الرئيسة \  تقارير  \  اليسار الفرنسي الضعيف.. لماذا يراهن عليه المسلمون؟ ولماذا يخذلهم دائما؟

اليسار الفرنسي الضعيف.. لماذا يراهن عليه المسلمون؟ ولماذا يخذلهم دائما؟

06.12.2021
المهدي الزايداوي


الجزيرة
الاحد 5/12/2021
بينما تفصلنا أشهر قليلة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، التي يبدو أنها ستكون "يمينية للغاية"، تقف الجاليات العربية والإسلامية موقف المتفرِّج في انتظار اسم الرئيس الجديد للجمهورية الفرنسية، الذي سينظر في عدد من الملفات، أبرزها ملف العلاقة بين الدولة والمسلمين في فرنسا، وهو ملف بات أولوية قصوى لدى شتى السياسيين والإعلاميين والمثقفين في جميع التيارات من اليمين المتطرف إلى اليسار الراديكالي.
وحسب ما تُخبرنا به استطلاعات الرأي، فليس من المُستبعَد أن تحمل الانتخابات شخصية يمينية إلى قصر الإيليزيه، إما "إريك زِمُّور" الذي -وإن لم يُعلِن ترشُّحه بعد- صار ذا شعبية كبيرة في المجتمع الفرنسي، أو "مارين لوبِن"، رئيسة الحزب اليميني المتطرف، أو حتى "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي الوسطي الذي أظهر انحرافا واضحا نحو اليمين خلال سنوات حكمه، وصاحِب الحظوظ الأوفر في الفوز بالانتخابات. ورغم هذه التوقُّعات اليمينية في مآلاتها، فإن الجالية العربية تطمع في معجزة من السماء تأتي باسم يساري يُهدِّئ من وتيرة الحرب عليها، ويعطيها الأمل في إمكانية مواصلة الحياة في دولة تتبنى عقيدة علمانية متطرفة. فهل يتمكَّن اليسار الفرنسي من قلب الطاولة على المرشحين اليمينيين؟
أكذوبة اليسار الإسلامي
غالبا ما يجد المسلمون في فرنسا أريحية أكبر تحت حكم اليساريين، في حين وجد اليساريون مساحات التقاء مع المسلمين. في ضوء ذلك، ظهر مصطلح "اليسار الإسلامي" عام 2000 بواسطة عالم الاجتماع الفرنسي "بيير أندري تاغييف"، وقد قصد به التعاون بين اليسار الراديكالي والتنظيمات الإسلامية في فرنسا للإطاحة بأعدائهم المشتركين. (1) ثمَّ عاد "تاغييف" في أكتوبر/تشرين الأول 2020 نافيا عن نفسه مسؤولية استعمال اليمين الفرنسي للمصطلح، إذ روَّج له اليمين إعلاميا وربطه بمؤامرة الإطاحة بالجمهورية الفرنسية، خصوصا بعد أن أعاد "جون ميشيل بلانكير"، وزير التعليم الفرنسي وأحد أبرز الأصوات اليمينية في حكومة ماكرون، إحياء المصطلح في لقاء له على إذاعة "أوروبا 1" حينما تحدَّث عن مقتل المدرس الفرنسي "سامويل باتي" الذي عرض على تلامذته صورا مسيئة للنبي محمد ﷺ، وكيف واجه الأخير تيارا أيديولوجيا سيأخذ فرنسا إلى الأسوأ. (2)
بعد بعث مشروع "اليسار الإسلامي" من مرقده وسط الكتب، كان لزاما على حكومة ماكرون استثمار الأمر في مشروعها الرامي إلى تأكيد أنها ليست أقل يمينية من منافسيها. ففي فبراير/شباط الماضي، دعت "فريديريك فيدال"، وزيرة التعليم العالي، المركز الوطني للبحث العلمي إلى فتح تحقيق حول أصول المصطلح، وكذلك حول الباحثين الأكاديميين الذين ينظرون إلى كل شيء من منظور السعي لإثارة التصدُّع والانقسام بالتركيز على قضايا الاستعمار والعِرق، حيث بات هؤلاء الأكاديميون الناقدون للاستعمار والتطرُّف العِرقي معروفين بدرجة كبيرة بوصفهم "مُحابين للمسلمين"، ومن ثمَّ مُثيرين للنزعة الانفصالية لدى المجتمعات المسلمة. هذا وأكَّدت فيدال في أكثر من مناسبة أن الوسط الأكاديمي الفرنسي أضحى مُخترَقا من طرف حاملي لواء مشروع "اليسار الإسلامي" الذي نشر ظلاله داخل الجامعات في إطار خطته للسيطرة على المجتمع الفرنسي. (3)
