الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الوجه الآخر لإيران

الوجه الآخر لإيران

23.10.2014
الوطن السعودية



الاربعاء 22-10-2014
يوما بعد آخر يكشف النظام الإيراني عن مثالبه السياسية، ووجهه الحقيقي الذي لم تفهمه معظم دول المنطقة، باستثناء المملكة. النظام في طهران يستند إلى أفكار وأيديولوجيا الاستضحاء والمظلومية، كي يبقى ثائرا، وينجح في تصدير ثورته، ويحافظ النظام كذلك على شرعيته.
النظام الإيراني ليس بدعا من الأنظمة الفاشية الشمولية، لكنه يختلف تبعا لثقافته المحلية، وأدوات استبداده، فهو بحاجة إلى غطاء أخلاقي وآخر ديني يستطيع النفاذ من خلالهما إلى شعوب المنطقة، من هنا اعتمد على إثارة الورقة الطائفية عبر سلطته الدينية، بينما ذهب الوجه الآخر للنظام - السياسي - إلى ابتكار شعار نصرة المستضعفين، إضافة إلى شعارات العداء لأميركا وإسرائيل، ولنا أن نتخيل أن هذه الشعارات التعبوية الفارغة ما زال نظام الملالي يستخدمها في هذا العصر.
من هنا نستطيع أن نفهم هذا التصعيد الإيراني تجاه المملكة بعد صدور حكم قضائي على أحد الرموز الشيعية في القطيف والذي - باعترافاته المصدقة - رفض التراجع عن ولاءاته الخارجية، وأصر على المضي في محاولاته طعن جسد الوحدة الوطنية، والتحريض على إسقاط نظام الحكم، وإثارة الفتنة المذهبية، ولهذا بادرت طهران - في اليوم التالي من صدور الحكم - بعملية اعتقالات في إقليم بلوشستان ذي الأغلبية السنية، وألقت القبض على مشائخ من المذهب السني، وقام عسكر النظام في طهران وخطباء الجمعة بتهديد المملكة في حال تنفيذ الحكم القضائي، وهذا النهج الإيراني يؤكد لنا بوضوح أن هذا النظام يعاني من أزمات حقيقية، تزداد مع مرور الوقت.. أزمات تتعلق بالفشل الداخلي الإيراني وهي أخطر من فشلها الخارجي، فالنظام الإيراني على استعداد لإشعال النار مع كل دور الجوار عند خسارته أي طرف يواليه فيها، وذلك لتعزيز شرعيته الداخلية، الأزمات الأخرى تتعلق بأخلاقيات النظام وعدم قدرته على إخفاء طائفيته السياسية، والأزمة الأخيرة التي تشكل قلقا عميقا لطهران هي محاولة التغطية - عبر إثارة هذا الملف - على التراجع الإيراني الواضح في المفاوضات الأخيرة مع الدول العظمى بخصوص برنامج طهران النووي، فإيران باتت تقدم تنازلات وتسويات عدة للخروج من اقتصادها المنهك وزيادة التضخم الذي تعاني منه وارتفاع البطالة وضعف العملة الإيرانية، فالإيرانيون في المفاوضات الأخيرة بفيينا لم يطالبوا برفع كامل العقوبات الاقتصادية، بل بجزء بسيط منها، غير أن الغرب لم يأبه بهذه التسويات التي تسعى لها طهران، وقد صرح مسؤول إيراني كبير أن "بقاء النظام الإيراني معرض للخطر إذا استمرت المصاعب الاقتصادية". هذا وجه آخر لا ينبغي لدول المنطقة إغفاله عند قراءة معطيات السياسة الإيرانية.