بأس؛ يمكن التعايش مع هذا، ولا حاجة لأي تسوية سياسية. بتنا فيها
.

الزمن يمر، والمشكلة الفلسطينية ترفض الاختفاء. وماذا فعلنا؟ منذ مبادرة السلام لإيهود أولمرت في 2008، لم تكن هناك أي مبادرة إسرائيلية. صحيح أنه كانت هنا جولة محادثات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حين رفع اقتراحين، في كانون الثاني 2014 وفي آذار 2014، لكن شيئاً لم يحصل. الفلسطينيون رفضوا. من ناحية كثير من الإسرائيليين، كان هذا ترتيباً مريحاً. ها هي… المسؤولية عليهم، هم مذنبون، رافضون. من حيث الحقيقة، هذا صحيح، لكن ماذا بعد؟ لست نبياً ولا ابن نبي، ونبوءات كهذه نهايتها التحطم. لكن رغم ذلك، يمكن القول بحذر إن اللامبالاة التي دخلناها، وأدمناها قد تصبح مصيبتنا. الجمعة، نشر استطلاع أظهر أن في أوساط المصوتين الشبان حتى سن 25 أغلبية واضحة لليمين. كتلة نتنياهو تحظى بـ 71 مقعداً. هذه ليست أنباء مفاجئة. يمكن الافتراض أن الميول اليمينية تبدو أوضح بكثير في أعمار الثانوية.
هذا عندنا. لكن يجدر بنا أن نفكر بأبناء تلك الأجيال في الجانب الفلسطيني. الجيش الإسرائيلي معهم في حرب بلا توقف. اجتياحات كل مساء تقريباً إلى جنين. الآلاف يحملون سلاحاً غير قانوني. قوة سيطرة السلطة الفلسطينية في قسم كبير من تجمعات الشبان أصغر من قوة سيطرة إسرائيل في تجمعات البدو في الجنوب. وإذا كان يخيل لأحد ما بأن هؤلاء الشبان سيبقون في مخيم اللاجئين في جنين، وسيخوضون مواجهات خفيفة مع الجنود الإسرائيليين، فهو مصاب بمتلازمة الأوهام.
ليس واضحاً متى سيحدث هذا، بعد شهر أو بعد سنة. لكن الانتفاضة التالية على الطريق. والقيادة القديمة للسلطة الفلسطينية قد لا تريد ذلك، فكبار السن من بين الفلسطينيين يعرفون أن لا جدوى من موجة عنف أخرى، لكن الشبان في نابلس والخليل وجنين، وفي مخيمات اللاجئين، كلهم مفعمون بالكراهية. أراد الجيل السابق دولة لكنه فشل؛ لأنه أصر على شيء إضافي: “حق العودة”. حتى “ميرتس” رفض المطلب رفضاً باتاً. الجيل الجديد لم يعد يريد دولة، إنما يريد كفاحاً. وهو أكثر تطرفاً وتديناً، يعيش في مرحلة غسل للعقول، كله وكليله كراهية. مدارس السلطة الفلسطينية ومدارس وكالة الغوث “الأونروا” لم يبذلوا جهداً ليدفعوا بمستقبل السلام، بل العكس. السلطة عززت الكراهية التي ستجنيها هي أيضاً مع حلول اليوم.
وماذا فعلنا نحن في هذه السنين من الهدوء النسبي؟ لا شيء؛ لا حيال قطاع غزة ولا حيال السلطة الفلسطينية. صحيح، نعرف مسبقاً أن الفلسطينيين سيرفضون كل عرض. فماذا إذن؟ أهذا مبرر لـ “اقعد ولا تفعل شيئاً”؟ وهل يفترض بنا أن نرقص على الناي الفلسطينية؟ صحيح أن الفلسطينيين يمنحون تعليماً فيه كراهية وتحريض كثير. وحتى الاتحاد الأوروبي جمد أموال المساعدة، لكن الفلسطينيين أصروا على ألا ينفذوا أي تغيير في كتب التعليم؛ إذ إن التحريض أهم من الطعام، والاتحاد استسلم. نقل المال قبل نحو شهر ونصف. وماذا تفعل إسرائيل؟ محاولات إقناع، ليس أكثر.
لا حاجة ليكون المرء يسارياً كي يعرف بأن الجمود يعمل ضدنا. في زمن الجمود ينشأ جيل جديد، عدائي أكثر بكثير. في زمن الجمود تطرف حتى في أوساط عرب إسرائيل. في زمن الجمود المزيد من “لم شمل العائلات” الذي هو تنفيذ زاحف لـ “حق العودة”. في زمن الجمود، وفي ظل عدم وجود الفصل، المزيد من النساء من جبل الخليل ممن يتزوجن بدواً من الجنوب. نصيب أنسال هذه العائلات في العنف أكبر بكثير من نصيبهم بين السكان. هم يحملون هويات لفلسطينيين من “المناطق” [الضفة الغربية] ويعيشون في إسرائيل. ليس واضحاً ما الذي ينبغي حدوثه أكثر من هذا كي نفهم بأن الجمود السياسي هو عملية مضادة زاحفة. هو جيد لمن يريد دولة واحدة، وجيد لحماس ولـ BDS؛ وهو سيئ للإسرائيليين الذين يريدون دولة يهودية وديمقراطية. وهذه مجرد البداية. لأن الانتفاضة قادمة. في المواجهة التالية مع الفلسطينيين، لن يشارك في أعمال الشغب 6 آلاف من عرب إسرائيل فحسب، بل 60 ألفاً، نسب قليلة. أقلية. الأغلبية تعارض العنف، لكن الأقلية ستقودنا إلى مواجهة لا أحد يملك فكرة كيف سنتصدى لها. نحن في سبات وطني. وهو خطير. ويجدر بنا أن نصحو.