الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  الوطن ومرارة الغربة

الوطن ومرارة الغربة

20.05.2017
د. محمد أحمد الزعبي




عندما دخلت الطائرة في مطار دمشق وكان ذلك في التاسع والعشرين من أكتوبر عام ١٩٧٤ كنت أعرف أنني قد لاأعود إلى  البلد الذي ولدت وترعرعت  وكبرت وهرمت فيه . وفي لقاء جمعني ذات يوم  بأحد الأصدقاء
المغتربين مثلي  ، قلت له  في إطار دردشتنا : أتعلم يافلان  أن ما يقلقني هذه الأيام  هو الخوف من أن أموت في ديار الغربة  . فكان جواب ذلك الصديق  : أما أنا  فلا  يهمني أين  سأموت  ، وإنما أين وكيف سأعيش . فكرت بما قاله ذلك الصديق ،  وتساءلت عن  مشروعية قلقي ؟!  ،  وقبل  أن أجد الجواب  ، تذكرت أن ماينبغي أن  نقلق عليه جميعا  هو  " الربيع العربي " ، وتمنيت  عندها أن ينقلني  "بساط الريح  " إلى حلب  .