أثارت هذه الخطوة الجديدة الكثير من اللغط في فرنسا، إذ اعتبرتها جريدة "لوموند" تهديدا لحرية البحث الأكاديمي، التي كان من المفترض أن تكون فيدال -حسب الجريدة- أول المدافعين عنها، بدلا من المطالبة بالتحقيق من طرف المركز الفرنسي للبحث العلمي الذي رد بعد ذلك على الوزيرة قائلا إن مصطلح "اليسار الإسلامي" لا يوجد له أي أصل أكاديمي من الأساس. (4)
رغم ردة الفعل المُعارِضة القوية من قطاع واسع من الأكاديميين، فإن وزير الداخلية الفرنسية "جيرارد دارمانان" ساند زميلته في مساعيها، فيما التزم ماكرون الصمت. على كل حال، ورغم عدم وجود تعريف واضح لهذا التحالف الإسلامي اليساري، ولا دلائل على وجوده مشروعا مشتركا، فإن جريدة "لوفيغارو" نشرت إحصائيات تؤكِّد أن غالبية الفرنسيين يدعمون خطوة الوزيرة، إذ حازت فيدال دعم 79% من أعضاء حزب "إلى الأمام" (حزب ماكرون)، و85% من أعضاء الحزب الجمهوري (يمين محافظ)، و79% من حزب "لوبِن"، بل و60% من أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي اليساري نفسه، الذي يُقِرُّ هو الآخر للمفارقة بوجود مؤامرة إسلامية يسارية على فرنسا، لا تشمله بطبيعة الحال. (5)
تناقضات اليسار.. الجزائر نموذجا
"أعتقد أن فتحنا الجديد هو شيء موفَّق وعظيم. إنها الحضارة التي تسحق البربرية. نحن شعب متنوِّر يتقدَّم على أنقاض شعب غارق في الجهالة".
يعود تاريخ التعويل العربي والإسلامي على اليسار الفرنسي إلى سنوات خلت، فقد عُدَّ اليسار أفضل الأطراف التي يمكن الوصول إلى اتفاق معها داخل دائرة السياسيين والمثقفين الفرنسيين، كما هو الحال في بلدان غربية عديدة يستفيد فيها المهاجرون والأقليات من التيارات الأبعد عن اليمين، بل وعُدَّ اليسار الأفضل في فرنسا أيضا نظرا لإمكانية الحصول على دعمه في مواجهة السياسات الاستعمارية الفرنسية في أواخر القرن التاسع عشر حتى النصف الثاني من القرن العشرين.
بيد أن هذا التعويل على اليسار، وعلى قيم العدالة والتحرُّر التي تُنسب له عادة، لا يتجسَّد دوما على أرض الواقع. على سبيل المثال، رأى الروائي والشاعر "فيكتور هيغو" أن من الأفضل لفرنسا إقامة المستعمرات على إطلاق الثورات، فيما قال "ألبير كامو" في دفاعه عن استعمار بلاده للجزائر وقمعه للكفاح الجزائري: "إذا ما تعيَّن عليَّ الاختيار بين أمي والعدالة، فسوف أختار أمي". (6) هذا وواجه اليسار الفرنسي بجميع أطيافه تحديا كبيرا بسبب "القضية الجزائرية"، إذ انهزمت الكثير من الأفكار اليسارية على أراضي البلاد قبل نحو نصف قرن بعد أن اختار أصحابها والأحزاب المُمثِّلة لها الوقوف إلى جانب حكومتهم لدواعي براغماتية أحيانا وقومية في أحيان أخرى.
أول هذه الأحزاب كان الحزب الشيوعي الفرنسي الذي انضوى تحت لواء الأُممية العالمية الشيوعية، وكان من أهم مبادئه "الكشف دون تردُّد عن كل الانتهاكات التي تحدث في المستعمرات الإمبريالية ومساندة حركات التحرر ماديا ومعنويا". ولكن رغم ذلك، وقف الشيوعيون موقفا مُتردِّدا وغامضا حيال جرائم الجيش الفرنسي في الجزائر. ففي بداية الثلاثينيات، قال الأمين العام للحزب "موريس توريز" إن الشعب الجزائري يجب أن يحظى بحق تحديد مصيره، لكن هذا الكلام انقلب رأسا على عقب بعد وصول اليساريين إلى الحكم سنة 1936، إذ تراجع توريز عن كلامه وأكَّد أن من مصلحة الجزائر البقاء مرتبطة بفرنسا.
