الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الفيلق الخامس ذراع روسيا القوية لخلط أوراق إيران في سوريا 

الفيلق الخامس ذراع روسيا القوية لخلط أوراق إيران في سوريا 

19.12.2020
العرب اللندنية


العرب اللندنية 
الخميس 17/12/2020 
دمشق – تدور حرب باردة بين روسيا وإيران في عدة أنحاء في سوريا في ظل صراع مستتر على النفوذ تغذيه رغبة لدى كلا الطرفين في احتكار القرار، في وقت فقد فيه نظام الرئيس بشار الأسد أي قدرة على الاعتراض. 
وتتسابق روسيا وإيران لانتزاع السيطرة المطلقة على محافظة درعا وغرب الفرات، ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن موسكو كثفت في هذا الإطار من مساعيها لتقوية نفوذ الفيلق الخامس المدعوم من قبلها وإظهاره كقوة كبرى في المحافظة لاسيما وأن المنتسبين للفيلق هم من أبناء درعا وغالبيتهم من أصحاب التسويات والمصالحات، التي جرت في العام 2018، برعاية روسية. 
 وقد بدا واضحا في الأشهر الأخيرة تنامي نفوذ الفيلق الخامس في درعا، من خلال تدخلاته في فض النزاعات تارة، وفي خلق نزاعات لكسر شوكة قوات النظام والفرقة الرابعة المقربة من إيران تارة أخرى. 
وفي المقابل تستمر إيران بعمليات التجنيد وتشييع الشبان عبر شخصيات وميليشيات موالية لها ولحزب الله اللبناني، كسرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا بالإضافة إلى مراكز في صيدا وداعل وأزرع. 
 ووفق المرصد السوري يخضع المجندون الجدد لدورات تدريبية في منطقة اللجاة شرق درعا، وعلى مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، في مقابل ذلك يستمر حزب الله اللبناني في ترسيخ نفوذه في محافظة القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ونظراً لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل، تتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل من مدينة البعث وخان أرنبة. 
وسبق وأن سلطت “العرب” في تقرير لها الضوء على طرق تجنيد إيران لعملاء جدد وكسب قاعدة شعبية في الجنوب مستغلة خصوصا الوضع الاقتصادي المنهار في المنطقة. 
  ولا يكاد الوضع يختلف في غرب الفرات، والمنطقة الشرقية حيث تشهد محافظة دير الزور خصوصا إعادة انتشار واسع للفيلق الخامس، مرفوقا بمجموعات تتبع للشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية. 
ويرى مراقبون أن روسيا تحاول إنهاء احتكار سيطرة إيران للمنطقة الشرقية وصولا إلى الحدود العراقية، من خلال نشر الفيلق الخامس. 
ويشير المراقبون إلى أن التوجه الروسي يثير حفيظة الإيرانيين الذين سرعوا من عمليات تجنيدهم لاسيما ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي. 
ووفقاً لإحصائيات المرصد، فإن تعداد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والميليشيات الموالية لها في الجنوب السوري ارتفع إلى أكثر من 8600، كما ارتفع إلى نحو 7450 عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور. 
 ويرى محللون أن الصراع البارد بين روسيا وإيران في سوريا، يبقى رهين ما سيحدث مستقبلا مع قدوم إدارة أميركية جديدة بقيادة الديمقراطي جو بايدن. 
 ولا يعرف بعد كيف ستتعامل إدارة بايدن التي ستتسلم مهامها في يناير المقبل، مع الوضع في سوريا، لاسيما في ظل مواقفها المتحفظة من التعاون مع روسيا. وكان هناك بذور تعاون أميركي روسي في سوريا لاسيما بشأن إيران بيد أنه لم يصل المدى الذي كان مطلوبا.