الرئيسة \  مواقف  \  اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الأسلحة الكيماوية وبشار الأسد وزمرته المدان الأول منذ الحرب العالمية

اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الأسلحة الكيماوية وبشار الأسد وزمرته المدان الأول منذ الحرب العالمية

05.12.2019
زهير سالم




موقفنا : 

احتفى العالم منذ أيام / في التاسع والعشرين من تشرين الثاني باليوم العالمي لذكرى ضحايا الأسلحة الكيماوية . وهو اليوم الذي خصصته الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيمائية للاحتفاء بهؤلاء الضحايا من كل عام .
وإذا كان الحاضرون وعبر " منظمة حظر الأسلحة الكيماوية " قد تذكروا بأسى واحترام مائة ألف إنسان حصدتهم الحرب الكيماوية منذ قرن تقريبا ، أي في الحرب العالمية الأولى . فإن هذا السلاح الفتاك والمتوحش لم يدخل الصراع في الحرب العالمية الثانية أبدا . وظل استخدام هذا السلاح محدودا طوال قرن حتى أعاد استخدامه ثلاثي الشر العالمي بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد ضد الأطفال والنساء من مسلمي سورية.
في سورية وثقت اللجان الحقوقية ومنها " الشبكة السورية لحقوق الإنسان " أن بشار الأسد وزمرته وبإشراف حليفيه الروسي والإيراني ، وبتواطئ كل الدول صاحبة النفوذ على مستوى العالم ، قد استخدم السلاح الكيماوي بما فيه السارين والكلور وغازات أخرى قريبا من أربع مائة مرة منذ 2012 حتى الآن ..، وبالضبط حسب توثيق الشبكة المذكورة " 391 " مرة
كان أخطر هذه الهجمات ما جرى في غوطة دمشق شهر 8/ 2013 ثم ما جرى في خان شيخون وغيرها المناطق . وبلغ عدد ضحايا هذه الجريمة آلاف الأشخاص عدد كبير منهم من الأطفال والنساء والضعفاء الأبرياء .
كل هذا استذكره المجتمعون في ذكرى الضحايا من السوريين ولكن يا لها من ذكرى!! ويا له من احتفاء!! إذ حين تحاول بعض الدول اليوم أن تزاود بالحديث أنها تملك أدلة وإثباتات على أن بشار الأسد قد استخدم هذا السلاح مرارا وتكرارا كما ذكرت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية في الاحتفاء المذكور ؛ فإن من أبسط ما توجبه العدالة الإنسانية أن نعيد السؤال : وما نفع الأدلة والإثباتات التي تملكونها ، إن لم تستخدم في الوقت المناسب ، لوقف الجريمة ، والأخذ على يد المحرم ..؟!
هل سيعفي ما يُزعم أنه العالم الحر من مسئوليته ، أن مجرما دوليا اسمه بوتين فاق بجرائمه كل ما ارتكبه من قبل إيفان الرهيب وستالين وهتلر في وقت معا ، وقرر أن يمعن أكثر في حصد أرواح السوريين بكل سلاح يصل إلى يده ، وأن يجعلهم مختبر تجارب لكل أنواع الأسلحة المباحة والمحظورة كما يصرح هو ووزير دفاعه كل مرة ، هل حقا سيعفي هذا كل أصحاب الياقات البيض من مسئولياتهم التاريخية حول ما جرى ويجري على الشعب السوري مع حرب إبادة لا تبقي ولا تذر مع طلوع كل شمس وغروبها وعلى مدى تسعة أعوام متصلة .
على الصعيد الإنساني الشخصي لا ندري إن كان المدعو بارك أوباما ، وكاميرون وشريكه في صنع السياسة البريطانية ، ثم أولاند الفرنسي ، وأتحدث عن بشر مجردين من الألقاب ما زالوا يستشعرون جريمتهم التاريخية بعد مذبحة السارين الصفراء في 21/ 8/ 2013 . المذبح التي جرت مذابح وما تزال .
في فقه شريعتنا الإسلامية أن منع الجريمة ثم وقفها مقدم على معاقبة المجرم . وأن منع الجريمة هو أساس قانون العقوبات " العقوبات روادع قبل الجريمة زواجر بعدها" . إن السياسة التي يتبعها النظام العالمي اليوم في سورية هي : دعه يقتل ، بل مكنه من القتل أكثر ، ثم اجعل الجريمة بعض أدوات الابتزاز في ملفه .. لتدمر هذا الشعب وتفتت هذه الدولة .
تسع سنوات وفي سورية هولكست متمادٍ مستمر ، دون أن يفكر أحد بالأخذ على يد المجرم . أو وقف شلال الدم . لم يدم الهولكست النازي الذي ما زلنا نستنكره وندين مرتكبيه ونتعاطف مع ضحاياه غير أربع سنوات أي نصف ما دام الهولكست الأسدي حتى الآن ، والذي ما يزال مستمرا حتى الآن ، مجازر رواندا على عنفها وفظاعة ما مر فيه مرت خاطفة سريعة ، وكذا ما جرى في البوسنة وغيرها من مآسي الإنسانية العظام ..
وكل الفرق بين الذي جرى على يد النازيين والذي يجري على يد الأسديين هو أن السوريين المستضعفين الفقراء لا يملكون ثروة آل روتشيلد ، ولا ماكينتهم الإعلامية ليوضحوا للعالم أجمع ، وللضمير الإنساني الحي أن ما نزل بهم على يد ثلاثي الشر بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد كان الأفظع والأبشع في تاريخ الإنسانية والإنسان .
ومن حق علينا في يوم الاحتفاء بذكرى ضحايا الأسلحة الكيماوية من المستضعفين والأبرياء ..
أن نعلن أولا من منطلق إنساني ومنطلق شرعي إسلامي رفضنا وإدانتنا لكل أنواع الاستخدام لهذه الأسلحة . كما نعلن التزامنا واحترامنا وتضامننا مع كل المواثيق والاتفاقات الدولية التي تدعو إلى تحريم استخدام هذا الأسلحة الفتاكة الرهيبة ..
وأن نعلن ثانيا - براءتنا وإدانتنا لكل ما يحكى عن استخدام بعض المجموعات التي حُسبت زورا على الإسلام وأهله لهذا السلاح ، وفي أي ظرف كان ..
وبالتالي أن نذكر كل أصحاب الضمير الحي حول العالم أن في سورية جريمة مستدامة تقودها كل قوى الشر في العالم يروح ضحيتها مع كل إشراقة شمس العشرات من السوريين الأبرياء ..
ونذكر كل القائمين على ماكينة الإعلام العالمي والعربي ، والذين ما زالوا يعملون منذ أربع سنوات ، على إزواء الخبر السوري ، وأولئك الذين دأبوا كمشاركة منهم في الجريمة الرهيبة على إطلاق الطلقات الخلبية ... أن الله هو الملك الحق العدل .. وأنهم ستكتب شهادتهم ويسألون ..
 
لندن : 6/ ربيع الثاني / 1441
3/ 12 / 2019
___________
*مدير مركز الشرق العربي