الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اليمن وسورية والسيد حسن

اليمن وسورية والسيد حسن

12.10.2017
عبدالإله هزاع الحريبي


العربي الجديد
الاربعاء 11/10/2017
لا ينسى زعيم حزب الله اللبناني، السيد حسن نصرالله، في خطاباته الأخيرة، بلاد اليمن، إذ يتحدث عن جرائم طيران التحالف العربي في اليمن. ومن يستمع إليه يشعر أن الرجل يتألم لما يحدث في اليمن. هذا في حال أنّ المستمع يخفى عليه الدور الكبير للسيد حسن وحزبه في اليمن، وهو دور سلبي تخريبي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني السلبية.
يتغافل السيد عن جرائم الحوثيين، وشريكهم علي عبد الله صالح، في حق سكان المدن اليمنية، وخصوصا مدينة تعز التي تضرب بمدافع الحوثيين وصالح وصواريخهما وراجماتهما بشكل عشوائي مقصود، ناهيك عن التستر على جرائم سلب إيرادات الدولة ونهبها، وعدم صرف رواتب الموظفين في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم على الأقل، وهي جرائم تسبّبت بوقوع مئات من الضحايا من المدنيين، وخصوصا الأطفال والنساء، من دون أن ننسى أيضاً ارتكابهم جرائم زرع الألغام في القرى والمديريات الريفية وبطريقة عشوائية، وهي الألغام التي تحصد أرواح اليمنين خبط عشواء، حتى أنّهم، في بعض الأحيان، يقعون في شراك هذه الألغام، وفق مبدأ "طابخ السم شاربه".
عندما أذكر هذه الوقائع التي يتناساها السيد حسن نصر الله، لا أحاول تجميل ما يعتبر انتهاكا فاضحاً وصارخاً لحقوق الإنسان، يقوم به التحالف العربي، ولكنني أحاول أن أظهر المشهد الآخر الذي لا يسلّط السيد حسن الضوء عليه.
من جانب آخر، يتغافل السيد حسن بقصد عمّا يحدث في سورية من جرائم تقشعر لها الأبدان، وفي مقدمتها الجرائم في المدن التي تمسح عن بكرة أبيها، بضربات الطيران الروسي والإيراني وصواريخ الكتائب الطائفية التي يقودها هناك حزب السيد حسن نصر الله.
إنه يفتقد المصداقية لدى جمهور عربي واسع كان ذات يوم ينظر إليه قائد مقاومة تحررية، لا يمكن أن تتحوّل نحو صدور الجماهير العربية، كما يحدث اليوم في اليمن وسورية. ففي اليمن، يدعم جماعة طائفية تزرع الشقاق في صفوف الشعب، وتحاول السيطرة بالقوة على السلطة بكل ما تعنيه كلمة سيطرة. من المضحكات التي تمارسها جماعة الحوثي تعيين وكيلة لوزارة الإدارة المحلية بمؤهل إعدادي، وعمرها لا يتجاوز السبعة عشر ربيعاً، لأنها ابنة رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، وغير ذلك الكثير.
لا يقتصر دعم حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، في اليمن، جماعة طائفية، وإنما تجاوز هذا المصطلح ليدعم جماعة متخلّفة، بكل ما تعنيه كلمة تخلف، إنّها مأساة الوقوع في التطرّف والعنصرية والعرق المقدس.. ولا أقدس عندي من إنسان قدّس الحق والعدل والمساواة ونبذ كلّ أشكال التمييز والعنصرية العرقية والسلالية.