الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري يخرق الهدنة… وقواته تقصف إدلب وتتسبب بسقوط قتلى وجرحى

النظام السوري يخرق الهدنة… وقواته تقصف إدلب وتتسبب بسقوط قتلى وجرحى

15.01.2020
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 14/1/2020
دمشق – "القدس العربي" : واصلت مدفعية النظام السوري، الاثنين، استهدافها المناطق السكنية بريفي إدلب الجنوبي والشرقي حيث قتل مدني، وأصيب آخرون بجروح نتيجة قصف صاروخي نفذته قوات النظام المهاجمة على مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وذلك وسط تخوف من وقوع كارثة إنسانية شمال غربي سوريا بسبب حركة النزوح الجماعي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن "أول شهيد مدني منذ بدء وقف إطلاق النار، قتل الاثنين على يد قوات النظام" ضمن منطقة خفض التصعيد، وذلك خلال استهداف 7 مناطق بنحو 50 قذيفة مدفعية وصواريخ من راجمات أرضية، حيث شمل القصف مدينة معرة النعمان وبلدات تلمنس والدير الشرقي ومعرشمشة ومعرشورين وركايا سجنة ومعصران بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
الدفاع المدني السوري، أصدر الاثنين، بياناً حذر خلاله من وقوع كارثة إنسانية في إدلب وأريافها، في حال لم تلتزم قوات نظام الأسد والميليشيات المساندة له، بقرار وقف إطلاق النار المتفق عليه بين الجانبين الروسي والتركي.
وذكر فريق الخوذ البيضاء، في بيانه إن "قوات النظام خرقت وقف إطلاق النار المتفق عليه من قِبَل روسيا وتركيا، الأحد، وقصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي" معتبراً أن روسيا تدّعي في كل مرة مصداقيتها في تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار، وما أن يحاول المدنيون العودة لحياتهم الطبيعية بعيداً عن القصف، حتى تعاود قصفهم وقتلهم لتستمر حالة الذعر والرعب بين المدنيين، معتبراً ان تلك الخروقات تؤكد أن روسيا والنظام مجرمان ويجب محاكمتهما على زهق أرواح المدنيين في إدلب، وأن "شهداءنا ليسوا أرقاماً ومن حقهم العيش كبقية الشعوب".
وأشار البيان إلى أن عدد سكان المحافظة وصل إلى أكثر من مليونين، عدا عن آلاف الوافدين إليها بعد حملة النزوح الكبيرة من مدينة معرة النعمان وضواحيها، وهذا ما يبرهن تعمد قوات النظام وروسيا قصفها على هذه المنطقة، لإحداث مجازر كبيرة وكارثية بحق المدنيين في المحافظة.
 
شمال غربي سوريا على شفا كارثة إنسانية والدفاع المدني يوثق الخروقات
 
وأكد أن الكارثة الإنسانية التي تواجهها إدلب اليوم، ربما تكون الأكبر على الإطلاق مع استمرار عدم التزام روسيا ونظام الأسد بوقف إطلاق النار، حيث أن هناك أكثر من مليون وسبعمئة ألف شخص أُجبروا على ترك منازلهم بفترات متفاوتة نتيجة القصف المستمر، هرباً من الموت، ممّا شكّل أكبر حملة نزوح شهدتها سوريا، مطالباً، منظمات المجتمع الدولي، بتحمل المسؤولية كاملة تجاه حماية المدنيين في إدلب من أي ردود أفعال أو تحركات من روسيا ونظام الأسد، وإيقاف القصف وارتكاب جرائم الحرب الممنهجة بحق الشعب السوري.
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لا صحة لخروج أي مدني من مناطق سيطرة الفصائل والجهاديين إلى مناطق نفوذ قوات النظام عبر المعابر الثلاثة التي افتتحتها روسيا في الحاضر جنوب حلب، والهبيط جنوب إدلب وأبو الضهور في ريف إدلب الشرقي، حيث زعمت مصادر موالية، أمس الاثنين، دخول عشرات المدنيين من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق النظام السوري في ريف حلب الجنوبي، عبر معبر الحاضر، ونشرت صفحات موالية للنظام السوري، صورًا لما سموها بـ "الممرات الإنسانية" في بلدتي الهبيط والحاضر جنوب مدينتي إدلب وحلب، ويظهر في الصور التي تداولتها صفحات الإعلام الموالية، حافلات نقل كبيرة، وسيارات إسعاف وشرطة من القوات الخاصة الروسية بجانب مواد غذائية، إضافة لظهور عدد كبير من العربات العسكرية، بدون ظهور أي مدني في المنطقة.
وذكرت وكالة النظام الرسمية "سانا"، ان "العشرات من المواطنين خرجوا عبر ممر الحاضر في ريف حلب الجنوبي قادمين من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية تمهيداً لعودتهم إلى قراهم وبلداتهم" وذلك بعد افتتاح المعبر، يوم الاثنين، "لاستقبال المواطنين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات المسلحة حيث شهد المعبر عودة العشرات من المواطنين بينهم أطفال ونساء وتم استقبالهم من الجهات المعنية وتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين ريثما يتم نقلهم إلى بلداتهم وقراهم" التي دخلتها قوات النظام السوري.
من جهتها ذكرت كالة "سبوتنيك" الروسية ان النظام، وبإشراف مباشر من مركز المصالحة الروسي في سوريا، يعكف على تجهيز 3 ممرات إنسانية في ريف إدلب وحلب، تسهيلا لخروج المدنيين من مناطق سيطرة "جبهة النصرة" وحلفائها من المجموعات المسلحة، باتجاه مناطق سيطرته.