وبعد انتهاء الحرب العالمية، هاجمت صحيفة "الإنسانية" المحسوبة على الحزب الشيوعي الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر في 8 مايو/أيار 1945 وواجهوا القوات الفرنسية التي قتلت منهم 45 ألفا، فيما وصفت منابر إعلامية شيوعية المتظاهرين بالإرهابيين. وقد سار الحزب باتجاه دعم جرائم فرنسا في الجزائر رغم وجود معارضة داخلية في صفوف قياداته رفضت ذلك التوجُّه، لكن تلك الأصوات لم تتَّسِم بالقوة الكافية، ومن ثمَّ دعم الحزب الشيوعي في مارس/آذار 1956 قانون السلطات الخاصة الذي منح القوات الفرنسية الحق في قمع الحراك الجزائري. (7)
على المنوال نفسه سار اليسار الاشتراكي الذي اقترح إقامة وحدة بين فرنسا اشتراكية وديمقراطية وسكان المناطق المُستعمَرة. وفي يوليو/تموز 1954، اعترف المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي بحق الشعوب في تقرير مصيرها مُستثنيا الجزائر، إذ أدان عمليات المقاومة الجزائرية التي وصفها بالمُخرِّبة، داعيا قوات بلاده إلى التعامل معها بصرامة. (8) أما اليسار الراديكالي فكان هو الآخر مُبهَم التوجُّه من القضية الجزائرية إذ أظهر تعاطفه مع المناضلين الجزائريين لكن دون دعم مباشر لهم. (9)
تماما كما كان الحال وقت استعمار الجزائر، ينقسم اليسار الفرنسي اليوم حول الوضع الداخلي للمسلمين في فرنسا، الذي يشهد تدنيا حقوقيا يوما بعد يوم، لا سيما بعد تعيين ماكرون لجيرارد دارمنان وزيرا للداخلية، إذ عمل الوزير اليميني على استغلال أي توتر داخلي من أجل تشديد الخناق على الجاليات الإسلامية في البلاد، سواء كان ذلك بإغلاق المساجد أو حل الجمعيات الإسلامية التي تعمل في المجال الخيري أو في مجال حقوق الإنسان.
انقسم اليساريون حيال هذه الخطوات، إذ دعم جزء منهم خطوات الحكومة الفرنسية كونها تصب في مصلحة البلاد التي يعتقدون أنها يجب أن تحارب الإسلام السياسي، وباركوا أيضا حل التجمُّع المناهض للإسلاموفوبيا وجمعية "التنسيق ضد العنصرية والإسلاموفوبيا". (10) وقد قال الكاتب السياسي الفرنسي "أولفييه لوكور غرانميزون" في مقال له على موقع "أورينت 21" إنه لو كانت هناك جمعية أخرى تعرَّضت لهذا الاستهداف لكان اليسار السياسي كله قد وقف لاستنكار الحجج الباطلة والمخزية التي استعملتها الحكومة الفرنسية، بيد أن اليسار لم يقف موقفا مُتسقا مع مبادئه ومصالحه المعتادة داخل فرنسا، بل أصرَّ على الوقوف في صف الحكومة الفرنسية. (11)
في هذا السياق، أكَّد "إريك بيول"، رئيس بلدية مدينة "غرونوبل" في الجنوب الشرقي للبلاد، ضرورة توحيد القوى السياسية من أجل محاربة حضور الدين في مجال السياسة والقضاء على الإسلام السياسي في فرنسا، فيما أكَّد "أوليفييه فور"، الأمين العام للحزب الاشتراكي، ضرورة مكافحة "الانفصالية في الحياة اليومية"، وحتى "جون لوك ميلَنشون"، رئيس حزب "فرنسا الأبية"، الذي يُعتبر المدافع الأول عن الجالية الإسلامية في فرنسا، اختار عدم التعليق على حل هذه الجمعيات الإسلامية بدلا من اتخاذ موقف مُضاد للموجة السائدة الآن وسط الأحزاب الفرنسية.
