الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري يوسع دائرة القصف ومنظمات دولية تصف الهجمات على إدلب بـ "جريمة حرب"

النظام السوري يوسع دائرة القصف ومنظمات دولية تصف الهجمات على إدلب بـ "جريمة حرب"

10.07.2019
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 9/7/2019
دمشق – "القدس العربي": استهدف سلاح الجو السوري مخيماً للنازحين بالقرب من قرية معرشمارين بريف إدلب شمال غرب سوريا، أسفر عن إصابة مدنيين بجروح، كما هاجمت الطائرات الحربية بالصواريخ الفراغية والحارقة أحياء سكنية في مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب، وذلك في إطار توسيع عمليات القصف الرامية إلى تهجير المدنيين حتى شملت يوم الإثنين ريف حلب، وفق خطة روسية علنية تمهد من أجل إعادة "معقل المعارضة" إلى سيطرة النظام السوري، أو قضم الأجزاء المهمة منه، وذلك على وقع التباين في المواقف بين الضامنين الروسي والتركي، تجاه ملف إدلب الأكثر إلحاحاً، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبل شمال غربي سوريا الذي سيبقى مجهولاً لحين بلورة تفاهم دولي إقليمي سوف يأتي متأخراً على أنقاض مقدرات الشعب السوري، وذلك في وقت وصفت فيه الهجمات على المنطقة بأنها "جريمة حرب" استخدم ضدها الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة في المناطق المدنية المأهولة.
وجددت طائرات النظام الحربية غاراتها على ريف محافظة إدلب، مستهدفة كفروما، وحرش بسنقول، والشيخ مصطفى جنوب إدلب، وقرية كفرحلب، غرب مدينة حلب، في حين استهدفت الفصائل بعشرات القذائف الصاروخية مناطق في قريتي العزيزية، والرصيف، وكفرهود، الخاضعة لسيطرة قوات النظام بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما أكد المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير، ناجي مصطفى، لـ"القدس العربي" سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام إثر صد فصائل المعارضة محاولة تقدم لهم على محور تل ملح في ريف حماة الشمالي.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اليوم الـ 70 من التصعيد الأعنف، سلسلة من الضربات الجوية التي نفذتها طائرات النظام والروس الحربية بأكثر من 40 غارة جوية صباح الإثنين.
وروسيا اتخذت قرارها حسب القيادي العسكري، فاتح حسون، بالانتقال إلى مرحلة نقض اتفاق سوتشي ومسار أستانا من خلال الحملة العسكرية الأخيرة، وإقامة ثلاث قواعد عسكرية في ريف حلب، وهو الأمر الذي عكس للعالم حسب وصفه لـ"القدس العربي": "عن عدم مصداقية الروس مع الجانب التركي، وهو ما دفع الأخير إلى مواصلة التعاطي الإيجابي مع الفصائل الثورية وزودها بأسلحة وعزز القدرات القتالية للفصائل، ما ساهم في تغيير موازين القوى من جديد".
ويبدو أن تركيا قد أدرت عدم احترام الجانب الروسي للخطط التي وضعت في سوتشي وأستانا، ولذلك، ومقابل ما تعتبره خرقاً من قبل روسيا والنظام للشروط السابقة، تقوم هي بعدم احترام كل الشروط، من أجل الوصول إلى وقت معين يجبر الأطراف على العودة إلى طاولة المباحثات لتأسيس وضع جديد للمنطقة.
مصادر حقوقية ونشطاء يعملون في مجال الإنقاذ وتوثيق الانتهاكات أكدوا أن ما يزيد على 500 مدني قتلوا، بينهم 130 طفلاً، وأصيب أكثر من 2000 شخص، بهجمات القوات الروسية على مناطق خفض التصعيد في شمال سوريا، منذ ما يقارب الشهرين من بدء الهجوم إلى جانب قوات نظام النظام.
وقالت خولة السواح، نائبة رئيس اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، في بيانٍ لها، إن قصف المنشآت الطبية وإخراجها من الخدمة خلال أقل من شهرين ليس من قبيل الصدفة، واصفةً ذلك بأنه "جريمة حرب"، فيما اعتبر المتحدث باسم الدفاع المدني في محافظة إدلب، أحمد شيخو، أن قرى وبلدات بأكملها تم إفراغها من السكان، واصفاً الحملة التي تقودها القوات الروسية بأنها الأشد تدميراً ضد محافظة إدلب، منذ تحريرها من قوات النظام في منتصف عام 2015.
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الشهر الماضي، استناداً إلى تقارير من مسعفين وشهود، إلى أن العملية العسكرية الأخيرة استخدمت ذخائر عنقودية وأسلحة حارقة في الهجمات، فضلاً عن أسلحة متفجرة يتم إسقاطها جواً ولها تأثير واسع النطاق في المناطق المدنية المأهولة.
وحسب الائتلاف السوري المعارض، فإن رؤساء 11 منظمة إنسانية عالمية كبرى، حذروا في نهاية الشهر الفائت، من أن إدلب تقف على شفا كارثة، حيث يواجه ثلاثة ملايين مدني مخاطر بينهم مليون طفل، ونوهت منظمات إغاثة إلى أن استهداف مستشفى "كفرنبل" جعلها المنشأة الطبية رقم 30 التي تتعرض للقصف خلال الحملة، فيما يترك مئات الآلاف دون رعاية طبية.
إلى ذلك، عبّرت منظمات دولية معنية بحقوق الأطفال عن صدمتها من التقارير الأخيرة عن الانتهاكات التي تطال الأطفال في مناطق خفض التصعيد شمال سوريا، مشيرة إلى تجاهل القوات المهاجمة المبدأ الأساسي لحماية الأطفال بشكل كامل، وهو ما له عواقب وخيمة على حياة الأطفال في كل أنحاء البلاد.
وأصدرت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنريتا فور، بيان لها يوم الأحد، حول الهجوم على قرية "محمبل" بريف إدلب، وشددت على أن "هذه الأعمال الفظيعة أدت إلى وقوع مزيد من الإصابات بين الأطفال".
وذكرت المنظمة بأنها تأكدت من "مقتل سبعة أطفال على الأقل في الهجمة على قرية محمبل"، وفق تقارير أفادت بأن معظم القتلى كانوا من النازحين الذين سبق وأن أجبروا على النزوح بسبب موجات العنف السابقة.
وأكدت هنريتا فور على وجود التجاهل الواضح لسلامة ورفاهية الأطفال، مضيفة: "بات جلياً في هذا الهجوم"، معبرةً عن تعاطفها وتأثرها، وقالت: "قلبي ينفطر لإزهاق أرواح هؤلاء الصغار، وكذلك جميع أطفال المنطقة الذين ما زالوا عرضة للأذى"، واصفة الاستهداف بالهجوم بالمروع.
وحثت المديرة التنفيذية للمنظمة الأطراف الفاعلة، ومن يتمتعون بنفوذ عليها، على ضمان حماية الأطفال من العنف المستمر، في شمال سوريا وكافة أنحاء البلاد.