اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ النير الوطني
النير الوطني
24.08.2017
عبدالله عيسى السلامة
أ- العبد المملوك , الذي لا يملك حريته , مضطرّ للعمل عند سيد محدّد , لا يملك الفكاك من خدمته , مهما جار عليه , أو قسا , أو ظلم , أو أهان ..!
أمّا " الأجير " , الذي يعمل بحريته , باتفاق , أو عقد , بينه وبين مستأجره , فإنه يملك حريّة الاستمرار في عمله , كما يملك حريّة البحث عن بديل آخر يعمل عنده , بالأجر الذي يناسبه , والشروط التي يراها محقّقة لمصلحته ..
وقد يكون الأجير عاملاً عادياً , أو فلاحاً , أو صانعاً , أو موظفاً , أو أكاديميّاً متخصصاً بفرع من فروع العلوم , أو صحفياً , أو حاكماً ..!
ب- وما ينطبق على الفرد العاديّ - وفق هذا المنظور - ينطبق على الحاكم - رئيس دولة..
رئيس وزراء - ..
فالحاكم الذي رهن قراره - وبالتالي قرار وطنه وشعبه – بإرادة دولة معيّنة , سمح لها بالهيمنة على دولته عبر المساعدات الاقتصادية , و العسكريّة , والأمنيّة .. حتى ملكت كل مفاصل الحياة في هذه الدولة .. هذا الحاكم وضع نفسه في موضع ( العبد المملوك ) , الذي لا يستطيع انفكاكاً من سيطرة مالكه , وإلاّ اعتبَره " آبقاً " وحكم عليه بالموت , أو بالعزل عن " الكرسي " , وهذا موت آخر من وجهة نظر" الحاكم العبد .. وسيّده ".. إنّه " موت سياسي " , قد يعقبه سجن , أو نفي , أو قتل ..!
أمّا الحاكم الذي احتفظ بقراره , وتعامل مع الآخرين , من الدول العظمى والصغرى , تعاملاً " تعاقدياً " وفق مصالح متبادلة - حتى لو كانت مصلحة الأقوى أكبر من مصلحة الأضعف - .. أمّا هذا الحاكم , فينطبق عليه ما ينطبق على الأجير " المتعاقد " ..!
" مع ملاحظة أن الأجراء يختلفون , قوّة , وإرادة , ووعياً , وحزماً , فمَن مَلَك قوّة ووعياً , حقّق لنفسه بالتعاقد , أفضل الشروط الممكنة , على ضوء قوته ووعيه , وقدرته على حساب مصلحته , وإدراكه لحجم قوته , وبراعته في توظيف هذه القّوة . وهذا يختلف عن العامل التافه الخامل , الذي يعمل بطعام بطنه , والذي تسميه العرب (عُضروطاً). ويماثل هذا العامل بطعام بطنه , ذلك العامل لمجرد بقائه في كرسيّ الرئاسة , مع الفروق بين موقع هذا وموقع ذاك ..!" .
ج- والآن .. لنلقِ نظرة على ما يلي :
1- على حكام العالم العربي .. لنرى : مَن منهم رهَن قراره وقرار شعبه ودولته , بالقواعد العسكرية , والمساعدات الاقتصاديّة , والقيود الأمنيّة , والسقطات الخلقيّة التي تجعل المرء
عرضة لابتزاز الآخرين .. فصار عبداً " بامتياز " , وصار أبناء دولته عبيداً بالتبعيّة ..!
- ومَن منهم احتفظ بشيء من حريته وقراره وباع شيئاً .. فصار حرّاً بالقدر الذي احتفظ به , وعبداً بالقدر الذي باعه ..!
- ومَن منهم احتفظ بحريته كاملة , وبالتالي بقراره كاملاً , فهو حرّ فيما يأخذ وما يدع , وحرّ في تعامله مع هذا الفريق الدولي أو ذاك ..!
- ومَن منهم فقد همم الرجال , وإرادات الرجال , فصار بليداً خاملاً – برغم احتفاظه ببعض حريته – وصار همّه في الحياة , خدمة الآخرين الأقوياء , ليتركوه على كرسيّ الحكم أطول فترة ممكنة , كما يفعل " العضروط " الذي يخدم الناس بطعام بطنه , ولا شيء يهمّه بعد ذلك ..!