ذهبت قيادات أخرى من اليسار إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد رفض "يانيك جادو" مرشَّح حزب الخضر مصطلح "رهاب الإسلام" أو "الإسلاموفوبيا" أصلا. وحينما تعلَّق الأمر بقانون الانعزالية الإسلامية الذي رآه مُحلِّلون كُثُر يستهدف خنق وجود المسلمين ونشاطاتهم بالأساس، فإن عددا من قيادات الحزبين الشيوعي والاشتراكي الفرنسي امتنعوا عن التصويت على هذا المشروع ولم يعترضوا عليه. (12)
يأتي هذا التردُّد في الوقوف بوجه القرارات الحكومية الجديدة بسبب تأثُّر اليسار نفسه بالأفكار اليمينية، إذ باتت الأحزاب تتردَّد في تبني مصطلح "الإسلاموفوبيا"، مُفضِّلين بدلا منه "إدانة الاعتداء على المسلمين"، إذ إن اعتماد "رهاب الإسلام" ينطوي على منع الفرنسيين من انتقاد ديانة الإسلام بالكُلية. (13) وتلك الفكرة في حقيقتها مطابقة لما يُروِّجه الفكر اليميني، ولذا رفض عدد من القيادات اليسارية المشاركة في مظاهرة "كفى إسلاموفوبيا" التي نُظِّمت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عشية الاعتداء على مسجد بمدينة "بايون" جنوب فرنسا. وقد تعرَّض المشاركون في التظاهرة لهجوم إعلامي وسياسي كبير من طرف اتجاهات شتى، إذ إن التظاهرة التي حرص "التجمُّع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا" على المشاركة فيها وُصِمَت إعلاميا بأنها مُنظَّمة من قِبَل ناشطين إسلاميين يُتَّهم غالبيتهم بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين. (14)
أزمة اليسار
بعيدا عن تعامل التيار اليساري مع القضايا المتعلِّقة بالجالية الإسلامية، التي تُصنَّف ضمن خانة "المشكلات الثقافية والاجتماعية" رغم حمولتها السياسية الواضحة، يبقى وصول مرشَّح يساري إلى الإيليزيه عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية مُستبعَدا للغاية إلا إن حدثت معجزة، وهذا ما تؤكِّده استطلاعات الرأي التي تعطي "جون لوك ميلَنشون" 8% فقط من الأصوات بفرق 1% عن "إريك جادو" مرشَّح حزب الخضر، فيما لا تتجاوز "آن هيدالغو" عمدة باريس ومرشَّحة الحزب الاشتراكي نسبة 6%.
هذا ويُحلِّق ماكرون في صدارة الاستطلاعات بـ 25%، متبوعا بمارين لوبِن بنسبة 20%، ثم إريك زِمُّور ثالثا بنسبة 15%، الذي فقد الكثير من بريقه بسبب عدم إعلانه الترشُّح رسميا. ويعني كل ذلك أنه حتى في حالة توحيد صفوف اليسار -وهو الأمر المُستبعَد حسب المعطيات الحالية- فإن تفوُّقه على أي مرشح يميني آخر يبقى بعيد المنال. (15)
ولكن رغم أن اليسار الفرنسي اليوم بات يَعتبر نفسه عدوا لأي مشروع إسلامي في فرنسا أو أي تحرُّك يضع الإسلام على الخارطة السياسية، فإنه يبقى المظلة الوحيدة التي ترى الجالية الإسلامية إمكانية الاستظلال بها، إذ تهدف هذه الجالية إلى إيجاد موطئ قدم لها داخل المجتمع الفرنسي كي تعيش حياة طبيعية. وفي وقت يواجه فيه الناشطون المسلمون الاتهامات الدينية والهجمات على مقداستهم بتأكيد عدم رغبتهم في خوض هذا النوع من المعارك كونهم يحبون فرنسا التي ينتمون إليها أيضا، وأملهم فقط في أن تحبهم فرنسا كما أحبوها هم، فإنهم يُعوِّلون على اليسار في إعطائهم هذا الحق المحدود في العيش بسلام، في وقت يُهدِّدهم اليمين فيه بالإبادة الديمُغرافية عبر إعادتهم إلى بلدان آبائهم وأجدادهم. (16) بيد أن حُكَّام فرنسا القادمين -وفق الاستطلاعات- لن يجعلوا حب فرنسا لأولئك المسلمين مثلما أحبوها هُم أمرا سهلا، بل أصعب من ذي قبل، في حين سيصبح اليسار تحت ضغط أكبر لكي يُثبت حبه لفرنسا على حساب انحيازاته المعتادة للمسلمين.
——————————
المصادر
Islamo-gauchisme “ : histoire tortueuse d’une expression devenue une invective
المصدر السابق.
Frédérique Vidal demande une enquête au CNRS sur l'"islamo-gauchisme" à l’université
Islamo-gauchisme “ : Vidal, Darmanin, jeu dangereux
Islamo-gauchisme: une large majorité de Français soutient Frédérique Vidal
موقف أحزاب الفرنسية من القضية الجزائرية – أ. زبير رشيد.
المصدر السابق.
​​المصدر السابق.
المصدر السابق.
أين يقف اليسار الفرنسي من رهاب الإسلام؟
المصدر السابق.
Marcher le 10 novembre avec les islamistes et décoloniaux : une erreur politique majeure pour la gauche
Chronique de la gauche de gauche Gauche de gauche et Islam
Marcher le 10 novembre avec les islamistes et décoloniaux : une erreur politique majeure pour la gauche
Présidentielle 2022 – Sondage : Macron stable, Le Pen en hausse, Zemmour en baisse, selon un sondage
المصدر : الجزيرة