2- على شعوب العالم العربي .. لنرى :
- كم عدد الأفراد الذين يؤيّدون حكامهم , ويعطونهم أكثريّة الأصوات , في انتخابات حرّة نزيهة , بين الشعوب العربية قاطبة , وبلا استثناء .. " وبالطبع نحن لا نتوقع أن يسمح أي نظام حاكم بأي استفتاء في بلده , في هذا الشأن .. لأن مثل هذا الاستفتاء يكشف الحقائق المرّة , التي لا يرغب الحكام في عرضها واضحة أمام الناس .. برغم معرفة الناس والحكام بها.." !
- كم عدد الحكام الذين يحظون بحبّ شعوبهم حبّا حقيقيّاً , وباحترام شعوبـهم احتراماً حقيقيّاً , بصرف النظر عن الجماهير التي يحشدها زبانية الحكام في المناسبات , لتهتف للحكام , وتصفق لهم , وتفديهم " بالروح والدم "!؟
- ثمّ : ما الذي يمكن أن تفعله الشعوب الحرّة – غير المكبلة بقيود حكامها – إزاء اعتداء الأجنبي على حرياتها , ونهبه لثرواتها , وانتهاكه لمقدساتها .. وما البدائل التي يمكن أن تلجأ إليها , في علاقاتها الدوليّة – عبر حكامها المنتخبين بحريّة ونزاهة - ؟ وما البدائل الاقتصادية التي يمكن أن تبتكرها لنفسها , للتخلص من مخالب المؤسسات المالية الاستغلاليّة الدوليّة " البنك الدولي - صندوق النقد الدولي -.. !؟
3- على الدول الصناعيّة الكبرى , ذات المصالح الواسعة خارج حدودها مثل :
" فرنسا – روسيا – ألمانيا – الصين .. " .. لنرى :
- كم تحرص هذه الدول , على إقامة علاقات سياسيّة واقتصاديّة متينة ومستقرّة ,
وموثوق بها , مع الدول الصغيرة , والضعيفة , , مثل دولنا العربيّة , سواء ما كان من دولنا هذه نافعاً للدول الصناعيّة بنفطه , وما كان منها نافعاً بأسواقه , أو بثرواته الخام,
أو بموقعه الاستراتيجي , أو حتى بمجرد كونه حليفاً حرّاً - غير مستعبد للأمريكان - يُطمأنّ إليه في علاقاته الدوليّة !؟
د- وإذا وصلنا إلى هذه الرؤية " رؤية الحكام وواقعهم , ورؤية الشعوب وواقعها وإمكاناتها وبدائلها الممكنة , ورؤية الدول ذات المصالح التي تحرص على تحقيقها " .. إذا وصلنا إلى هذه الرؤية , تبين لنا ما يلي :
1- كم يحرص الحكام على البقاء في أغلال كراسيهم , مهما دفعوا فيها من أثمان , من كراماتهم ومن حريات شعوبـهم , حتى لو سحِقت هذه الشعوب تحت قياداتهم , أو فنيتْ عن آخرها ..! وحتى لو ضاعت الأوطان بأسرها , أو نُهبت كل كسرة خبز ، وكل قطرة ماء ، وكل ذرّة تراب فيها ..!
2- كم تحرص أمريكا " راعية الحريات وحقوق الإنسان في العالم " , على التمسك بعملائها الحكام الذين يقيدون لها شعوبـهم , لتسحقها وتنهب ثرواتها ..! وكم تدقق في اختيار بدائلها من الحكام العملاء , فلا تركل أحدهم من فوق كرسيه , إلاّ لتأتي بمن هو أرخص منه, وأكثر إطاعة لأمرها !
3- كم يجب على الشعوب أن تدفع – وأن تعجّل بالدفع ، كسباً لما تبقّى من كراماتها وأوطانها وثرواتها – لكي تتخلص من نير أمريكا البشع المتمثل بالحكام العملاء تحديداً, وتقيم علاقات جديدة متوازنة , مع دول أخرى من ذوات المصالح الدوليّة , التي فقدت - مضطرة - شهيتها الاستعماريّة , ولم يبق لها إلاّ مصالح محدّدة لشعوبها , تحرص على تحقيقها في أيّ سوق رابح !
4- وأخيراً : كم يجب على الشعوب , أن تدقق في اختيار قياداتها السياسيّة , التي تقودها في معركة المصير , للإطاحة بالعملاء الجاثمين على صدورها , والذين هم أخبث ( نير ) ابتكرته أبالسة السياسة العالميّة ، لتضعه على رقاب الشعوب , لتسومها سوء العذاب , وهي " الشعوب " تتردّد في مجرد التفكير بنزع النير عن رقابها , لأنه " نير وطني " !؟